اليهود الحاليون من قبائل تترية قديمة
قبل طرح الأسئلة نبدأ بمقدمة تاريخية ودينية ....إن الدراسات العلمية الأكاديمية لعدد من اليهود أنفسهم وعلى راسهم الكاتب المشهور آرثر كوستلر في كتابه القبيلة
الثالثة عشرتشير الى ان اغلبية الساحقة ليهود هذا الزمان ليست من ذرية اسرائيل القدماء وان معظم اليهود الان هم من نسل يهود الخزر وهم في اصلهم قبائل تترية قديمة كانت تعيش في منطقة القوقاز واسست لنفسها مملكة في 6 الميلادي شمال غربي بحر الخزر بحر قزوين الحالي .. وقد تهودت هذه المملكة في القرن 8 م ودخل ملكها بولان في اليهودية سنة 740 للميلاد .. وقد سقطت في نهاية القرن العاشر واوائل القرن 11 على يد تحالف الروس والبيزنطيين
وانتشر يهود الخزر في روسيا واوروبا الشرقية والغربية واستقرت اعداد منهم في الاندلس ايام الحكم الاسلامي وبعد سقوطها على يد الاسبان هاجروا الى شمال افريقيا ..
ويذكر المؤرخ المشهور غوستاف لوبون ان بني اسرائيل عندما استقروا في فلسطين لم يقتبسوا من تلك الامم سوى أخس ما في حضارتها اي لم يقتبسوا غير عيوبها وعاداتها الضارة وخرافاتها
فقربوا لجميع آلهة آسيا .. قربوا لعشتروت ولبعل ولولوخ من القرابين ما هو اكثر جدا مما قربوه
لإله قبيلتهم يهوه الذين لم يثقوا به ويقول اليهود عاشوا عيشة الفوضى الهائلة على الدوام تقريبا
ولم يكن تاريخهم غير قصة لضروب المنكرات .. إن تاريخ اليهود في ضروب الحضارة صفر وهو لم يستحقوا أن يعدوا من الأمم المتمدنة باي وجه
ويقول غوستاف لوبون ايضا : وبقي بنو اسرائيل حتى في عهد ملوكهم بدوا افاقين مفاجئين مغيرين سفاكين ... مندفعين في الخصام الوحشي "...ويقول ان مزاج اليهود النفسي ظل على الدوام قريبا جدا من حال أشد الشعوب بدائية: فقد كان اليهود عندا مندفعين .. غفلا سذجا جفاة كالوحوش والاطفال .. ولا تجد شعبا
عطل عن الذوق الفني كما عطل اليهود ...."
وبعد تدمير الهيكل وجه النبي ارميا كلامه الى نبوخذ نصر والكلدانيين قائلا : لا تظن انك بقوتك
وحدها استطعت ان تتغلب على شعب الله انها ذنوبهم الفاجرة التي ساقتهم الى هذا العذاب "
وعلى لسان أشعيا : ويل للآمة الخاطئة الشعب الثقيل الآثم نسل فاعلي الشر مفسدون تركوا الرب
اتهانوا بقدوس اسرائيل ارتدوا الى الوراء "
فلنرى معا من ذنوبهم الفاجرة الحديثة :
قال بن غوريون سنة 1937 : ان اليهود يجب ان يطردوا العرب ويحلوا محلهم "
اما يوسف ويتز : وهو ادراي مسئول عن الاستيطان عام 1940 : كتب "يجب ان يكون واضحا في اذهاننا انه ليس هناك مجال لان يعيش الشعبين معا في هذا البلد فان الحل الوحيد يكمن في ان تكون فلسطين خالية من العرب وليس هناك من طريقة لتنفيذ هذا المخطط سوى طردهم جميعا الى الدول المجاورة "...
ولنقرأ كيف يحتكرون انفسهم بطريقة التاجر الفاجر الذي يتاجر بكل شيء ..
ويذكر المسيري ان ما يسمى لاهوت البقاء هو الذي يسيطر على التفكير الديني اليهودي
وهو لاهوت ينطلق من القول : ان الله قد هجر اليهود او خانهم ومع هذا فالشعب اليهودي شعب مقدس حتى لو مات الههم او خان .. تعالى الله عما يصفون ... وان قداسته لا تنبع من اي مصدر
خارج نفسه وبالتالي واجب الشعب الاساسي هو البقاء .. وليس اعلان كلمة الحق او نشر المحبة
"ومن هنا قد نلاحظ ان نظرية البقاء اليهودية وعلى اساس ما ذكرنا سابقا .. فان سلوك المجتمع اليهودي النفسي يتأثر بقضيتين : اولاهما الأمن وثانيا الوضع الاقتصادي ..
ومن هنا عندما ظهرت هذه الدولة الان كما يعتقدون كانت هي رحلة لزرع الدولة الحاجزة في فلسطين لكي تحجز الحق المدني والتاريخي والثقافي والديني لشعبها الاصلي العربي الفلسطيني
سؤالنا الأهم : ما هي قدرتهم على البقاء كدولة حاجزة في ارض فلسطين ؟
ما هي قدرتهم الامنية والاقتصادية في خضم التحديات التي تعصف بالعالم؟
ماهي مخططاتهم لجعل فلسطين بدون شعبها كما يعتقدون وهل هم الان في هدف الوطن البديل؟
وهل العرب يفهمون ان هؤلاء يعتبرون فلسطين بدون القدس كمن يملك جسد بلا قلب .. مما يمهد
الى تهويد القدس ؟ وكل المباحثات حول القدس في عقولهم تعمل بطريقة تخالف الواقع او كلامهم الظاهري فالتاريخ كما ذكرت يدين ممارساتهم ويدين نفسيتهم وعنادهم المتصلب المتشدد ربما
التجارة الوحشية هي وسائلهم لتبرير غاياتهم ..حتى ولائهم الديني للعجل القديم بدل تعاليم انبيائهم
النورانية توحي بقلوب وعقول ارتبطت بالوثنية والبحث عن اساليب السحر. والفوضى.. ومنها ما ذكر :
ويقول اليهود عاشوا عيشة الفوضى الهائلة على الدوام تقريبا
ولم يكن تاريخهم غير قصة لضروب المنكرات....
انا اعتقد انهم لا يحتاجون لوطن وارض فالانسان بقدر ما يحصل على مدنية الاخلاق والعلم والدين
يتطور لينهض بوطنه اما اذا كان غريبا عن الارض وزرع كعنصر في دولة حاجزة سيبقى في فوبيا الخوف من الفناء والخوف من الخسارة مما يقلل القدرة على العطاء الابداعي في المنظومة العالمية .. ولكنهم بالعدوى اعتقدوا ما فرض على الهنود الحمر عندما خرجوا مع كريستوف كولومبوس في سفينته وهذه من الحقائق التاريخية باعداد ليست بقليلة بادعاء اكتشاف اراضي جديدة ربما يحققون الارض الجديدة في فلسطين وتحويل القدس كنيويورك مركز مالي وسياسي
وترحيل شعبها بمخططات الاوطان البديلة ..هذا الاعتقاد ناقص في مبدأ تاريخي ديني ففلسطين
ارض مقدسة وليست امريكا من الاراضي المقدسة .. ومن هنا ذنوبهم ومن سار في فلكهم نواة
فناءهم ..وما اسطورة انهم شعب مقدس لتنفع ... فأنبياء الله عز وجل هم فقط النخبة من سادات الارض .. ومن هنا يحاولون ان يصنعوا طريق ونظرية لدجالهم القادم كنبي موعود على ارض مسروقة مغتصبة ...
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة