متاهاتُ بَوحي
رأيتكِ خلفَ حدودِ الحياةِ
ولملمتُ وجهكِ من أمنياتي ...
وراءَ جنوني
وراءَ خيالي
تقمَّصتُ صوتِكِ في مفرداتي ...
فهل أنتِ جئتِ
أم الشِعرُ أشرقَ من عمقِ ذاتي ...
رأيتكِ خلفَ حدودِ الزمانِ
رسمتكِ وهجاً يضيءُ الثواني ...
أخذتكِ منّي
سرقتكِ منّي
وها أنتِ طيفٌ أتى من كياني ...
كأنَّ الثريّا
تجلَّتْ قصيداً من الأقحوانِ ...
غرامكِ يجتازُ حدَّ اشتياقي
وناركِ تجتازُ حدَّ احتراقي ...
مضيتُ إليكِ
عبرتُ إليكِ
وأشعلتُ بالوجدِ حلمَ العناقِ ...
نداءاتُ قلبي
لقاءٌ تسللَ عبْرَ الفراقِ ...
هربتُ وغادرتُ حضنَ اغترابي
تجوّلتُ بين خيوطِ السرابِ ...
تبسّمَ حزني
وأزهرَ جرحي
تعالي لنرتاحَ فوقَ العذابِ ...
شقائي هناءٌ
وآمالُ روحي لهيبُ اكتئابي ...
بكائي يعانقُ لحنَ الرياحِ
ودمعي يقبّلُ خدَّ الصباحِ ...
دمائي شجونٌ
ونبضي لهاثٌ
وصحوة سُهدي كطعنِ الرماحِ ...
ولكن عشقي
يلمُّ الشذا من شفاهِ الجراحِ ...
بشائرُ عينيكِ فيضُ النهارِ
بهاءٌ يداهمُ ليلَ انتظاري ...
تآكلتُ صبراً
وأصبحتُ جمراً
قنابلُ شوقي هديرُ الدمارِ ...
أعيدي بنائي
دعيني أقاومُ وهمَ احتضاري ...
عصارةُ فكري حروفٌ تغنّي
أحاورُ نَفسي وأبحثُ عنّي ...
فلا تأسريني
ولا تطلقيني
وجودي اقترابكِ فلتطمئني ...
قيودي جناحٌ
يطوفُ بنا في سماءِ التمنّي ...
متاهاتُ بوحي وأنفاسُ صمتي
وغفلةُ وقتٍ عن الوقتِ أنتِ ...
آيا شمس َعمرٍ
وعودةَ فجرٍ
تبللتُ بالضوء حين ارتسمتِ ...
ربيعي ظنونٌ
فهل كان حقّاً
وكيفَ سيأتي ...
وجدتكِ رغمَ امتدادِ الشتاتِ
كتبتكِ وانسابُ نور دواتي ...
أزالَ يراعي
ضبابَ ضياعي
وأنعشَ حُسنكِ كلَّ اللغاتِ ...
فهل أنتِ جئتِ
أم الشِعرُ أشرقَ من عمقِ ذاتي ...