أدنى من حذاء , ملحمة هجاء
أَدنَى مِن حِذاء ..
...
( إلى سفيه فاسق تغنى بحذاء الزيدي , و هو دون الحذاء )
...
( شَـرَرُ الشِّعـرِ نَفـرَةٌ مِـنْ هِـجـاءِتُوغِـرُ الحِقـدَ فِـي جَـوَى الأحـنـاءِفَاستَعِـذْ مِنـهُ ؛ وَ اجتَنِـبْ أَنْ تُكَـنَّـىبِأَبِـي الهَجـوِ . يَـا أَبـا الشُّـعَـراءِ )قَالَ شِعـرِي , فَقُلـتُ : ( نَـحِّ بَعِيـدًاأَيُّ صَمـتٍ تُرِيـدُهُ مِــنْ إِبـائِـي ؟ )أَمِـنَ الـعَـدلِ أَنْ أُقِــرَّ بِهَـضـمٍ ؟جَــرَّ بَـلـواهُ أَنــذَلُ السُّفَـهـاءِ !وَ أُدارِيـهِ فِـي حَـرِيـقِ ضُلُـوعِـي ؟بَينَـمـا يَسـعَـدُ البَـغِـيُّ بِـدائِـي !أَيُّـهـا الـنَّـاسُ ؛ لَا أَبًــا لِذَلِـيـلٍفَـاربَـؤُوا عَــنْ مَـذَلَّـةِ الأَبـنـاءِأَرِقَ الحِبـرُ فِـي دَواتِــيَ , عُــذرًافَاسمَحُـوا لِـي بِزَفـرَةٍ فِــي الـهَـواءِلَيـسَ جَهـلًا أَنْ يَنفُـثَ النَّـارَ شِعـرِيإِنَّـمـا الجَـهـلُ سَكـتَـةٌ بِــازدِراءِخُلِـقَ الهَجـوُ كَـي يَطِـيـرَ ثَقِيـفًـافِـي قَصِـيـدِي كَطَعـنَـةٍ نَـجـلاءِ" أَعوَرُ الحَرفِ " صارَ فِي القُدسِ " عِيسَى "وَ " كَلِيمًـا لِـلَّـهِ " فِــي سِيـنـاءِوَ غَــدا بَـيـنَ لَيـلَـةٍ وَ ضُحـاهـاتَفِـهُ الطِّيـنِ نَجمَـةً فِــي السَّـمـاءِأَيمُـنُ اللَّـهِ ؛ مَـا عَجِـبـتُ لِأَمــرٍمِثلَمـا قَـدْ عَجِبـتُ مِمَّـنْ يُـرائِـي !يَرجُـمُ الطَّاهِرِيـنَ مِـنْ غَيـرِ ذَنــبٍوَ يُبـاهِـي بِغَـضـبَـةِ الـشُّـرَفـاءِتَـارَةً يَزعُـمُ الـرُّقِـيَّ - كَـذُوبًـا -وَ هْـوَ أَدنَـى مِـنْ سَقـطَـةٍ نَـكـراءِوَ يُذِيـقُ الحَرائِـرَ الـوَيـلَ ؛ طَــورًاثُــمَّ يَـرقَـى لِـقِـمَّـةٍ عَـلـيـاءِكُلَّمـا سِيـقَ نَحـوَ حِــزبٍ تَغَـنَّـىبِأَغـانِـيـهِ آمِـــلًا بِـالـعَـطـاءِلِيَبِيـعَ الضَّمِيـرَ فِـي هَتـكِ عِــرضٍفَقَـوافِـيـهِ سِـلـعَـةٌ لِـلـشِّــراءِلَستُ أَهجُـوهُ ؛ يـا قَصِيـدُ ؛ وَ لَكِـنْأَطَـأُ - اليَـومَ - هَـامَـةَ الجُبَـنـاءِ !لَستُ أَهجُـوهُ ؛ فَالهِجـاءُ - لِمَـنْ لَـمْيَبلُـغِ الهَجـوَ - مِنحَـةٌ مِـنْ ثَـنـاءِ !لَسـتُ أَهـجُـوهُ ؛ لَا وَ رَبِّ يَقِيـنِـيكَيـفَ أَهجُـو فُقَاعَـةً مِـنْ خَــواءِ ؟لَسـتُ أَهجُـوهُ ؛ فَالخَصِيـمُ حَقِـيـرٌبَـلْ وَ أَوهَـى مِـنْ أَنْ أَراهُ عِـدائِـي !لَستُ أَهجُوهُ ؛ كَيـفَ أَهجُـوهُ فَـردًا ؟وَ جَمِيـعُ الرَّعـاعِ فِــي غَـوغـاءِ !