أخي العزيز الدكتور فايز أبو شمالة .
لستُ رجلاً سياسياً , ولا محللاً سياسياً , لأرد عليك بلغة المصطلحات ولغة الأرقام , ولكن لو سمحت لي بالقول :
أي دولة في العالم تستطيع أن تعتدي على دولة أخرى , وتحتل أراضيها دون حساب , مع وجود التحالف الأمريكي ودول أوربا وغيرها ؟
الجواب : هي أمريكا فقط , والتي تبيح لنفسها أن تحتل أي دولة بطرقها الخاصة , ودون حساب ,.
لماذا , لأنها صاحبة النفوذ في مجلس الأمن , وفي المنظمات الأممية الأخرى , ولأنها تتمسك بقرارات مجلس الأمن بما يكون لصالحها فقط . ليكون هو القاضي والحاكم والمنفذ والمسيطر على كل الدول .
ومن هنا نقول : ما هو وزن محمود عباس لكي يقف ضد طموح إسرائيل ؟ أليست إسرائيل هي أمريكا ؟ , أليست إسرائيل دولة معترف بها دولياً وحتى أنها نالت إعتراف العرب أجمعين وبما فيهم السلطة الفلسطينة , التي تفاوض دولة حدودها ــ حسب مفهومها ــ كل فلسطين , بينما السلطة لا تعرف لها حدود ما تبقى من فلسطين ؟
مهزلة والله , نريد أن نحاسب محمود عباس وغيره , ونحن نعرف بأنفسنا أن السلطة الفلسطينية لو استطاعت أن تحصل على دولة , فلن تستطيع أن تحصل على قطعة سلاح لتدافع بها عن نفسها , ولن تسمح لها دول العالم بما فيها إسرائيل أن تحصل على طائرة حربية واحدة , وهذه حقيقة لا أعرفها من البيت الأبيض , ولا من المخابرات الإسرائيلة , بل أعرفها نتيجة تراكم سنين من المعرفة بحقيقة إسرائيل والعرب , وما يدور بينهما من مناورات لا طائل منها ولو عشنا على هذا الحال 1000 سنه .
لذا فعلينا أن نعلم جيداً , بأن أمريكا وحلفاءها لم تصنع النظام الدولي إلا لتسيطر على العالم بأكمله , وتسلب كل أمواله لتكون هي الأقوى .
لا أعرف ما ذا نعمل , فالمحلل السياسي هو الذي يعلم السر السياسي , ومحمود عباس هو الذي يجب عليه أن يضع إستراتيجية حكيمة لرفع المستوى التحرري لبلاده ’ أو يترك العمل لغيره .
شكراً لمقالتك دكتور فايز , ومنكم نستفيد , وسامحني على تدخلي بأمور لا أتقنها جيداً .