غالبالغول / الأسد والغزالة
أسد في غابته , ومن حوله غزلان تمرح وترتع , لكنه لم ينظر لأي منها بسوء , فهو ممتلئ البطن , ولا يقبل لنفسه التخمة .
نظر إلى شجرة وارفة الظل فوجد غزالة هادئة , اقترب منها واقتربت منه , فتعارفا وتآلفا بسرعة , وتجاذبا أطراف الحديث مرة تلو مرة , حتى شعرت الغزالة بالأنس مرة , وباليأس والملل من نصائح الأسد الذي كان يخاف عليها من الوحوش الكاسرة .
لكن الغزالة كانت سريعة في جريها , سريعة في غضبها , سريعة في انفعالها , وتتلعثم عند الغضب وتخرج الكلمات المؤلمة دون وعي منها , وبدل أن تقبل رأس الأسد وتشكره على نصائحه , قامت وعضت يده التي يكتب بها أعز الكلمات وأحسنها لإرضاء عواطفها.
تألم الأسد من موقفها وأحس أن البقاء معها سيميته , فشمر عن ساقه , ودخل شاطئ البحر وسبح فوق الأمواج إلى أن وصل الشاطئ الآخر ليعيش باقي عمره مع أسود مثله .
ولما شاهدته الغزالة وقد ابتعد عنها , رآها وقد اغرورقت بالبكاء , وهي تجمع بالخشب لتصنع لها قارباً,
فناداهها الأسد قائلاً :
لا تحاولي المجيء , فالبحر عميق جداً , وقلبي الآن ليس معي.