النــشـــأ ة
بسم الله الرحمان الرحيم
{ وانـك لعلـى خلـق عظيـم }
صدق الله العظيم

يثربُ الواحاتِ والأنسام والسهلِ الوديع ْ..
حلّ في الأرجاء ركبً..
غـرّد الطيرُ لمأتاه ُوحيّاهُ الربيع.ْ.
بنتُ وهب ٍ..
تحمل الذكرى حنيناً..
ووفـــــاءً..
لدفين ضل بالأمس الرجوع.ْ.
قـد ّمت للفارس المقدام ســرّ الفدْي ِ
كالبـدرِ... وكالفجر البديع ْ..
أيّ حلمٍ , عانق المثوى بوجدٍ..
شامخٍ كالطود ..كالحصن المنيعْ ..
إنه اليـُمـن محمــدْ..
فتنعـّـم ْ..
أيها الفارس بالوصل..و بالعقد الرفيعْ..
في بني النجارِ ظل البدر شهرًا..
أو يـزيــــد ْ ..
بين أخوال كرام ٍ..
...بين ترحاب الجميع ْ..
ثم عاد الموكب الميمون يجتاز القفارْ..
يتهادى في اشتياق لتلال و ربوع.ْ.
بلغ – الأبواء َ– أضناه المسيـــرْ..
آثرت آمنة ُ المكث َ بمثواها الأخير ْ..
فإذا الأبواء لحدٌ.. ويتيمٌ..ودموع ْ..
وإذا التاريخ يغفو..
ثـم يصحــو..
ليعي ما خطت الأقدار في عمر الزهورْ..
...ويعود الركب يحبــو..
يتحدى القيظ.َ. يرتاد الهجيرْ..
أم ّ أيمـــنْ..
تقطع البيداء و الدرب العسيــرْ ..
كان عمر الهاشميّ..نحو ستّ ٍ من سنين.ْ.
هكذا شاء القديــر ْ..
أن يعيش الجدّ ُ بعد الوالدَين يكفل الطفل الأمينْ ..
ظل دأب الجدّ ِ أن يرعـى الحفيدْ ..
....مــرّ عامٌ ..
وتلآه العام بالحتف الدفينْ..
مرض الجد فأوصى العم خيرا بالوحيد ْ .
فإذا الطفل ببيت العم مرفوع الجبين ْ..
وإذا العطف عنـــانٌ ..
يرسم الأيام وجدً ا..
و أريجــًـــــا ..
ثابت العزم على الدرب الوطيـد ْ ..
* * *
مـكـــــــة ُ..
تحفظ للطفل ذخرا من خصال بافتخار ْ..
صادق في الوعد..بَـــرّ.ٌ.
زانه اللطفُ و وشّـاه الوقــارْ ..
مخلص في الدأبِ..شهمٌ ..
يجتبي حب الكبارْ..
كـيّـس رغم الصبـــا..
ليس من لهو الصغــار ْ ..
كان يرعـى ..
يجمع الأغنام لا يبغي الوعار ْ..
إنما الأغنام رمز للرعيــهْ ..
فيها ذود واختبار ْ ..
كان يحميها بكدح ٍ..
في تفان واقتدارْ..
وهو يرنو للوجودِ ..
في تأن واعتبارْ..
ما الفضاء الرحب..ما الفجر..و ما ضوء النهارْ..
ما اختلاف الليل ..ما الخصب..وما جدب القفارْ ..
خلجـــــاتٌ ..
تملأ الصدر حنينـًا ..
ليقين هادئ المسرى لطيف الإنتشار ْ ..
ومضــــات ٌ..
أشرقت في العمق نورً ا..
و تجلـّت في انبهارْ ..
إنهـا الإبحار في التاريخ مجدً ا..
و شعاعا خافق الرايات من ذاك المسارْ
* * *
من حياة الكدح في عزّ الشبابْ ..
سافر في رفقة العم يجتاز الصعابْ ..
رحلة الصيف توارتْ ..
تقطع البيداء نحو الشام تبغي الإكتسابْ ..
...عمّ ذكر الغـُنم في ركب الأمين ْ..
و تسامت في ذرا أم ّ الشعابْ ..
نغمات العـَود تشدو..
كسبـَها الموفور من قبل الإيابْ ..
عاد ركب اليُمن يا أمّ القرى..
وبه الخير العميمْ..
وبه إبن المفدّى..
واثق الخطو تناجيه الرحابْ ..
فانعمي يا مكة بالشبل يُمنـًا ..
وأمينـًا ..وصدوقـًا.. ودؤوبـًا في احتسابْ .. /

عبدالله المؤدب البدروشي
{ من ديواني : مواكب النور }