منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    63 نكبة من صديق ونكبة من عدو

    63 نكبة من صديق ونكبة من عدو
    د. فايز أبو شمالة
    سنة 1948 كانت النكبة الأولى على يد العصابات اليهودية، ولكن بعد ذلك توالت النكبات بأيدي الحكام العرب والفلسطينيين، فكان التآمر على عدم قيام دولة فلسطينية على ما تبقى من أرض فلسطين نكبة ثانية، وكان ضم الضفة الغربية إلى الأردن سنة 1950، نكبة فلسطينية ثالثة، وكان عدم اختيار القدس على أهميتها عاصمة للدولة الأردنية نكبة رابعة، وكان محاربة العمل الفدائي نكبة خامسة، وكانت الهدنة مع إسرائيل على كل الجبهات العربية نكبة سادسة، وكانت هزيمة 67 نكبة سابعة، وكانت تصفية الثورة الفلسطينية في أحراش جرش نكبة ثامنة، وكانت اتفاقية كامب ديفيد سنة 1978، نكبة تاسعة، وكانت تصفية الثورة من لبنان نكبة، وكانت مذابح المخيمات نكبة نفذت برعاية عربية، حتى جاءت سنة 1975، حين وافق المجلس الوطني الفلسطيني على مشاريع تسوية القضية الفلسطينية، ومن ثم نكبة إعلان قيام الدولة الفلسطينية الوهمية سنة 1988 في الجزائر، ثم جاءت نكبة اتفاقية أوسلو سنة 1993، ثم نكبة اتفاقية القاهرة 1994، ونكبة اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل في نفس السنة، ثم نكبة اتفاقية باريس الاقتصادية، ونكبة اتفاقية واي ريفر، وهكذا توالت النكبات حتى صار توفير رواتب الموظفين آخر الشهر نكبة، وصارت المقاومة المسلحة للمستوطنين عملاً إرهابياً، وهذه نكبة للقضية الفلسطينية ما بعدها نكبة.رغم تعدد النكبات، يتفاخر الفلسطينيون بأنهم من أدخل مصطلح النكبة إلى اللغة السياسية العالمية، وهذا بحد ذاته نكبة، لأنه يوحي بانتصار الفلسطينيين رغم نكباتهم، حتى صار انجاز أكبر سدر كنافة فلسطيني نصراً، وصار نسج أطول كوفية نصراً، وصناعة أكبر علم، وانجاز أكبر دست مفتول، كل ذلك صار نصراً، رغم أنها علامات ضعف، وعلامات نكبة ثقافية وسياسية وحضارية، حتى غدا الفلسطينيون يتفاخرون بعدد السنين التي يقضيها أسراهم في السجون، ودون خجل راحوا يطلقون لفظة عميد الأسرى على من أمضى في سجون إسرائيل أكثر من خمسة وعشرين عاماً، وكان يجب أن تمرّغ القيادة رأسها في الوحل من عار الصمت على هذه المذلة.أما أحدث النكبات التي حطت على رأس الفلسطينيين فكانت الدعوة لزيارة المسجد الأقصى، وقد انتبه وزير العدل السابق الأستاذ فريح أبو مدين في مقاله "مفارقات زيارة رام الله" إلى خطورة ذلكِ، واستشهد بما قاله الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود لولي العهد سعود بن عبد العزيز حين زار المسجد الأقصى سنة 1932، في الوقت الذي كانت القدس تحت الانتداب البريطاني، ولم تكن تخضع للتهويد الإسرائيلي المنظم، فقال الشاعر: المَسجِدُ الأَقصى أجئتَ تَزورُهَُم أم جِئتَ مِن قَبلِ الضَياعِ تُوَدِّعُهْ
    وَغَـداً وَما أَدناهُ لا يَبقى سِوى دَمـعٍ لَنـا يَهمي وَسِنٌّ نَقرَعُهْ النكبة هي عدم قراءة السيد عباس لتاريخ فلسطين، وإلحاحه في الدعوة بعد سبعين سنة لزيارة المسجد الأقصى، كي يأتي المسلمون لتوديعه قبل أن يصير جبل الهيكل.أما النكبة رقم 64 فإنها تتمثل في دعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الشعب الفلسطيني إلى إحياء ذكرى النكبة، وتؤكد أن هذا اليوم ومهما طال الزمن سيبقى في ذاكرة الأجيال الفلسطينية! فكيف سيكون هذا اليوم في ذاكرة الأجيال، وأنتم في اللجنة التنفيذية قد مسحتم الذاكرة الفلسطينية، حين اعترفتم بدولة إسرائيل على 78% من أرض فلسطين؟!إن ذاكرة الأجيال الفلسطينية ستردد ما قاله الشاعر محمود درويش، لليهودي الذي اغتصب الأرض، وسكن المدن والقرى والفلسطينية، قال له الشاعر:سلّم على بيتنا يا غريب، فناجينُ قهوتنا ما تزالُ على حالها، هل تَشمُّ أصابعنا فوقها؟سيغور اليهودي الغريب، وتغور أي قيادة اعترفت للغريب بما اغتصب سنة 1948، وستبقى ذاكرة الأجيال تدوس بحذاء الأمل على شوارب كل عربي وفلسطيني ساعد عدوها الإسرائيلي على الرقص مبتهجاً في يوم نكبتنا.

