السلام عليكم
--------------------------------------------------------------------------------
أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!
من جديد تمُرُّ علينا ذكرى إحراق المسجد الأقصى، والأمة تمُرُّ في أحلك ظروفها...
في العام الماضي كانت الأُمْنية أن يكون الملتقى فوق ربوع الأقصى لنصلي فيه ركعتين شريفتين بشرف المكان المعظم...
إلا أنّ وضع الأمة المأزوم، جعل مؤشر الملتقى يتجه بحركة سلبية فها هو عامنا انطلق بهدم طريق المغاربة وهو جزء من الأقصى..
بل يهدم المغاربة لأنه باب النبي صلى الله عليه وسلم، الذي دخل منه في منتهى الإسراء ومبتدأ المعراج !!
والأمة اليوم بمعظم شرائحها تفتقد لهذه المعاني للأسف، فهي أمة اهتمت بالهوايات ونسيت الهُويّة... اهتمت بالغرائز ونسيت العقلانية...
واجب الأمة اليوم أن تتذكر أقصانا، وما واجبها تجاهه؟؟؟
واجب الأمة اليوم أن تراجع برنامجها اليومي، أين الأقصى في أجندتي؟
شعارنا: "أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!"
وحتى لا ننفصم عن مستوى الشعار، علينا أن ندرك جميعاً أن الشعار يبلغ أهميته حين يكون له أجندة تحرّكه..
رضي الله عن الخليفة الأول أبو بكر الصديق أطلق شعاره: "أينقص الدين وأنا حيّ؟!!"
وإذا به يحوّل هذا الشعار إلى منظومة عملية، حتى إنه لن يتخلى عن عقال بعير لأن هذا لا يتوافق مع شعاره...
من هنا.. فهذه دعوة -أحبتي- أن نطلق شعار: "أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!" الآن الآن، وأن نعمل على صياغة أجندة عملية أياً يكن حجمها، وبما يتناسب مع طاقتنا ووقتنا وميداننا، المهم أن نبدأ بالعمل ثم نستمر فيه ونتوكل على الحيّ الذي لا يموت...
فالنتائج دوماً على الله سبحانه وتعالى..
وسنة الله ماضية في الكون لا محالة: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين"،
على الله نصر المؤمنين به.. على الله نصر المؤمنين برسوله عليه الصلاة والسلام.. على الله نصر المؤمنين بكتابه العزيز.. على الله نصر المؤمنين بالأقصى عقيدةً ووقفاً إسلامياً..
والمؤمن بقضيته لا بد وأن يخلص لها، والمخلص لقضيته لا بد أنه منتصر... تلك سنة الله تعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا...
هل الدعاء يكفي؟؟؟!
قد يقول قائل: ليس أمامنا إلا الدعاء..
صحيح أن الدعاء هو العبادة، ولكن أين العمل، وأين الطاعات، وأين ترك المعاصي؟؟!
إذ الطاعة مع الصبر طريق النصر، والمعصية مع الصبر ليس بعدها إلا القبر.
ورضي الله عن الخليفة الثاني الفاروق عمر إذ يقول: "لا يقعدنّ أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة".
وهناك على الأقل: {150 طريقة لنصرة الأقصى}،
ولنلبّي دعوة الشيخ رائد صلاح حفظه الله بأن يكتب كل واحد منا مقالة تحت عنوان: «ماذا أقول بعد أربعين عاماً على احتلال المسجد الأقصى»، ثم يرسلها إلى هذا الإيميل مع اسمه الكامل، كي يقوم بإصدار كتاب يجمع فيه أفضل هذه المقالات.
العمل.. العمل..
وما أجملها من أبيات أطلقها الشيخ الرّائد المُصْلِح شيخ حُماة الأقصى "رائد صلاح":
لا تفرحوا فالظلمُ مرتعهُ المذلةُ بعد حينْ ... لا تعجبوا لمقالتي يا عصبةً مستكبرينْ
لا تحسبوها من خيالٍ إنها نبأ الفطينْ ... هي وعد ربي لا محالة، في النفوسِ لها حنينْ
فتربصوا وتآمروا إنا بكم متربصونْ ... عمّا قريب سوفَ نصحوا رغم أنّا نائمونْ
ولسوف نمضي في خطانا للمعالي سائرينْ ... حتى وإن كنا جموعاً حائرينَ وغافلينْ
ولسوف نصْدعُ عن قريب في الوجود مبشّرينْ ... الله أكبرُ رددوا لا لن نذلّ لمعتدين
ولو تأملنا في سنة النصر والتغيير لوجدنا أن مطرقة هذه السنة "العمل"...
فلنؤيّد حبّنا ودعاءنا للأقصى بأمر عملي ثم نتوكل على الله!!
قد يرفع بعض منّا شعار عبد المطلب: "للبيت رب يحميه" ويقول: "للأقصى رب يحميه"..
في يوم الفيل أرسل الله طيراً أبابيل، فكانت نعم الجند، واليوم.. لماذا لا نكون نحن طير الأبابيل على اليهود ونكون قدر الله الذي يحمي به الأقصى، فنظفر بسعادة الدنيا والدين.
إذ لو لم نكن نحن حماة الأقصى فإن الله سيحمي بيته بغيرنا، (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).