لَسـتُ أَهجُـوهُ دُونَهَـمْ . فَجَمِيـعًـاإِنْ تَقَـدَّمـتُ أَدبَـــرُوا لِـلــوَراءِلَسـتُ أَهجُـوهُ ؛ إِنَّمـا فِيـهِ أَهـجُـوأُمَّـةً جُـلُّ هَمِّـهـا فِــي البَـغـاءِقَــرَعَ الفِـسـقُ بَابَـهـا فَأَطَـلَّـتْفِـي شَفِيـفِ المَـلابِـسِ الفَحـشـاءِوَ تَخَطَّاهـا المَـجـدُ لَـمَّـا أَنـاخَـتْلِـخَـصِـيٍّ مُـنَـكَّـرِ الأَثــــداءِراوَدُوهـا عَـنْ نَفسِهـا ؛ فَأَضـاعَـتْشَــرَفَ الحَـمـلِ زَحـمَـةُ الـنُّـزَلاءِوَ تَرَدَّتْ مِـنْ شَاهِـق العِـزِّ فِـي مُـسْتَنقَـعِ الوَحـلِ وَ ارتَـضَـتْ بِالفَـنـاءِحَـصَـدَتْ نَصـرَهـا مَـواسِــمَ ذُلٍّوَ اصطَافَـتْ بِعُريِهـا فِــي الشِّـتـاءِوَ استَكَانَـتْ فَأَنبَـتَ الخَـوفُ فِيـهـاخَبَـلَ الفَهـمِ فِـي خَنَـا السَّفسَـطـاءِرَزَحَ الفِكـرُ وَاجِمًـا بَـيـنَ رِجـلَـيهــا أَسِـيـرًا لِلـسَّـادَةِ العُـمَـلاءِوَ تَسـاوَتْ فِيهـا المَـزابِـلُ بِالـجَـنَّاتِ وَ الـمـارِقُــونَ بِـالـنُّـبَــلاءِوَ الـرُّؤَى بِالخَيـالِ , وَ الحَـقُّ بِالـبَـاطِــلِ , وَ البَائِـسُـونَ بِالـبُـؤَسـاءِفَمَضَـتْ حِقبَـةُ الفُتُوحـاتِ وَ ارتَــدَّتْ لِتَشـقَـى بِـكـثـرَةِ الخُـلَـفـاءِأَيُّهـا العُـربُ ؛ يَـا جُنـاةُ ؛ أَذِيـقُـوابَعضَكُـمْ بَـأسَ مَـا بِكُـمْ مِـنْ غَبـاءِلَيـسَ مِنكُـمْ رَشِيـدُ عَقـلٍ ؟ فَيَحـذُوحَذوَ مَنْ سَـارَ فِـي خُطَـى العُقَـلاءِ !يَشهَدُ الدَّهـرُ - بَعدَمـا مَـلَّ مِنكُـمْ -أَنَّـكُــمْ خَـائِـنُـونَ لِلأَنـبِـيـاءِيَهـتِـكُ العَـاهِـرُ الحَـيـاءَ بِشِـعـرٍثُــمَّ يَـزهُـو بِرِفـقَـةِ الأُدَبــاءِ !وَ تُـرِيـدُونَ أَنْ أَكُــفَّ سَـعِـيـرِيعَـنْ هِجـاءِ البَـدائِـلِ الشُّبَـهـاءِ ؟هَدِّدُونِـي ؛ فَلَـسـتُ آبَــهُ بِالـتَّـهْدِيـدِ مِنكُـمْ , يَـا عُصبَـةَ الأَشقِيـاءِ !وَ لِشَيخِ العَشِيـرَةِ - اليَـومَ - قُولُـوا :( إِنَّ شِـعـرِي لَنَـاصِـرُ الضُّعَـفـاءِ )لَستُ أَخشَـاهُ ؛ مَـا خَشِيـتُ أُسُـودًاقَبلُ ؛ كَي أَخشَـى الآنَ بَعـضَ الجِـراءِ !أَيُّ مَعنَـىً لِـمـا نَـصُـوغُ إِذا لَــمْيَـرِدِ الشِّـعـرُ مَـوئِـلَ الكِبـرِيـاءِ ؟عَفَـنُ الفِـكـرِ أَنْ يَـكُـونَ زَنِيـمًـاوَ زِنَــى الـحَـرفِ أَنـتَــنُ الأَدواءِوَ هَـوَى النَّفـسِ أَنْ تُــذِلَّ كَرِيـمًـا- وَا هِـجـاءَاهُ - بُــؤرَةٌ لِلـوَبـاءِمَا عَلَـى الشِّعـرِ - إِنْ جَفانِـيَ - لَـومٌبَعـدَ هَـذا , لِأَنَّـنِـي عَـنـهُ نَــاءِفَاعـذرُونِـي إِذا تَـبَــرَّأتُ مِـنِّــيوَ تَأَبَّـطـتُ غَضـبَـةَ الـجُـهَـلاءِ !