أداء قوي مفعم بالإحساس.. غزوان زركلي يختتم احتفالية شوبان الدولية
16 كانون الأول, 2010
دمشق-سانا
اختتم عازف البيانو غزوان زركلي احتفالية السنة الدولية بالموسيقار العالمي فريدريك شوبان التي نظمت لمناسبة مرور 200 عام على ميلاده بحفل موسيقي متميزعلى مسرح كلية الفنون الجميلة أقامه المركز الثقافي الفرنسي بدمشق بالتعاون مع السفارة البولونية في سورية.
وتنوعت المقطوعات المقدمة حيث أعطت فكرة شاملة عن أعمال شوبان وكانت في ذات الوقت فرصة للتعرف على لمسة عازف البيانو غزوان زركلي وحساسيته الخاصة بأداء هذه المقطوعات المليئة بالتقنيات والتكنيكات التي يتسم بها أسلوب شوبان من السرعات الكبيرة إلى التناوب والتداخل بين حركات اليدين وغيرها.
ومن بين المقطوعات التي أداها زركلي بالاد حكاية ... وفالس رقصة ...ونكتورن ليلية ... وإيتود دراسة وفانتازيا.. إمبرومبتو خيالية ارتجالية ... وبرليود مقدمة وغيرها.
وهذه المقطوعات التي سجلها العازف السوري المتألق على أسطوانة خاصة به حملت مختلف المشاعر والتعبيرات التي ميزت شوبان كإنسان وموسيقي فهي رومانسية حزينة أحيانا وثائرة متمردة أحيانا أخرى الأمر الذي أثار إعجاب الحاضرين بالحفل والتنوع الكبير بموسيقا شوبان.
وعبر العازف زركلي في بروشور العرض عن فرحته بهذه الاحتفالية التي نظمت بجهود محلية ودعم أوربي قائلا: إن أي شعب يريد الحياة لن يمر على الفنون مرور الكرام ومهما كانت ظروف هذا الشعب صعبة ومهما كانت المعوقات فإن إبداع الفن وتذوقه سيوضعان حتما ضمن أولوياته .
وأضاف ان شعبنا محب للمعرفة تواق للعلم منفتح على العالم لافتا إلى أنه أمر جميل أن تستمع سورية إلى شوبان وأن تعزف موسيقاه فقلب شوبان كان محبا للبشر معطاء وكان هو مناضلا في سبيل الحرية منتميا إلى الإنسان و إلى الوطن مكتشفا النفس البشرية وخباياها.
ويعد شوبان أحد أعظم الفنانين في تاريخ الثقافة الموسيقية البولونية والعالمية والمؤءلف الموسيقي الأبرز والرائد بالعزف على البيانو وقد عمت الاحتفالات جميع أنحاء العالم بهذه المناسبة متمثلة بالحفلات الموسيقية والمعارض والمشاريع التعليمية وإحياء مشاريع الأماكن ذات الصلة به بهدف إبراز الدور الذي لعبه في تشكيل الهوية الوطنية البولونية والتعرف على أهمية نتاجه الفني في التراث العالمي .
طور شوبان العديد من الأنواع الموسيقية حيث وسع فكرة السكرزو الكلاسيكية وطورها لتعتمد على قالب حر ويعد الرائد الأول للموسيقا الوطنية لأنه تغذى بالقيم الإنسانية والسياسية أما المازوركا إحدى الرقصات الوطنية في بولونية في أوائل القرن التاسع عشر فقد رفع شوبان من شأنها واعتمدها قالبا بموسيقا البيانو.
وكما هو الحال في البولونيز والنوكتورن لم يبتكر شوبان الفالس لكنه جدده وطبعه بشخصيته وقد كتب حوالي 19 فالسا نشر منها في حياته 8 فقط وقال بوصفها كلمته الشهيرة هذه الفالسات لم توضع للأجسام ولكن للأرواح .
يشار إلى أن غزاون زركلي من مواليد دمشق عام 1954 نال شهادة أهلية التعليم العالي دكتوراه في معهد تشايكوفسكي بموسكو ودرس أيضا في فايمار أوسنابروك القاهرة 2003 -2005 ودمشق بدءا من العام 2001 وفاز الزركلي في مسابقات دولية بالعزف على البيانو في البرتغال إسبانيا روسيا إيطاليا فضلا عن فوزه بوسام الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 وصدرت له أسطوانتان الأولى بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد شوبان والثانية مؤلفاته الخاصة.
http://www.sana.sy/ara/9/2010/12/16/324260.htm