  2. #2
    نكبة الانقسام أم انقسام النكبة

    [IMG]file:///C:%5CUsers%5Cpc%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtml clip1%5C01%5Cclip_image002.gif[/IMG]


    أيام قليلة تفصلنا عن إحياء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات الذكري ال 64 للنكبة التي توافق الخامس عشر من أيار من كل عام فقبل 64 عاما تم اقتلاع شعب بأكمله من وطنه ودمر كيانه و فقد الفلسطينيون أرضهم ووطنهم الذي عاشوا فيه وتذوقوا كل أشكال التشرد والحرمان وشتى صنوف القهر و الاستغلال والظلم وخاصة ظلم ذوي القربى الأشد قسوة و الأكثر مرارة على مرأى ومسمع العالم الذي يدعي الديمقراطية والحضارة والإنسانية فالنكبة فرضت على الفلسطينيين أن يعيشوا حياة اللجوء والهجرة وحياة البؤس والفقر والمرض والحرمان من الهوية الوطنية فأصبح الحديث عن الفلسطينيين وقضيتهم منذ ذلك اليوم الأسود يقترن وبشكل آلي بالمجازر والقتل الذي شهدوه بالسابق ويشهدوه هذه الأيام من انقسام لعين " نكبة جديدة " حيث لم يعد للعلم الفلسطيني أي تقديس عند فصائل العمل الوطني والإسلامي بل أصبحت رايات الأحزاب هي الأسمى والأعلى من العلم الفلسطيني وناهيك عن ذلك حصار شديد أنهك كاهل الفلسطينيين فأصبح الفلسطيني يستشعر بأن النكبة تلازمه أكثر فأكثر ولا تفارقه وهذا كله ليس لذنب اقترفوه بل لرجعية عربية منبطحة متآمرة مع الصهيونية والامبريالية العالمية ورغم هذا كله إلا أن الثائر والكادح و الفلاح الفلسطيني مازالوا يعشقوا كل حبة رمل تحتضن بين ثناياها رائحة ومذاق برتقال أرضهم الأشهى والأطيب وزيتونهم الطاهر وسنابل القمح وجبهة النخيل الشامخة وزهر الحنون الذي يحكي عن ربيعها الجميل ولان أرضهم مباركة وطأتها أقدام الأنبياء والرسل فكانت مهد الأديان.
    وعلى مدى تاريخ فلسطين لعبت القضية الفلسطينية أدوارا متعددة فقد كانت سببا في ولادة دول واختفاء أخرى , كما اتخذها بعض الطامحين وسيلة للوصول إلى الحكم والاحتفاظ به وكانت سببا في ازدهار وتطور مجتمعات أخرى , فرغم المعاناة فان الفلسطينيين لم ولن يرضخوا للظلم والقهر الذي لحق بهم بل اقتنع العالم بان الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بهذا الهوان والظلم الذي أصابه وأن صلابة وقوة هذا الشعب الغيور على أرضة الثائر دوما الذي يفاجئ العالم بإرادته الجبارة فعلا هو شعب الجبارين كما كانت تشدوا بها شفاه ملهم ثورتنا الرئيس الشهيد الخالد فينا أبو عمار في كل المناسبات الوطنية والتاريخية وصموده في وجه كل المؤامرات المعلنة وغير المعلنة للتوطين والاحتواء وطمس الهوية وشطب الشعب الفلسطيني من خارطة الشرق الأوسط الجديد .
    وعلى الرغم من ذلك وفي كل ذكرى للنكبة تستمر الأجيال الفلسطينية بالمحافظة على تسليم الراية مرفوعة من جيل إلى جيل حتى يدحضوا فكرة الكبار يموتون والصغار ينسون .