وَ تَحَزَّمـتُ ثَـورَةً لَا لَـهَـا الـطَّـحْنُ نَظِـيـرًا , وَ لَا رَحَــى كَـربَـلاءِفَشَظَايـايَ مِــنْ هَـدِيـرِ جُنُـونِـيتَتَـرامَـى إِلَــى حُــدُودِ الفَـضـاءِوَ ضَجِيـجُ الأَنِيـنِ يَـمـلأُ صَــدرِيبِدُخَـانِ انفِـجـارِ أَشــلاءِ لَائِــيأَيـنَ مِنِّـي خَـلائِـقُ الكِـبـرِ ؟ رُدُّونِـي ؛ أُحَلِّـقْ بِهـا إِلَــى خُيَـلائِـيأَيـنَ مِنِّـي مَرابِـطُ الحِـلـمِ ؟ دُلُّــونِـي ؛ فَقَـدْ مُزِّقَـتْ إِلَــى أَشــلاءِأَيـنَ مِنِّـي مَراجِـلُ الحِقـدِ ؟ خَـلُّـونِـي ؛ أُفَـجِّـرْ جُنُونَـهـا بِاستِيـائِـيأَيـنَ مِنِّـي لِسـانُ ثَــأرٍ يُـنـادِي :( حَيَّ - يَا سَورَتِي - عَلَـى الإِغـواءِ ) ؟كَيفَ أَنسَى نَـوازِفُ الجُـرحِ ! وَ السَّـيفُ بِكَفَّـيـهِ غَــارِقٌ بِـالـدِّمـاءِ ؟كَيـفَ أَنسَـى ! وَ قُدسُنـا خَانَهـا الأَوغَـادُ - وَيحِـي - بِخُطبَـةِ الأَدعِيـاءِ ؟كَيفَ أَنسَى العِـراقَ ! لَا عِشـتُ يَومًـابَعـدَهـا مِـثـلَ أَجـبَـنِ الزُّعَـمـاءِأَيَصِـيـرُ الـحَـقُـودُ صَـاحِــبَ وُدٍّإِنْ سَقَى الحِقـدَ فِـي جَمِيـلِ الـدِّلَاءِ ؟وَ يَطِيـبُ الصَّدِيـدُ مِـنْ بَعـدِ قَـيـحٍإِنْ مَزَجنَـاهُ فِـي نَمِـيـرِ السِّـقـاءِ ؟أَأَمُـدُّ اليَـدِيـنِ لِلصَّـفـحِ ؟ كَــلَّاأَلـفَ كَـلَّا , وَ قَـدْ غَـوَى أَقرِبائِـي !فَتَنـاسَـوا نَـواجِـذَ الظُّـلـمِ لَـمَّـارَأَوِا الـذِّئـبَ لَابِـسًــا لِـلـفِـراءِوَ تَنـادَوا لِسَكـرَةِ الشِّعـرِ فِــي أَقْدَاحِـهِ , مُـنـذُ أَنْ عَــلَا بِالـنِّـداءِعِندَمـا هَـبَّ بِالمَدِيـحِ لِـ: " نَـعـلٍ "غَفَـرُوا النَّبـحَ , وَ اكتَفَـوا بِالـمُـواءِمَدَحَ النَّعلَ ؛ لَو وَعَى النَّعـلُ - قَبـلًا -أَنَّــهُ تَـافِــهٌ لَـبَــاءَ بِـــداءِمَجَّدَ النَّعلَ ؛ لَو دَرَى النَّعـلُ - يَومًـا -بِالخِـيـانـاتِ نَـــاءَ بِـالإِعـيـاءِأَيُّهـا الرَّاقِـصُ الخَسِـيـسُ عَـلَـى أَوجَاعِنـا , غَـابَ عَنـكَ وَقـتُ العَـزاءِلَا تُفاخِـرْ بِحُـبِّـكَ النَّـعـلَ . تَـبًّـاإِنَّـمـا الـحُـبُّ خِـلَّـةُ الأَوفِـيـاءِلَسـتَ أَهـلًا لِمـا تَـسُـوقُ إِلَيـنـاقَـدْ أَلِفنـاكَ مِـديَـةً فِــي الخَـفـاءِفَاتـرُكِ الأَمـرَ ؛ لَـنْ تُكَـفِّـرَ ذَنـبًـاسُقتَهُ - الأَمـسَ - وَ اقتَـرِبْ لِلجَـزاءِلَسـتَ تَرقَـى لِأَنْ تَكُـونَ " حِـذاءً " !فَامتَنِعْ عَـنْ مَدِيـحِ هَـذا " الحِـذاءِ " !
...
البائس : الضعيف العاجز , جمعه بائسون
البؤساء : جمع للأشداء الأقوياء ( وقد درج غلطًا استخدامها للتعبير عن البائسين )
الأدواء : جمع داء ( وقد درج غلطًا استخدامها على أنها جمع دواء )