منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    "حواء" أو "وزارة السكن"







    "حواء" أو "وزارة السكن"(1)
    في شهر القرآن هذا .. أحاول – قدر المستطاع – أن يكون كل ما أكتب له صلة بالقرآن ... يوم 4/9 تحاورت مع مهندسة يمنية يهودية .. وقلت عرضا أو تعليقا على سورة مريم أن مجرد وجود سورة في القرآن الكريم باسم امرأة قضية تستحق أن نتوقف عندها ...
    ستكون هذه الحلقة مخصصة للحدث عن أمنا حواء – عليها السلام – بصفتها الشخصية .. وكذلك بصفتها (الرمزية) حين أصبحت "حواء"رمزا لكل النساء.
    السفر عبر الزمن .. إلى بدأ الخليقة – وهذه مجرد خواطر – يتيح لنا فرصة التفكير بما كانت تمثله أمنا "حواء"لأبينا"آدم"-عليهما السلام – نستطيع تصور ذلك عبر خلو هذا الكون من (البشر)!!!
    لقد كانت"حواء"هي .. كل "العالم"البشري بالنسبة لـ"آدم" :
    هي الأب والأم والأخ والأخت .. هي العم والعمة ... هي الخال والخالة ... هي الجد والجدة .. هي الجيران .. إلخ.
    وقطعا كان "آدم"أيضا يمثل لها كل (العالم)..
    وهنا .. بل هناك .. سنجد "آدم"كان وحيدا ... ثم خلق الله – سبحانه وتعالى – له أو منه "حواء"فأي "فرح"يمثله له هذا "المؤنس"؟!!!
    وهنا يأتي التعبير القرآني المبهر .. (ليسكن إليها) ...
    في المقابل حين خلق الله – سبحانه وتعالى – "حواء"وجدت أمامها "آدم" .. أي عالمها البشري كله .. فكان ملجؤها الذي ركنت إليه ..
    أعتقد أن في (لاوعي) كل رجل "حواء"الذي تمثل له "كل العالم" .. وفي (لاوعي ) كل "حواء"هناك آدم الذي "ركنت"إليه في تلك اللحظة التي كان "آدم"فيها (العالم كله).
    وهنا أكرر ما كتبته سابقا .. إن كل ابتعاد ل"حواء"عن "آدمها"هو منح فرصة لذلك الخواء في حياة "آدم"ليفغر فاه .. أو يتلفت ذات اليمين .. وذات الشمال ... وحين يكون الابتعاد دون مبرر .. يكون الخطأ أكبر ... وقد أعذر من أنذر.
    بعد هذه اللمحة نتحدث عن "حواء" التي أصبحت "رمزا" .. وهنا تبرز لنا صورة الاستلاب الثقافي .. أو الانبهار بثقافة (الغالب)!
    سيل من كتابات المثقفين والمثقفات!!- وهذا عجيب - تؤكد على مسؤولية "حواء" عن أكل "آدم"من الشجرة .. وأكل"التفاحة" تحديدا ...
    بطبيعة الحال هذه المسؤولية التي حُملت لـ "حواء"والنص على أن "الشجرة"هي"التفاح"ليس من ثقافتنا الإسلامية .. وإن الإنسان ليعجب كيف تتبنى المرأة أفكارا تحمل"حواء"مسؤولية إخراجنا من "الجنة"؟!
    في الوقت الذي لدينا ثقافتنا الإسلامية التي لا نجد فيها .. أو عني شخصيا لم أقرأ نصا دينيا يتحدث عن "حواء"التي "أغوت""آدم"ودعته للأكل من الشجرة المحرمة .. بل نجد القرآن الكريم يخبرنا عن الأمر بطريقتين ..
    الطريقة الأولى : أفرد فيها أبونا آدم فوصف بأنه (غوى) فنجد الحق سبحانه وتعالى يقول :
    ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (121) طه
    وبعدها نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ )﴿122﴾ طه
    أما الطريقة الثانية .. فيتكرر فيها "المثنى"بصورة لا ينفصل فيها أي من "الزوجين"لا في مرحلة إغواء "الشيطان" لهما .. ولا في مرحلة "ارتكاب الخطيئة" .. وحين بدت لهما "سوءاتهما" .. وعند محاولتهما "التستر" بورق الجنة .. وصولا إلى "توبتهما" ... وحتى نداء "الرب" – سبحانه وتعالى – كان لهما معا .. يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأعراف :
    {وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (20) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿23﴾
    قطعا ما كنت أريد أن أتحدث عن (أسطورة) – في شهر القرآن الكريم - ولكن سبق السيف العذل .. إن مجرد الحديث عن "إغواء" أمنا "حواء" لأبينا"آدم"- عليهما على ونبينا السلام – والحديث عن"التفاحة" .. ولم يبق إلا أن نتحدث عن"الحية"هذا يعني أننا أشرنا إلى الأساطير .. وعلى أقل تقدير .. أشرنا إلى بعض كتب السابقين .. والتي تم تحريفها ..
    إذا : نختم بهذه الأسطورة .. والتي تتحدث عن وجود زوجة أولى لأبينا "آدم"وهي "العفريتة" المسماة"ليليت"أما الزوجة الثانية له فهي أمنا "حواء" .. تقول الأسطورة :
    (في مهرجان الفاكهة في فلسطين القديمة،وهو طقس يرقى إلى أيام الكنعانيين،كان المحتفلون يحملون الترسوس {في الهامش : "صولجان أو رمح يتوج بحلية على شكل كوز صنوبر،ويلف أحيانا بأعواد الكرمة وأغصان الفاكهة" - محمود} باليد اليمنى،وأغصان السفرجل باليسرى،ويدورون (..) وكان الترسوس يزين بثلاثة أغصان : الآس في اليمن،وسعفة النخيل في الوسط،وغصن الصفصاف في اليسار،حين يكون القمر بدرا،وذلك اعتقادا منهم بأن القمر حين صار بدرا في جنة عدن،قطعت حواء الثانية – بعد ليليت العفريتة التي تزعم الأساطير العبرية أنها كانت زوجة آدم الأولى – غصن آس وتشممته،فقالت : "إنها نبتة تصلح تعريشة للحب" لأنها كانت ... (...). ثم قطعت سعفة وضفرت منها مروحة،ثم قالت : "وهذه مروحة لإذكاء النار"،وقطعت سعفة أخرى اتخذتها صولجانا وقالت : "سأعطي هذا الصولجان لآدم،وأقول له: اتخذه أداة لتسود بها عليّ"،وأخيرا قطعت غصن صفصاف وقالت : "وهذه أغصان تصلح للمهد"){ ص 61(جولة في أقاليم اللغة والأسطورة) / الدكتور علي الشوك / بيروت / دار المدى / 1994م.}.
    هنا على المرأة الحديثة أن تختار هل تكون "ليليت"أم "حواء"!!
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.