    فلقد عانى شعبنا الفلسطيني على مدار 64 عاما من النكبة من توجه قائم على انتهاك حقوقه وإنكار وجودة فشكلت النكبة ضربة قاسية في صميمنا , شعبيا و مجتمعيا وتاريخيا وفصلا حاسما له تبعات بعيدة على مجمل تطوره الاجتماعي ولكنها لم تكن الضربة القاضية بأي حال وبالرغم من أن الواقع الجديد الذي أفرزته النكبة ظل شعبنا الفلسطيني لاجئ ومحتل ومطارد ومهدد إلا انه رفض مبدأ المنفى القسري كأمر واقع وظل حتى هذه اللحظة يناضل بكل الطرق الشرعية بالمقاومة لنيل حقوقه المسلوبة .
    تأتي ذكرى النكبة في هذا العام في ظل حالة من تحرر الشعوب العربية من أنظمة رجعية عملت على قتل هذا الحق والمساومة عليه وفي ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني " نكبة الانقسام " وفي ظل معركة الأمعاء الخاوية التي يعيشها ويحياها الأسرى الفلسطينيون منذ السابع عشر من ابريل يوم الأسير الفلسطيني لم تتحرك هذه الشعوب المحررة من براثن الظلم والاستبداد بل زاد الصمت العربي أكثر فأكثر ولكن قبل ذلك لم نرى تحركا من القيادات الفلسطينية على المستوى المطلوب والواجب عليه فعله ذلك لان قادتنا منهمكين بالظهور على شاشات التلفزة لإظهار ايجابيات حزبه وسلبيات الحزب الأخر وكأننا أصبحنا شعبين متناحرين .
    فأصبح الفلسطيني في أرضه غريب مضطهد ومنتهك الحقوق ولم يستطع العيش بالحد الأدنى من الكرامة البشرية التي يجب أن يحياها فأصبح ما أن يخرج من أزمة ليدخل بالأخرى ويرجع للأولى لذلك كفانا استهتارا بالشعب الفلسطيني الذي قدم الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل العيش بكرامة لحسابات حزبية فئوية ضيقة والمستفيد منها أشخاص والخاسر هو الشعب الفلسطيني فكفى معاناة لهذا الشعب منذ 64 عاما وهنا نتذكر ما قاله الأديب غسان كنفاني " إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية " .
    فإلى متى سنظل نحي هذه الذكرى الأليمة من كل عام تحت شعارات ودعوات براقة تدعو إلى الوحدة وتعمل نقيضها و لتبقى النكبة نكبة ويزداد الانقسام أكثر فأكثر فيصبح نكبة.


    بقلم / المحامي
    فادي حسين محمد أبو شاويش

المواضيع المتشابهه

  1. كيف نكتب، وإلى من نكتب.؟
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-17-2014, 09:47 AM
  2. انقلاب عسكري في مصر ونكبة مصرية جديدة
    بواسطة تحسين في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-23-2012, 05:28 AM
  3. نكبة فلسطين نكبة الأمة العربية
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2012, 05:27 AM
  4. فلسطين ونكبة سنة 1948 بالأرقام
    بواسطة عمرو زكريا خليل في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-15-2010, 11:07 AM
  5. هل انت صديق وفي
    بواسطة سلطان زمانه في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-03-2007, 12:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •