أصدقائي....
متابعة للحديث عن المهن الشامية فأمامي اليوم مهنتين ...
الأولى ... الـ تنّوري
وهو اسمٌ لمن يخبر الخبز في التّنور، وهو من أجود أنواعِ الخبزِ وألذّها، وهذه الحرفةُ رائجة في البلدة، وصانعها، وهو يختلف عن الخبّاز الذي سآتي على ذكرهِ بعد قليل.....
والتنور هو اسطواني الشكل يُشبه خلية من النحل، ويبدو كقدرٍ مقلوبة، يُوضع الفحم في فتحة التنور الجانبية، وعندما تبدأ بالفرن الدرجة العالية من الحرارة يُبدأ بالخبز...
وعلى كل حال فخبز التنور يُصنع من عجينة القمح والماء وبعض الملح والخميرة وقطره ما يُقارب الـ 60 – 70 سم، وهو يُلوح بين الزندين ثم يُلصق بعد رقّهِ جيداً بمخدةٍ لتستقر في خصر التنور...
الثانية ... الـ خبَّاز
وهو اسمٌ مشترك في عرف أهل الشام بينهُ وبين الفرّان (وسآتي على مهنة الفرّان ولكن بحرف الفاء) المهم بلا طول سيرة ... الخباز بمنطوقهِ اسم لمن يخبز الخبز بالنار، وهو المُسمى بـ "الرئيس". والمُصطلح عليهِ في العُرف هو من يستأجر فرناً، ويُهيءُ له ما يحتاجهُ من "وقيد" و "عملة: كرئيس و مقرِّص، و عجّان، و مبشكر" وغير ذلك
ويستجلب طحيناً من الطحانة، ويقف على الميزان للوزن والبيع وقبض الدراهم من المُشترين، وتُسمى "الغلّة".
ثم من الخبازين من يُخبز سوقياً، وهو ما تقدّم ذكره، ومنهم من يخبز بيتياً، وهو ما يُعجن في البيوت، بمعاجن من نحاس، فتأتي أجزاؤه فتأخذها من البيوت إلى الفرن، فيخبزها لهم، وله على كلِّ مئة رغيف شيءٌ معلوم من الدراهم (والغالب قرشان ونصف)، والرئيس الذي يخبزها له على كل عجنة، المُسماة بـ "الخَبزة" رغيف، والأجير الذي يأخذها ويردها له على كل عجنة رغيف أيضاً، وهذا المصطلح عليه عندنا في الشام، وهذا الخباز يُسمى في اصطلاح أهل الشام بـ "الخبّاز البيتي".
بالجملة فهي صنعةٌ رائجة، لابأس لها، تستر صاحبها، سيما إذا اتبِّعت بالتقوى، وقد يوجد من الخبازين من لا تقوى عندهم، سيما أيام القحطِ والغلاء، فيضيفونَ لطحينِ الحنطة من طحين الفول والحمص... نسأل الله أن لا يُرينا هذا الحال.
وأخيراً لا ننسى أنّ بعض العائلات تحمل لقب تنوري وبعض العائلات تحمل لقب خبّاز
**************
باسل