-
-
-
-
-
-
نعم نختلف مع السيد الجعفري في قوله ان العراق لا يحتاج الى قوات اجنبية على الارض وانما سلاح حديث لجيشه.. فما ينقص العراق “الهوية الجامعة”.. ومحاكمة النخبة السياسية الفاصلة التي اوصلته الى هذا الانهيار
التصريحات التي ادلى بها السيد ابراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي اليوم (الاربعاء) وقال فيها ان بلاده لا تحتاج الى مقاتلين في حربها ضد “الارهاب” وانما الى اسلحة ودعم لوجستي تستحق التوقف عندها تأملا وتحليلا، لانها تعكس نغمة جديدة مغايرة تماما لمثيلاتها التي اطلقتها الحكومة العراقية السابقة من حيث الاستعانة بالتدخل الدولي، والامريكي منه بالذات، لمساعدتها في مواجهة زحف “الدولة الاسلامية” وقواتها الذي اقترب من ابواب العاصمة العراقية بغداد.
السيد الجعفري قال ان المقاتل العراقي يملك “القدرة والشجاعة”، وكل ما ينقصه هو الاسلحة والعتاد، ولا نعرف عن اي مقاتل عراقي يتحدث، فالقوات التي انهارت امام تقدم القوات “الدولة الاسلامية” في الموصل ومدن عراقية اخرى، كانت قوات عراقية، ومسلحة تسليحا جيدا بأحدث الاسلحة، وتدربت على ايدي خبراء امريكيين على مدى عشر سنوات تقريبا.
ما ينقص الجيش العراقي هو ما ينقص الحكومة العراقية الحالية، وكل الحكومات السابقة التي ادارت شؤون البلاد منذ الاحتلال الامريكي عام 2003، اي الهوية الوطنية الجامعة، والعابرة للطوائف، والمساواة بين المواطنين دون اي تفرقة مذهبية او مناطقية، وتكريس الولاء للعراق الوطني المستقل القوي الذي ينتمي الى امته وعقيدتها، ويتبنى قضاياها المصيرية.
المحاصصة الطائفية المرض الذي ادخله الغزو الامريكي الى الحياة السياسية العراقية، هي اس البلاء، لانها عمقت الكراهية بين ابناء البلد الواحد، وبذرت بذور النزعات الثأرية الاقصائية الانتقامية من الآخر غير الحاكم، ولا بد ان السيد الجعفري الذي تولى رئاسة وزراء العراق في فترة سبقت السيد نوري المالكي يدرك جيدا ما نقول ونعني.
اكثر من 25 مليار دولار جرى انفاقها على تدريب الجيش العراقي “الجديد” وتسليحه منذ الاحتلال الامريكي، ووصل تعداده الى اكثر من 700 الف جندي، ولكنه انهار امام مجموعات مسلحة صغيرة، وفشل في استعادة اكثر من نصف العراق الذي يوجد حاليا خارج سيطرة الدولة المركزية.
نحن ندرك جيدا ان جميع جيوش الارض لها عقيدة قتالية معروفة، يتم ترسيخها في اذهان الجنود وعقلياتهم، ولا نضيف جديدا في هذا المضمار من ايراد هذه المعلومة، ومن هنا فان السؤال المشروع الذي نريد طرحه هو عن العقيدة القتالية للجيش العراقي الذي يريد السيد الجعفري تسليحه بأحدث العتاد والاسلحة؟ هل عقيدة اسلامية جامعة، ام طائفية، ام وطنية، ام عربية قومية؟
نعم.. الدول التي تدعي حرصا على العراق وترسل قواتها وطائراتها تحت ذريعة التصدي للارهاب، تخشى من هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 مثلما قال السيد الجعفري، ولكنها تريد ايضا اعادة احتلال العراق واستعماره مجددا، والتمكن من ثرواته، لان النخبة السياسية الحاكمة فشلت، ومنذ الاحتلال الامريكي، وبعد انسحاب قواته، من اقامة دولة قوية ذات سيادة وتحترم قانون الانسان في العدالة والمساواة والقضاء المستقل، والجيش القوي الذي يتدافع ابناء العراق للانخراط في صفوفه ليس من اجل الراتب الشهري، وانما من اجل العراق، والحفاظ على اراضيه ووحدته الترابية، واعادة دوره كقوة اقليمية عظمى يهابها جيرانها والقوى الدولية في الوقت نفسه.
“راي اليوم”
نعم نختلف مع السيد الجعفري في قوله ان العراق لا يحتاج الى قوات اجنبية على الارض وانما سلاح حديث لجيشه.. فما ينقص العراق “الهوية الجامعة”.. ومحاكمة النخبة السياسية الفاصلة التي اوصلته الى هذا الانهيار
-
-
-
-
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى