كيف يتعامل طفلك مع الإنترنت

--------------------------------------------------------------------------------


إن عالم الإنترنت أصبح يغزو حياتنا وبالأخص حياة أطفالنا لذا عزيزي -المربي- عليك أن تعلم ما يمكن أن يكتسبه ويتعلمه طفلك من هذه الشبكة، وكيف يتعامل معها برفقتك؟ وما هي ضوابط استخدامها؟




المكتبة الإلكترونية
تخيل أنه بإمكانك الوصول إلى أي جريدة أو مجلة أو متحف أو جامعة أو شبكة تلفزيون أو منظمة لا تهدف إلى الربح أو المراكز الرئيسية للشركات في العالم في أي وقت خلال اليوم دون دفع أي رسوم، فبوصولك للشبكة واستخدام بعض آلات البحث يمكنك أخذ طفلك إلى أي مكان في العالم.. قد لا يقدر طفلك هذا المصدر غير العادي إلا عندما يكبر ويقوم بواجباته وتعطيه نموذجاً لمخازن المعلومات المتاحة على الشبكة وكيف يستطيع الحصول على بعض منها.. اختر أحد الموضوعات التي يحبها كالديناصورات أو القوارض أو الحشرات وأدخل الكلمة إلى الشبكة ثم تعرف على نوعية المعلومات التي تريدها.. اقض ما تشاء من الوقت في تعريفه على المواقع والصفحات المختلفة ووضح له تنوع المادة المتاحة وإذا لم تحب المواقع العامة يمكنك تخصيص البحث في نواحٍ محددة.. اطبع له بعض الصور ودعه يجمعها في دفتر خاص به.

قد يحتاج طفلك إلى أخ أكبر يساعده في البحث، على الأقل في البداية، ولكن حتى لو لم يتعلم القراءة فيستطيع تقييم الصور والاستمتاع بالبحث.. مجرد معرفة بعض الكلمات القليلة تتيح له تصفح المواقع، ويمكن أن تشرح له كيف يستخدم الفأرة، وستجد أنه كلما زاد استعماله للكمبيوتر زادت الكلمات التي يكتسبها تلقائياً وزادت رغبته في التعلم، ومع ازدياد فرصة في الوصول للشبكة علمه كيف يكون مستخدماً ذكياً للشبكة فيبحث عن الموضوعات بوسائل مختلفة ويقيم المعلومات التي يصل إليها، دعه يعرف أن ليس كل ما يقرؤه على الشبكة حقيقي.. هل تأتي هذه المعلومات عن السلاحف البحرية من متحف شهير أم كتابات أطفال عن حيواناتهم المدللة؟ وما هو الفرق؟ صمم موقعاً خاصاً بالأسرة وحدثه من وقت لآخر.. اشرح له كيف يخزن عناوين المواقع المفضلة حتى يستطيع الوصول إليها بسرعة.

تقدم خدمات الشبكة برامج مفلترة فلا تعرض المواقع التي تعرض صوراً أو لغة لا تناسب الطفل وتختلف تلك البرامج في مدى الرقابة على الموقع، فبعضها أكثر تشدداً من غيره، لذا عليك ان تجرب وتتعرف عليها.. هل تريد برنامج يمنع ظهور أي موقع يذكر كلمة (***) (جنس) حتى بمعناها اللغوي؟ لذا فالأفضل أن تكتشف الشبكة مع طفلك.


خذ طفلك إلى رحلات خلوية والحدائق العامة والأماكن التاريخية أو حتى إلى البيت الأبيض عبر الإنترنت، وابحث عن أماكن التنزه في المدن الأخرى قبل أن تذهب.. تتيح بعض المتاحف استعراض مجموعاتها عبر الشبكة، فليس مبكراً أن تعرُف طفلك على التفريق بين رسوم بيكاسو ورينوار.. يمكنك تكبير اللوحات المفضلة وطبعها وتخذينها بحيث تكون خلفية سطح المكتب.

وتعلم القراءة يساعد الطفل فيما يقوم به على الإنترنت، فمثلاً: عندما يستطيع التجول وحده أعطه مهمة يقوم بها، كأن يحصل على حقيقة مهمة حول أحد الحيوانات أو يختار مكانا تحب الذهاب إليه أو يجمع آخر أخبار اليوم.

فبوصول الطفلة " هناء " الخامسة من عمرها كانت تستخدم مهارات البحث في الإنترنت بكل سهولة حتى إنها بدأت تجمل كلامها بمصطلحات من عالم الكمبيوتر.


مكتب البريد الإلكتروني
عمل عنوان بريد الكتروني خاص بالطفل أو تركه يختار لنفسه عنواناً يمكن أن يكون مدخلاً مثيراً إلى عالم الكمبيوتر، وتكون عبارة " لديك بريد الكتروني، أو وصلت رسائل جديدة" حافزاً قوياً للطفل نحو القراءة والكتابة.. شجع الأقارب والأصدقاء الأكبر سناً منه على إرسال رسائل للطفل على بريده الخاص وعلمه كيف يرد عليها بسرعة ومن الأسهل استخدام reply.

ينمي إرسال واستقبال البريد الإلكتروني علاقات خاصة مع أهله وأولاد عمه وأقاربه وحتى قبل أن يستطيع الكتابة يمكنه إرسال صور أو رسوم عبر البريد الإلكتروني بمساعدة الكاميرا الرقمية أو السكانر "ماسح الصور"، وتتوافر خدمات الرسائل الفورية والتحدث فيستطيع طفلك التحدث مع جده تماماً كما يتحدث عبر التليفون، ويمكن أن يملي الطفل عليك رسائل إلى أن يستطيع كتابتها بنفسه، البريد الإلكتروني وسيلة رائعة لكتابة سلاسل القصص.. دع طفلك يكتب أو يملي عليك السطر الأول من قصة ما، ثم أرسلها إلى صديق أو قريب، ثم اطلب منه السطر الثاني وهكذا.. اطلب منهم إضافة جملة جديدة حتى تكتمل القصة.. إذا كان لديك بريد إلكتروني في مكان عملك دع الطفل يبعث رسائل لك هناك وقم بالرد عليه ويمكن ترتيب موعد ذلك كل يوم.


الملعب الإلكتروني
مع اكتشاف الطفل للشبكة سيرى أنها تحمل الكثير من المواقع المخصصة للأطفال فإذا تركته سيقضي ساعات ينتقل من موقع لآخر وتتنوع هذه المواقع بين موقع يقدم معلومات تثير حب الاستطلاع لديه وآخر يلعن عن منتجات تجارية، وهناك مواقع تقدم القصص والألعاب والألغاز والمجلات ومشاهد مصورة يمكن تحميلها على الكمبيوتر ومواقع أخرى تقدم العروض التلفزيونية والأفلام والكارتون والكثير منها يدعو طفلك لترك رسائل على لوحة الإعلانات أو دخول غرف المحادثة للتكلم مع الأطفال الآخرين.



عليك استكشاف هذه الخيارات مع طفلك وساعده على تقييم المواقع ( أيهما مسل وأيهما ممل)، وعلمه كيف يخزن عناوين المواقع المفضلة حتى يستطيع الرجوع إليها مرة أخرى بسهولة، علمه الفرق بين الإعلان والمعلومات الأخرى حتى ولو كان طفلاً، اسأله: هل يقدم لك الموقع شيئاً تود معرفته أم يريد أن تشتري هذا المنتج؟! وكما أنك لا تود أن يذهب طفلك إلى الملعب وحده أو إلى السوبر ماركت، كذلك لا تتركه يتجول في الشبكة دون رقابة أو توجيه.. علمه أن الحديث مع الغرباء عبر الإنترنت قد يكون أمراً خطيراً.. وهناك بعض البرامج الرقابية تمنع جميع أنواع التحدث Chating

حتى بين الأقارب والأصدقاء، فإذا لم تود هذه الرقابة الصارمة أعطه بعض قواعد الأمان الأساسية عند التعامل مع الإنترنت، فقد ينتحل أي شخص شخصية غيره عبر الشبكة، ولا توافق على مقابلة شخص لمجرد أنك تعرفت عليه من خلال الإنترنت..

لا تجب عن أسئلة عن جسمك أو اسمك أو عنوانك أو رقم تليفونك، وإذا حدث وأن وقعت في هذا الموقف فعليك الاستعانة بسرعة بأحد الكبار.

علمه أن يكون حذراً من المواقع التي تطلب مثل هذه المعلومات، لأن بعضها يصر على أن يسجل الزائر هذه البيانات قبل السماح له بدخول الموقع ويشترط إدخال الاسم " اسم مستعار" وعنوان البريد الإلكتروني، وهذا آمن بشكل عام، ولكن هناك بعض المواقع تعرض إرسال هدايا مجانية للأطفال أو عينات من منتجات معينة على أن يعطوهم عنوان المنزل ورقم التليفون واسم المدرسة ويجيبوا عن أسئلة خاصة بعادات الشراء، والأسوأ من ذلك أن يقع أفراد الأسرة في هذا الإغراء الإلكتروني، لذا علم طفلك أن يسألك قبل إعطاء أي بيانات على الشبكة، وينطبق ذلك أيضاً على مواقع التسوق وبالأخص التي تتطلب العنوان ورقم بطاقة الاعتماد لسهولة توصيل المشتريات،


لذا فإن أفضل طريقة لحماية طفلك على الشبكة ومساعدته على تقدير الأشياء أن تكتشف الشبكة معه.. خصص وقتاً محدداً من كل يوم أو كل أسبوع للتجول واستكشاف الشبكة، وكذلك تجريب البرامج الجديدة، ولدى الأسر التي تقدر التعلم يحل الكمبيوتر محل التلفزيون ويصبح نشاطا مشتركاً لجميع أفراد الأسرة، ويساعد على تأسيس ما سماه د. Papert "ثقافة التعلم" لدى الأسرة، فالأطفال الذين يرون والديهم يستكشفون أفكاراً جديدة كل يوم ويتعلمون أشياء جديدة باستمرار كالبراكين والكواكب وكرة البيسبول، ويكبرون وهم يعتقدون أن التعلم مهمة مستمرة وليس عملاً مفروضاً على الأطفال


المصدر .. http://www.osrty.com/main/?c=233&a=4437