    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة

  2. #2
    "حواء" أو "وزارة السكن"(2)
    بقلم : أبو أشرف / محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
    العلاقة بين هذه الحلقة وبين الحلقة الأولى هي "حواء" .. ولإن كانت أمنا حواء – عليها السلام – قد ابتليت – مع أبينا آدم عليهما وعلى نبينا السلام – فإن حديثنا اليوم سيكون عن ابتلاء تعرضت له بعض بنات حواء .. عليهن وعلى أمهن السلام .
    يمكننا أن نتصور ابتلاء (زوجة) بزوج لا تحبه .. أو ابتلاء زوجة صالحة بزوج .. لا يصلي مع الجماعة .. أو لا يصلي بانتظام ... أو يتعاطى الدخان .. أو يحتسي الخمر .. إلى آخر ما هنالك من صور الابتلاء ..
    هنا نتحدث عن حياة زوجة ...كان زوجها .. لا نقول : لا يصلي .. بل كان يقول :
    (أنا ربكم الأعلى) سورة النازعات "24"
    أي ابتلاء تحملته سيدتنا آسية بنت مزاحم .. وهي تساكن زوجا يدعي الربوبية؟!!
    أما شريكتها في الذكر – في سورة التحريم – أي سيدتنا العذراء مريم – عليها السلام – فإن ابتلاءها فوق التصور .. من نذرها لله .. إلى التسابق إلى "كفالتها" –(وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) آل عمريان "3"- إلى الرزق الذي يتوفر لديها في غير وقته - - (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) آل عمران "37" – إلى اعتزالها للتعبد ... وصولا إلى الابتلاء الأكبر .. وليس (إشاعة) تتناقلها الأفواه .. بل أتت تحمل (طفلا) بين يديها .. فأي ابتلاء أعظم .. وهي تطلق صرختها تلك (يا ليت مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا) ؟!!!!
    وهل هناك من يعرف (براءتها) أكثر من نفسها ؟! لكنها الضغوط الاجتماعية .. وهذا (الطفل) الذي تحمله بين يديها ..
    والدليل على الضغوط الاجتماعية – رغم يقينها من براءتها – وما تخشى أن تجلبه على أسرتها .. أن أول ما قيل لها .. هو تذكيرها بأخيها (يا أخت هارون) ... وبعد الأخ – على الرواية التي تقول أن لها أخا اسمه "هارون" – (ما كان أبوك امرأ سوء ) ... ثم الأم ( وما كانت أمك بغيا) .. نستطيع ببساطة أن نتصور معاناة ذلك القلب الطاهر ... وهو يتلقى اللوم والتقريع .. ويُذكر بالأخ والأب والأم .. وذلك كله رغم أن سيدتنا مريم – عليها السلام – تحمل دليل براءتها معها .. "معجزة"الطفل الذي يتكلم وهو في المهد (إني عبد الله .. ) ... ومع ذلك لم تسلم من ألسنة اليهود يرمونها بما هي منه براء ...
    ومثلها الطاهرة الصديقة .. نعم .. سوف نطير من هناك ... من سنة ميلاد المسيح – عليه وعلى أمه وعلى نبينا السلام – إلى القرن الثمن للميلاد .. لنجد صديقة أخرى .. طاهرة أخرى .. نقية أخرى .. تلوك سيرتها الألسنة .. في حادثة (الإفك) المشهورة .. رغم اهتمام أمنا عائشة رضي الله عنها – وعن أبيها – بما قيل عنها .. و هي تعلم أنها منه براء .. فلا يخالجني شك بأن جزء من معاناتها كان يتمثل في حزنها من أن تكون سببا في النيل من عرض رسول الله – صلّ الله عليه وسلم – أو تجلب العار لأبويها .. رغم أن كل شيء يهون إلى جوار عرض رسول الله – صلّ الله عليه وسلم – وينزل القرآن .. كلام الله – سبحانه وتعالى – مظهرا براءة الصديقة الطاهرة .. ويُقام حد القذف على بعض من تقول على الصديقة الطاهرة .. ويقول ربنا سبحانه وتعالى (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) .. هل هناك من هو أطيب وأنقى وأتقى وأطهر وأزكى .. من رسول الله ، صلّ الله عليه وسلم؟!!! فهل يختار الله – سبحانه وتعالى – له إلى الطيبة الطاهرة عائشة بنت أبي بكر الصديق؟
    ومع ذلك هناك من يزعم أنه يؤمن بما بين دفتي المصحف .. ولازال يقذف أم المؤمنين عائشة المبرأة من فوق سبع سماوات .. والحقيقة أنهم يقذفون رسول الله - بأبي وأمي هو صلّ الله عليه وسلم - .. أو ينفوا آية (الطيبات للطيبين) .. التي بين دفتي المصحف ..
    "حواء" أخرى .. لا نستطيع أن نتحدث عنها .. قبل ان نترضى على أمها .. وأمنا .. خديجة بنت خويلد .. تلك القامة الشامخة .. رضي الله عنها وأرضها ..
    أي أحرف .. وأي كلام .. وأي شعر .. وأي نثر .. وأي بلاغة تعبر عن ... عن رسول الله – صلّ الله عليه وسلم – عن جبريل – عليه السلام - ... يا خديجة الله يقرئك السلام ؟!!!!!!!!!!!!!!!!
    أما ابنتها الزهراء فاطمة – عليها السلام – تلك التي ابتليت .. دفعة واحدة .. بفقد والدها .. ونبيها .. صلّ الله عليه وسلم .. والذي كان لها كل شيء .. والذي كان يتلقاها إذا دخلت عليه .. فيقبلها .. ويجلسها في مجلسه .. صلّ الله عليه وسلم .. ولاندري ما الذي كان سيحصل لها لو أنها لم تعلم .. أو لو أن النبي – صلّ الله عليه وسلم – لم يخبرها بقرب انتقاله إلى الرفيق الأعلى .. قبل حلول الأجل؟!! أكان قلبها سوف ينفطر ؟
    رغم علمها المسبق .. ورغم .. الخبر الذي أضحكها – بعد أن أبكاها خبر قرب انتقاله صلّ الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى – وهو أنها أول أهل بيته – صلّ الله عليه سلم – لحاقا به ..
    رغم كل ذلك .. فإن صرختها .. أو حزنها .. أو ألمها .. تمثل في ذلك السؤال .. الذي لا زال عالقا يزلزل القلوب ..
    (يا أنس .. أطابت أنفسكم .. أن تحثوا على رسول الله التراب)؟!!!!!!!!!!!!!!

  3. #3
    السلام عليكم .. في كُليمة ( "حواء"أو"وزارة السكن" ) .. الحلقة الثانية ... فطنت لخطئ في آية كريمة ..
    آمل تعديلها.
    ( (يا ليت مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا) ؟!!)
    الصواب ( (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا) ؟!!)
    جزاكم الله خيرا.

  4. #4
    سؤال مشروع لواقع منحرف!!!
    شكرا لك أستاذ محمود
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  5. #5
    شكرا لكم عل جهودكم الطيبة

المواضيع المتشابهه

  1. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 09:36 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-31-2012, 01:13 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 07:03 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 08:43 AM
  5. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 06:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •