منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الإشارات الربانية

    الإشارات الربانية: د. ريمه الخاني
    أغلبنا يصادف في حياته إشارات ربانية، يعتقد بعضنا أنها كرامات، أو من وراء عبادته ،فيراها رؤيا، أو مصادفات في حياته، أو مواقف يترجمها لأمور كان يبحث عن إجابة لها يوما ما...لذا فهناك من يؤمن بها إيمانا كبيرا ، ويجد لها اسماء مختلفة، ونبقى ندور في فلك هذا المفهوم استفهاما.
    تقول الدكتورة هادية إدريس: أتفاءل بأمور تتصادف جميعها في يوم معين أنتظر فيه نتائج امتحاناتي أو أمر مصيري مشابه.
    وتقول الدكتورة أديبة هيكل: عندما يواجهني سؤال هام ومسألة هامة في العمل، أجد إشارة للرد من خلال حوار جانبي أو أمر موح آخر.. يدفعني ويرشدني لما أريد فعله.
    وتقول الأستاذة نجود زنون: أواجه مع الأطفال وفي سن يبدأ بالمراهقة، صعوبة الدخول إلى عقولهم لإفهامهم فكرة ما، فأستوحي من طالبة ، وقد حكت حكاية موحية، قالتها بسعادة أو أمر مشابه، فأجده أقرب السبل لتبسيط وتوضيح الأمور وحتى الإقناع.
    هنا سيكون موضوعنا هذه المرة عن تلك الإشارات الموحية، ندور حولها ونحاول أن نجد لها تفسيرا بقدر الإمكان.
    1-يقول الأستاذ: أسيد الحوتري حول موضوع: سعادتك وفهم الإشارات الربانية
    كثيرة هي الإشارات التي يرسلها الله عز وجل لنا في حياتنا لكي يقوّم اعوجاجنا ولكي يهدينا إلى سواء السبيل. فالرجل السعيد من انتبه لهذه الإشارات وأحسن التعامل معها وأحسن استغلالها. إن هذه الإشارات قد يطلق عليها البعض اسم الصدفة أو المصادفة، ولكن الله عز وجل خلق كل شيء بقدر، فلا مصادفة ولا صدفة بل هي إرادته سبحانه وتعالى. فها هو الفضيل بن عياض الذي قال فيه خادمه لإبراهيم بن الأشعث: ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله عنده، أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه فبكى حتى يرحمه من بحضرته. هذا هو الفضيل بعد أن استجاب للإشارة الربانية وقد كان في السابق عاشقا وقاطع طريق!
    فهل حان الأوان ان نخشع لذكر الله؟
    وهل حان الأوان ان نتبه للإشارات الربانية؟[1]
    ***********
    كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس! و كان قد عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو: ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما أنزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون (الحديد: 16). فلما سمع الآية قال: بلى قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة (جماعة من المارة) فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا! فقال فضيل : ففكرت وقلت: أنا أسعى في الليل بالمعاصي، وقوم من المسلمون يخافونني ها هنا! وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام، وانتقل إلى مكة فنزلها وجاور فيها إلى أن مات بها.
    [تهذيب التهذيب/ابن حجر العسقلاني]
    2- يقول الأستاذ جمال شقدار حول موضوع الإشارات الربانية التي ترشد عن مكامن الخطأ والصواب:
    إن من لطائف قصة سيدنا موسى عند توجهه لسيدنا الخضر عليهما السلام أنه سار مسافات طويلة في المسار الصحيح باتجاه "مجمع البحرين" دون تعب ولا نصب ، ولم يصبهما التعب إلا بعد أن جاوزا المكان المحدد وأصبحا يسيران في الاتجاه الخاطئ ..!!
    فكان الشعور بالتعب والنصب في "المسيرة" علامة تنبيه لسيدنا موسى عليه السلام كما تقول التفاسير فتوقف للاستراحة والمراجعة وطلب تجهيز الغداء من "فتاه" الذي تذكر ما أنساه الشيطان أن يذكره للنبي موسى عن علامة وصولهما للمكان الصحيح وهي عودة "الحوت" للحياة وتسربه لمياه البحر ..!!
    (( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا "جَاوَزَا" قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا "نَصَبًا" ))
    هذه "الفائدة" القرآنية نتعلم منها أن :
    (( كل مسار في حياتنا سواء كان دنيوي أو ديني سيكون "ميسر" لنا طالما أنه في الاتجاه الصحيح ، وعندما ننحرف عن المسار الصحيح أو نتجاوزه ستأتينا "إشارة" ربانية نشعر فيها بالتعب أو اﻹحباط أو التخبط "المستمر" )).[2]
    إن موضوع الإشارات الربانية، موضوع حساس جدا، موضوع إشاري بامتياز، وربما لهذا علاقة ما بفراسة المؤمن، من قريب، وربما له علاقة بصلاة الاستخارة بطريقة ما، وربما و ربما.
    اقتبسنا فقرة قد تفسر حيرتنا حوله:
    لا نعلم أصلا شرعيا لمثل هذا الكلام، إلا أن بعض العلماء أدخل ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك. وأن الله يحفظ العبد بأشياء منها مثل هذه التنبيهات، وباب الاعتبار والاتعاظ باب واسع، فالعبد المؤمن له في كل شيء عبرة وعظة، كما قال سبحانه: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ {الحجر:75}.
    قال السعدي: أي: المتأملين، المتفكرين، الذين لهم فكر، وروية، وفراسة، يفهمون بها ما أريد بذلك. اهـ.[3]
    نسأل الله لنا ولكم السداد والتوفيق والسير على ما يرضي الله تعالى، وللموضوع بقية..
    ريمه الخاني 14-9-2014




    [1] المصدر:
    happichino مشروب السعادة: سعادتك وفهم الإشارات الربانية


    [2] المصدر :
    (( ط¥ط´ط§ط±ط§طھ "ط±ط¨ط§ظ†ظٹط©" طھظ†ط¨ظ‡ظ†ط§ ط¹ظ„ظ‰ "ط§ظ„ط®ط·ط£" ظˆ "ط§ظ„طµظˆط§ط¨" ظپظٹ ظ…ط³ط§ط±ط§طھظ†ط§ !! )) - TwitMail


    [3] المصدر:
    ط§ظ„ظ…ط´ط§ظ‡ظٹط± | ط¥ط´ط§ط±ط§طھ ط±ط¨ط§ظ†ظٹط© ظ„ط*ظپط¸ ط§ظ„ط¹ط¨ط¯
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355
    جزالك الله خيراً دكتورة ريمة على هذه الإشارات النفيسة التي تدلّ على لطف الله تعالى بعباده ، وأنه سبحانه ليس بمعزل عن عباده ، فلم يخلقهم ويذرهم سدى ، فليست رحمته ومعيّته وكلاءته وحياطته بمحجوبة عنهم بل يسدّد خطاهم ما اتصلت قلوبهم به ، تماماً كما قال سبحانه : ( أفمن هو قائم على كلّ نفس بما كسبت ) ( الرّعد 33) أي: ( حفيظ عليم رقيب على كل نفس منفوسة ) ( تفسير ابن كثير 4/463)
    ( والقائم على الشيء : الرّقيب ، فيشمل الحفظ والإبقاء والإمداد ، ولتضمنه معنى الرّقيب عُدّي بحرف على المفيد للاستعلاء المجازي ، وأصله من القيام وهو الملازمة كقوله تعالى : (إلا ما دمت عليه قائما
    )
    ويجيء من معنى القائم أنه العليم بحال كل شيء ؛ لأن تمام القيومية يتوقف على إحاطة العلم .
    فمعنى ( قائم على كل نفس ) متولّيها ومدبّرها في جميع شؤونها في الخلق والأجل والرزق ، والعالم بأحوالها وأعمالها .. والفاء للملابسة أي : قياماً ملابساً لما عملته كلّ نفس ، أي : قياماً وفاقاً لأعمالها من عمل خير يقتضي القيام عليها باللطف والرّضى فتظهر آثار ذلك في الدنيا والآخرة ) ( تفسير التحرير والتنوير13 /150-151)
    فلعلّ هذه الإشارات من آثار لطف الله بعباده ، حال إحسانهم ؛ بكسبهم الخيِّر !

  3. #3
    سبحان الله,أعجبني الموضوع جدا، فكل إشاراته ونبضات روحاينة تخصه.
    المتميزون حقا ...
    - هم أفراد بدؤوا بمشاريعهم من الصفر .
    - انطلقوا بأفكار جديدة .
    - نجحوا في ظروف صعبة .
    - نجحوا في وقت قياسي .
    - صاغوا اسلوبا مبتكرا وخطوا طريقا مستحدثا في النهوض باي مشروع .
    - تركوا أثرا واضحا على حياة الكثير من الناس .
    هم مبدعون مبتكرون بهم تنهض الهمم وتبنى الامم ....كن أنت وتميز ... ضع بصمتك في رسالتك.

  4. #4
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355
    (
    إن من لطائف قصة سيدنا موسى عند توجهه لسيدنا الخضر عليهما السلام أنه سار مسافات طويلة في المسار الصحيح باتجاه "مجمع البحرين" دون تعب ولا نصب ، ولم يصبهما التعب إلا بعد أن جاوزا المكان المحدد وأصبحا يسيران في الاتجاه الخاطئ ..!!
    فكان الشعور بالتعب والنصب في "المسيرة" علامة تنبيه لسيدنا موسى عليه السلام كما تقول التفاسير فتوقف للاستراحة والمراجعة وطلب تجهيز الغداء من "فتاه" الذي تذكر ما أنساه الشيطان أن يذكره للنبي موسى عن علامة وصولهما للمكان الصحيح وهي عودة "الحوت" للحياة وتسربه لمياه البحر )
    سبحان الله .. فما أتعبهم إلا ليهديهم سبلهم

المواضيع المتشابهه

  1. رسائل التطمينات الربانية (2)
    بواسطة د. عيد دحادحة في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-03-2012, 08:38 AM
  2. قراءة سريعة في مسرحية طقوس الإشارات و التحولات
    بواسطة د. عماد في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-01-2009, 12:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •