رحم الطلب.
لو لم يكن في محاضرة أمس إلا ما جرى من لقائي طالبا من طلبتي طال عهدي به أكثر من سبع عشرة سنة لكفى
درس عندنا هذا العلم قبل في جامعة القاضي عياض، ثم جاء إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهو الآن يتابع بها دراسته العليا، أسأل الله تعالى له مستمر التوفيق.
حين تحدث يسألني في شأن ذي صلة بقيمة مرويات السيرة النبوية، وذكر اسمه، وما بيني وبينه، وجدت لذلك وقعا نفسيا رائعا، زاد رحابة قاعة المحاضرة امتدادا، وأشعرني أنسا آخر، ودفء وصال مختلف، ليس لأنه من بلدي فحسب، ولكن للذي جمعني به من قبل، ثم صار - بعد هذه الفترة الطويلة - سر سعادتنا ببعضنا، خلال لقاء أمس، وداعي اعتبار حري بالذكر والفخار..
إن أحسن ما يجمعك بالناس رابطة خير من علم، أو معروف تحوطه نية صافية، وطاعة جارية، تسقي غراس سعيك بما يرفع محلك في الخير درجات وأنت لا تدري، فيصير ما يفجؤك من آثار ذلك أشبه بقطاف سني بهي شهي تؤتاه من بستان اشتراه غيرك لأجلك سرا، ثم أقام يصلحه ويرعاه لك زمانا طويلا، فكلما نضجت من ثمراته النفيسة فاكهة أطعمك إياها بقدر أنسب ما يكون لمحل اشتياقك، وصنف تطلعاتك، بل يأتيك في حلة دهشة تخرج سعادتك باشتماله عن حد الوصف.
كانت حقيقة لحظات مسعدة، وصلت بها رحما قديمة ماجدة، لها أمشاجها، ودمها، ولحمها، ولحفظها مثراة أخرى، ومنسآت في الأثر شتى.
ولا يفوتني ذكر من أجرى الله على يده إرواء هذه الصلة الغالية، والسعادة بهذه البشارة السارية: حبيبنا الدكتور عبد الله المنيف، جزاه الله خيرا.
عبد الرزاق مرزوك
الرياض
صباح يوم الأربعاء 4/3/2015.