الملحمة الفلسطينية

في ذاكرة الشعب الشاعر معين بسيسو


نقف اليوم في محراب رمز آخر من رموز العطاء الفلسطيني والعربي والعالمي ...نقف في حضرة شاعر كان على مدى حياته مثالا للمناضل المتجذر والمنصهر في بوتقة الكفاح اليومي لشعبه وقضيته .....فمنذ أن رأت عيناه النور في مدينة غزة الفلسطينية عام 1926 م وشعبه الفلسطيني يكافح من اجل الحرية والاستقلال ويشعل الثورات والانتفاضات المتتالية على كل شبر من ارض فلسطين ضد الاستعمار البريطاني وضد العصابات الصهيونية التي كانت تجد الرعاية الكاملة من جيش الاحتلال ...أنهى دراسته الثانوية في مدينته التي أحبها حد العشق ...عنوة ...والتحق بالدراسة في الجامعة الأمريكية في قاهرة المعز عام 1948 م ...درس الصحافة وتخرج من الجامعة عام 1952 ...وكان عنوان رسالة التخرج " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج الشرق الأدنى " وكانت تدور حول المقارنة ما بين الإعلام المسموع "الراديو والتلفزيون " وما بين الصحافة المكتوبة ...وفي نفس عام تخرجه من الجامعة نشر ديوانه الشعري الأول وكان بعنوان " المعركة "...ومنذ فترة شبابه المبكر انخرط الراحل معين بسيسو بالعمل الوطني الديمقراطي مما أدى إلى اعتقاله من قبل النظام الناصري " الوطني ؟ " لأكثر من مرة ... ومع ذلك فقد ظل الراحل الكبير يحترم المرحلة الناصرية من حيث أن الحكم الناصري كتن في العمق معاديا للاستعمار ...رغم تنكيل ذلك النظام بالتقدميين والشيوعيين ...كتب الراحل في العديد من الجرائد والمجلات العربية " الثورة السورية / فلسطين الثورة / الديار اللبنانية / الأسبوع العربي اللبنانية / الميدان الليبية " وخلال حصار بيروت شارك في تحرير نشرة " المعركة " مع مجموعة كبيرة من الكتاب والشعراء العرب ..
ترجم شعر الراحل معين بسيسو الى اكثر من 15 لغة وحصل على العديد من الجوائز العالمية ومنها :--
1) جائزة اللوتس ....وقد شغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة اللوتس التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا ..
2) وسام " درع الثورة " وهو اعلى وسام فلسطيني ....
توفي الشاعر معين بسيسو في لندن عام 1984 اثر نوبة قلبية حادة في غرفته في الفندق ...ولم تكتشف وفاته الا بعد مرور 14 ساعة
ترك الراحل معين بسيسو 16 ديوانا شعريا وعددا من المسرحيات الشعرية ...