ارتكبت إسرائيل يوم الاثنين 17 جمادي الآخرة عام 1431هـ الموافق 31 مايو عام 2010 م مجزرة بشعة في عرض المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط ضد قافلة الحرية المتجهة بالمساعدات الإنسانية لغزة الصامدة المحاصرة وقتلت عشرين مدنيا ممن كانوا على متن الباخرة التركية مرمرة وجرحت سبعين آخرين وأسرت المئات في جريمة صهيونية مروعة
***
مجزرة الحرية
***
شعر / صبري الصبري
***
طافت بقلبي بالضحى الآلامُ= وأتي لروحي بالأسى الإلهامُ
وثوى قصيدي كالغريق ببحره= في موجه تتصارع الأقلامُ
فالفلك يجري بالجسارة شامخا= فيه استوى مستأسدٌ مقدامُ
وبه تألق ثائرٌ مستبصرٌ= فذٌّ شجاع ماهر ضرغامُ
لاقى عدوا بالظلام مدججا= بالغدر فيه مع الدروع سقامُ
فتصيدوا ركب السلام ومزقوا= فلكا به بالسابحات حَمَامُ
هل بالخمول تحققت أحلامُ ؟!= أو بالخمود تبدد الإعتامُ ؟!
ركبوا المراكب مبحرين لغزة= فيهم حنين صادق وهيامُ
فتمزقوا بين اللهيب وأصبحوا= قتلى وجرحى والأنام نيامُ
قولوا معي هذا هو الإجرامُ= قولوا : يهود مجرمون لئامُ
قتلوا الكرام الآمنين بفلكهم= معهم لغزة كسوةٌ وطعامُ
كسروا جدار الصمت بحرا واصلوا= زحفا لغزة بالإبا قد قاموا
والعُرْبُ في كهف الرقود بضعفهم= بين الغطيط بلا غطا قد ناموا
بلسانها تحكي الليالي قصةً= سوداء فيها خيبةٌ وكلامُ
فبشمسهم غاب الضياءُ وَعَمَّهُم= وقت الضحى بالحادثات ظلامُ
وبلهوهم ملئوا الحياة تخلفا= وعقولهم لعبت بها الأوهامُ
عزفت لهم لحن الملاهي فانتشت= وترنحت في سكرها الأغنامُ
واستمتعت في قيدها بمذلة= فيها استراحت بالدجى الأنعامُ
سكتوا و(مرمرة) البحار بنطقها= فيها رجال مؤمنون عِظَامُ
وبها نساءٌ فاضلات بالعلا= رُفعت لهن بطهرها الأعلامُ
وهناك في السجن الكبير بـ(غزة)= خرجوا وفيهم بالبكا الأيتامُ
وكذا الثكالى والأرامل بالأسى= لهم دموع بالشجون سجامُ
وعدونا الملعون في إجرامه= في ناره للثائرين حِمَامُ
وبقلبه حقدٌ دفينٌ أسودٌ= وبكفه للمسلمين سهامُ
وله سعير مستبد غادر= بجنونه تتراقص الألغامُ
قتلوا الكرام الآمنين وجرَّحوا= من لم يصبه بركنه الإعدامُ
وبقيدهم قادوا السفائن كلها= أسرى تضمهم هناك خيامُ
يا ويح طغيان اليهود تجبروا= في الأرض فيها بالخنوع أنامُ
ما بين غرب في ضياع معيشة= أو بين عرب فيهم استسلامُ
ضاعت (فلسطين) الحبيبة لفَّها= عبر السنين بكربها الإظلامُ
ولها تساؤلها بحزن فؤادها= ولها علينا كلنا استفهامُ ؟!
أنتم غثاء السيل قصعة مأكلٍ= للآكلين وللهشيم حطامُ
أنتم رضيتم بالقعود تهاونا= منكم عليكم سادت الأقزامُ
شكرا لكم آل السفائن دائما= لكم لدينا بالقلوب غرامُ
فلأنتم نعم الرجال وأنتمُ= والله .. بالله العظيم : كرامُ
ومنار عزم لا يلين بمحنة= وفنار فضل للأنامِ إمامُ
لكم السكينة بالخلود شهادة= فيها من الله العظيم سلامُ
صلى الإله على النبي وآله= ما لاح بالبرق الشديد غمامُ !!