-
مستشارة ومدربة
بعض الأشخاص نحبهم
بعض الأشخاص نحبهم
و " جداً " ،
لأن ليس بمقدورنا أن نهديهم شيئاً أكبر من قلوبنا لـِ يسكنوا فيه .
عندما تحب شخصا
عليك أن تحبه كما هو
بما له وما عليه
بارتباطاته والتزاماته
بتاريخه وماضيه وحاضره
إما أن تأخذ كل شيء
أو تترك كل شيء !*
هل سبق لك أن تساءلت ما إذا كنت تحب شريكة حياتك أم أنك متعلق بها فحسب؟
مشاعر الحب تكون معقدة، في بعض الأحيان مما يجعل المرء يخلط بينها وبين مشاعر أخرى .
قد تتشابه ببعض جوانبها مع مشاعر الحب وتختلف في معظمها ،و لعل أكثر المشاعر التي يمكن أن تختلط بمشاعر الحب ما يعرف بإحساس التعلق بشخص ما .
التعلق يجعل المرء لا يريد مفارقة شخص معين وبهذا الجانب نجد بأن التعلق يتشابه مع مشاعر الحب فعلا فمن منا لا يرغب بأن يكون برفقة من يحب في كل الأوقات؟
أبرز الاختلافات التي نستطيع من خلالها تمييز مشاعر الحب عن الإحساس بالتعلق:
- الأنانية :
لا يمكن أن تتوافق مع مشاعر الحب
ولكنها تعتبر الشريكة الأساسية للإحساس بالتعلق .
يشعر المرء بالحب تجاه شريكة حياته فإنه يركز جهده كي يجعلها سعيدة، وهذا الأمر ينطبق عليها أيضا بالطبع.
مشاعر الحب تجعل المرء دائم التفكير بما يسعد شريكة حياته ومحاولة تحقيقه لها.
على عكس ما سبق ،نجد بأن إحساس التعلق يجعل المرء يركز بالطرق التي يجب على شريكة حياته أن تقوم بها لتسعده ، وبمرور الوقت يصبح المرء معتمدا اعتمادا كليا على وجود شريكة حياته معه ويسعى للسيطرة عليها ظنا منه أن هذا الأسلوب يحميه من فقدها، فضلا عن هذا فإن المرء يقتنع بأن شريكة حياته مسؤولة عن سعادته وبالتالي يشعر بالضيق والغضب لو فشلت بإسعاده يوما ما.
مشاعر الحب تساعد على التحرر ،بينما إحساس التعلق يقود للسيطرة:
تسمح مشاعر الحب للمرء أن يكون على طبيعته أمام من يحب، فعندما تجد تشجيعا وقبولا من شريكة حياتك لأن تكون على طبيعتك فإنك ستجد نفسك تلقائيا تعبر حتى عن نقاط ضعفك دون خوف أو تردد ،فالثقة المتبادلة وقبولكما لبعضكما على طبيعتكما سيعود بالفائدة على الطرفين.
على الجانب الآخر نجد أن إحساس التعلق يغذي الرغبة بالسيطرة، لذا يجد المرء نفسه يحاول أن يظهر سلبيات صديقات شريكة حياته حتى يقنعها ألا تقضي وقتا معهن بحيث تبقى معه هو دون غيره، حتى وإن كانت رغبتها عكس ذلك.
مشاعر الحب تشجع التقدم بينما إحساس التعلق يشكل عبئا كبيرا:
مشاعر الحب تحفز الشريكين على التقدم معا، سواء في العمل أو في الحياة ككل ، ما يعنيه هذا الأمر أن كل طرف يصبح النسخة الأفضل من نفسه.
أما فيما يتعلق بإحساس التعلق فإن رغبة المرء بالسيطرة تعيقه عن حل مشاكله الشخصية وهذا ينعكس على شريكة حياته وبالتالي فإن تلك الأحاسيس تتحول بمثابة العبء الذي يحمله المرء على ظهره.
مشاعر الحب دائمة بينما أحاسيس التعلق عابرة:
تتميز مشاعر الحب بقدرتها الشديدة على الحياة، ما يجعلها تتحدى الظروف مهما كانت ،
فقد يضطر المرء لأن يسافر بعيدا عن شريكة حياته لفترة معينة أو ربما ينفصلان مؤقتا لظروف خارجة عن إرادتهما ،ولكن بصرف النظر إن طالت مدة الغياب أو قصرت فإن مكان من نحب يبقى محفوظا له للأبد.
على عكس هذا فإن إحساس التعلق يجعل المرء يشعر بنوع من الكراهية لشريكة حياته في حال ابتعدت عنه ولو لفترة قصيرة، بل ربما يشعر بالخديعة من قبلها لأنه يفترض أن سيطرته عليها تمنعها على سبيل المثال من الذهاب لزيارة أهلها إن كانوا في بلدة بعيدة عن بلدته.
وفي النهاية قد بينا الاختلافات التي نستطيع من خلالها تمييز مشاعر الحب عن الإحساس بالتعلق
الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى