بَيْتٌ جَميـلٌ كمـا الأنْـوارُ طلَّتُـهُ=كالبدْرِ في لُجَّةِ الصَّحْـرَاءِ والظُّلَـمِ
بَدْرٌ لِبَدْرٍ كما الأفـلاكُ فـي فَلَـكٍ= كلٌ يَراها فيَجْنِي الخَيْرَ مـن نِعَـمِ
إنِّي شُغِفْتُ بِهـا أرنُـو لرَوْعَتِهـا=ما أجملَ الرُّوحَ مِنْ عِلْمٍ ومِنْ قِيَـمِ
فاحَتْ مَداخِلُها عِطراً وقَدْ بسمَـتْ=في عَيْنِها حَوَرٌ يشفي مِنَ السَّقَـمِ
فيها جُمانٌ بدا كالطَّوْقِ في عُنُـقٍ=في كلِّ لؤلـؤة نـورٌ مـن الهِمَـمِ
عبدُ الحميدِ الذي إن رُمْتَـهُ كَمِـداً=كانَ الرِّواءَ لِقَفْْـرِ الأرضِ كالدِّيَـمِ
وعابدٌ قَدْ بَدَى شَمْسَاً لـذي كُـرَبٍ=كالطِّيبِ يَشْفي عَصِيَّ الدَّاءِ من غَمَمِ
هـذا زكـيٌّ وبالأطفـالِ دَيْـدَنُـه=يشدو بعِلْمٍ ويعلـو عالـيَ القِمَـمِ
وهانئ القلـبِ وابْراهيـمُ شُعْلَتُنـا=في الثغْرِ بسمَتُهم والأنفُ في شَمَمِ
وأيْمنٌ قد بدا مـن طـول خبرتـه=طوداً شَموخاً شُموخَ النيلِ والهَـرَمِ
وأشـرفٌ دُرَرٌ تلقـاهُ فِـي ألَــقٍ=للعِلْمِ يُصْغِي وللجُهَّالِ فـي صَمَـمِ
فينـا مُحمَّـدُ والمحمـودُ قدوتنـا=رضْوانُ راضٍ بما يأتي من القَسَـمِ
والعَظم إنْ كُسِرَتْ هذا إيـاد لهـا=وجابـرُ الكَسْـرِ جَبَّـارٌ لِمُنْثَـلِـم
ما أجملَ الجِلْدَ في طـبٍّ لسالكنـا=والجلدُ يَشْهَدُ حقـاً واضـحَ الكَلِـم
والياسِرَانِ لقـد جـاءا بحاتِمهـم=كلٌّ كريمٌ عَمِيـمُ الجـودِ والكَـرم
سَجَّادُ، شاكيلُ ما أحلـى رَطانتهـم=هذا عصامٌ مُزيـلُ الكَـرْبِ والألـم
إنِّـي سعيـدٌ بحـبِّ الله خادِمُهـم=وخادمُ الحُـرِّ حُـرُّ القَيْـدِ والقَلـمِ
نعْمَ الرِّجالُ تَذُودُ الجِسْمَ عنْ مَرَضٍ=كالأمِّ تَحْمـي وليـداً لَيِّـنَ النَّسَـمِ
هذي الفَرَاشُ من التمريضِ زهوتنا=ما لِي أراني كأنِّي اليومَ في حُلُـمِ
فيها الملائكُ قَدْ باتت لَهـا حرسـاً=ياربِّ فاحفظْ بها الشاكين مِنْ كَلِـمِ
واحفظ فريقاً بها قد باتَ يَخْدِمُهـا=بزينةِ العِلْـمِ كـلٌ صـارَ كالعَلَـمِ
واجعلْ لنا في الهُدى نوراً ومَرْحَمَةً=نلقاكَ يومـاً بِغُفـرانٍ لـذي نَـدَمِ
الدكتور ضياء الدين الجماس
3 / 6 / 1430
27 / 5 / 2009