بوقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، في عاصمة قوى السوق الكونية، تقرر انهاء حكم العسكر في بلادنا، لعجزهم الواضح عن احتواء ولجم الاسلام السياسي.الاسلاميون والعسكر: صراع الضعفاء!حازم خيري
وبالفعل جاء الربيع العربي آية في العبقرية، إذ حرم العسكر من فرصة قمع الاسلاميين، فالشباب غير المُسيس في المقدمة، والمساس بهم يزيد الأمر اشتعالا، بينما الاسلام السياسي هو الحليف المستتر للشباب، يشارك بقوة في الثورة ، ويحشد أنصاره في مليونيات هادرة.
الربيع العربي آية في العبقرية وخصوبة الخيال، لكنها عبقرية وافدة، فافلاس حضارتنا الاسلامية يقف حائلا دون القبول بفكرة وجود خيال عربي قادر على ايصال الاسلاميين للسلطة – وهذا حقهم بعد عقود القمع والارهاب – من خلال ثورة لاعنفية، يقودها "جيل الانترنت".
يؤكد زعمي هذا انه بعد مرور عام تقريبا على صعود الاسلام السياسي للسلطة في مصر، وجدنا دولة العسكر تنجح في اغراق الاسلام السياسي في أوحال البيروقراطية المصرية، تقريبا بنفس سيناريو الربيع العربي. فالشباب في المقدمة، والبيروقراطية المصرية - هذه المرة - هي الحليف المستتر، تدفع بالناس في مليونيات هادرة..
ألم أقل إن حضارتنا مُفلسة، فها هي عبقرية الربيع العربي الوافدة، تُستهلك دون أدنى اضافة، وسط أغاني النصر وادعاء التفوق والعبقرية والبطولة..
العسكر الآن في مواجهة الاسلاميين وجها لوجه. يُدرك العسكر أن الاخوان المسلمين هم النواة الصلبة لدولة الاسلام السياسي الوليدة، ويُدرك الاسلاميون أن الجيش هو النواة الصلبة لدولة العسكر الهرمة. ما نشهده الآن هو – بحق - صراع الضعفاء!!
الصراع نفسه سبق وأن حدث ابان ثورة 23 يوليو 1952، غير أن الأمر يختلف الآن، فنحن نعيش في عصر العولمة، والاسلام السياسي - ويالها من مفاجأة - أقرب إلى المزاج العولمي. فالعولمة عملية جدلية، من ناحية انفتاح على العالم، ومن ناحية أخرى انكفاء على الثقافة وفي القلب منها الدين، وهو ما يتوافر – على نحو مُدهش – في الاسلام السياسي.
الدين والسوق هما قاطرة العولمة!