إسماعيل...!!!
(الى الفنان الفلسطيني الكبير المرحوم إسماعيل شموط)
إسماعيل
يا بن هاجر... اثقب الصخر
وزم الماء
عن الجمر لتفهم
هذي زمزم..
لن يطول الجرح حتى تعلم
انه القلب يخون السائرين
لحظةً قبل الوصول
فتقدم
يا وجهك
غابة الفيروز
وفلسطين التي احببت
سرقتك وغابت
ثم في كفيك ذابت
ثم صار اللون أعتم
***
الله
كم انت جميل
الله
كم انت شقي وصبي وشهي
كالمطر..
لا عليك.. وجهك كل الصور
انه الجرح طويل
مثل ذاكرة الرحيل
لا عليك
انه
العشق جميل
مثلما فرح النخيل
هي لحظة اخرى ..
هي خطوة اخرى تقدم
لوّن الصخر
كي يفيض الصخر ماءً
ثم زم الماء.. يغدو الماء زمزم..
***
ان فلسطين هي
واد غير ذي زرع وماء
لكنك كنت تقول دائماً
كيف اعيش بدونها
دون سماء
***
كنت وحيداً
ها هنا
لكنها كانت بدمك تورق
مثلما ملح البحار.. بالبحار
مثلما فرح الصغار بالصغار
مثلما اللحن
يهيج
حين يشتد المرار
ثم ينكسر المرار على المرار
على المرار
على المرار
***
كم كنت وحدك
تطوي الحقائب كل ليل
ثم تطويها صباحاً
ثم
ترسم وجهها
فوق الرياح
والجراح
والبحار
***
خذ لحزنك بعض فرحي
خذ لجرحك
بعض ما يبكي الغريب
حين يشتد الغياب
في جراح الانتظار
***
إني أراك
فوق لوز من طفوله
خلف افق
من بكاء
***
تنظر من القبر
الى فلسطين التي احببت
وتقول
كم تعب الضياء
***
إني أراك
تخلط اللون حزيناً
دون ماء
ثم تصرخ
أين زمزم
أين أمي
أين هاجر
أين زينب
أين يا وطني اللقاء
***
أيها المذبوح شوقاً
أيها المقتول عشقا
ان هذا القبر
ليس قبرك
لا تنم فيه طويلا
لا تنم نوماً ثقيلا
انك
ستعود يوماً
حين يوقظك الفراق
فوق أرصفة ألفراق
***
فاعد ما استطعت من حقائب
انه الصبح قريب
انه صبح العناق..
ان تكن انت رحلت
هذا لا يعني
بانك قد
كنت مت
انك الحي المقيم
في الخطوط
وفي الرياح
وفي الظلال
***
انك الوجع القديم
في انكسار الضوء
في لحم الخيال
انك
انت هنا
في فلسطين التي
اسمت
باسمك
كل زهر البرتقال
***
انك
الشموطي يا إسماعيل
انك يافا وحيفا
والمراكب
والرمال
نم قليلاً
ان فلسطين تنام بقربك
كلما حنت اليك
ثم نادتك
تعال
فأترك القبر
وهيا مثلما كنت صغيرا تركض
مثل الغزال
تسبق الحلم اليها والخيال
(اسماعيل شموط من كبار الفنانين الفلسطينيين الذين رسموا فلسطين بكل تفاصيل حلمها)