بسم الله الرحمن الرحيم
ما أجمل المواضيع التي تختارها الأديبة ريمه الخاني , لأنها تجعل العقل يموج بين أفق المعرفة وفي أعماق الثقافة المتنوعة .
إن الخوف وأسبابه , له باب معرفي عميق , وهو ظاهرة فطرية خلق مع الكائن الحي قبل أن يولد , وبما أنه ظاهرة فطرية فينبغي أن يكون أيضاً ظاهرة صحية , فمن منا الذي لا يخاف ؟ أخاف من الذئب والأسد وأخاف من الريح والعواصف , وأخاف من الفتن ومصيبتها , وأخاف من الحروب وكوارثها , وأخاف ممن يحمل بندقيته ويصوبها عليّ , أخاف من أمي إذا أخطأتُ , وأخاف من ربي إذا أذنبت , وأخاف من صاحبي أن يفشي أسراري , وأخاف حب النساء وغدرهن , ومن صحبة الأشرار وطعنهم , فما أكثر السبل والطرق التي تجعلني أخاف , وكثير من الخوف مصيبة لا تجعل الإنسان يعيش في أمن وأمان , ولقد ذكر الخوف في القرآن مرات ومرات , يقول الله في كتابه ( قال رجلان من الذين يخافون أنعمَ الله عليهما ادخلو عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) وقال أيضاً ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وقال أيضاً ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) فإن لم يكن الإنسان في أمان فلا بد أن يعتريه الخوف , ولكن أن لا يصل الخوف لمرتبة الجبان , فكل شيء له مقدار من الخوف , وأبشع مراتب الخوف هو السكوت عن قول الحقيقة , فقد قيل ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) ثم قال رسولنا الكريم ( قل خيراً أو اصمت ) فالصمت في غير محله نقص , والكلام في غير محله نقص , والخوف في غير محله نقص , وجزاكم الله كل خير
أشكر أديبتنا على تقديم هذا المقال الرائع , لكم التحايا وحياكم الله .