استحدثت وزارة المعارف الإسرائيلية وظائف جديدة تزيد من سيطرتها على عملية تنشئة الأجيال الشابة والطلاب العرب في الداخل الفلسطيني.
وابتكرت مؤخرا وظيفة "التفتيش البلدي" لمراقبة التعليم اللامنهجي في الحكم المحلي العربي، وكذلك إدراج كتاب "الهوية" ضمن منهاج التدريس العربي الذي تشرف عليه وتضع مضامينه المؤسسة الإسرائيلية.
وتزامنا مع ذلك، قرر وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر فرض تدريس "المحرقة النازية" على الطلاب العرب في المرحلة الثانوية ابتداء من العام الدراسي المقبل.
وسترسل الوزارة وفدا من المعلمين والمديرين العرب إلى معسكر "أوشفيتس" في بولندا ومعسكرات أخرى بهدف تزويدهم بالمعلومات وتأهيلهم لتدريس الموضوع.
مخاطر على الهوية
وبعثت جمعية الثقافة العربية في الناصرة رسالة إلى رئيس اللجنة القُطرية للمديرين العرب المهندس رامز جرايسي حول مخاطر ذلك على الهوية الوطنية واستقلالية التربية اللامنهجية لفلسطينيي الداخل.
روضة عطا الله: كتاب "الهوية" يهدف
إلى بناء هوية مشوهة
(الجزيرة نت)
وقالت مديرة الجمعية الدكتورة روضة عطا الله إن هذه الإصدارات وخصوصا كتاب "الهوية" تحتوي على "مضامين سياسية شديدة الخطورة على الهوية الوطنية والقومية لطلابنا، وتحمل في طياتها مساعي أسرلة واضحة وخفية".
وأضافت في تصريح للجزيرة نت أن الكتاب يعتمد على منهج يثبت السياسة التربوية في المناهج الرسمية ويفرضها أيضا على أطر النشاط التربوي اللامنهجي للطلاب العرب.
وتابعت روضة أن كتاب "الهوية" يهدف إلى بناء هوية مشوهة، "هوية العربي الإسرائيلي الذي يقدم الولاء لدولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، ويهدف إلى تشجيع التجنيد للخدمة المدنية، ويسيس الانتماءات الطائفية، وينزع الجوهر السياسي للهوية القومية".
وتهدف جميع مضامين مناهج التدريس المعدة للعرب إلى بلورة هوية لعربي إسرائيلي مختلفة عن هوية العربي الفلسطيني المتواجدة في الضفة وغزة أو الشتات.
البدائل
وبدوره، قال الباحث في قضايا التربية والتعليم الدكتور خالد أبو عصبة إنه عندما يتسلم اليمين الإسرائيلي الحكم فإن هناك توجها قوميا دينيا ليس فقط في التعليم العبري، بل يطبق هذا التوجه ويفرض على التعليم العربي.
وأضاف للجزيرة نت "نعارض كافة هذه المشاريع، ونطرح البدائل لمناهج تدريس أعدت من قبل أكاديميين عرب تعمق الوعي للهوية الوطنية والقومية العربية، لكن إسرائيل ترفض اعتمادها وتفرض على طلابنا دراسة الهوية الصهيونية".
وأكد أبو عصبة أن هذا البرنامج يهدف إلى رسم هوية خاصة للطالب العربي تكون منزوعة من أي انتماء قومي ووطني وثقافي، الأمر الذي يهدد كينونة هذه الهوية ويشوه جيلا بكامله.
أبو عصبة: البرنامج هدفه رسم هوية للعربي منزوعة من أي انتماء قومي ووطني وثقافي
(الجزيرة نت)
ودعت جمعية الثقافة السلطات المحلية العربية إلى رفض إدخال مضامين وإصدارات دائرة المجتمع العربي إلى المدارس والأطر التربوية اللامنهجية، وإلى التمسك بالحق الجماعي في صياغة الهوية القومية للعرب في الداخل ببعديها الثقافي والسياسي.
وقال سكرتير اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية عبد عنبتاوي إن "هذه المناهج بمثابة مشروع أخطبوطي يهدف إلى المس بالهوية العربية الفلسطينية للأجيال الناشئة، وإلى أسرلة العربي وخلق جيل مشوه يفتقد الانتماء لهويته ولقوميته العربية".
وتابع في تصريح للجزيرة نت أن لجنة الرؤساء وبالتعاون مع لجنة قضايا متابعة التعليم العربي، ستعقد قريبا جلسة لبحث الموضوع بشكل معمق وتحديد وسائل التصدي لهذه المخططات.
وأشار عنبتاوي إلى أن الوزارة الإسرائيلية تسعى للاستعانة بالحكم المحلي العربي بغية إضفاء الشرعية على هذه المناهج المرفوضة والتسريع في تمريرها.
كما أشار إلى أن الوزارة تعتمد أساليب الترهيب وأحيانا الترغيب، دون أن يستبعد إمكانية حرمان الحكم المحلي العربي من الميزانيات في حال رفضه تمرير المناهج في المدارس العربية.
من ناحيته، قال المتحدث باسم الحركة الإسلامية المحامي زاهي نجيدات للجزيرة نت "يبدو أن المؤسسة الإسرائيلية لم تيأس من محاولات أسرلتنا وتهويدنا نحن أهل الداخل الفلسطيني رغم كل المحاولات الفاشلة.. نقول لهم إننا سنلقن أبناءنا ونعلمهم تاريخ القضية الفلسطينية بدءا من مجزرة دير ياسين وانتهاءً بمحرقة غزة".