زائر المساء...
لم يعد يدر ي هل هو مبصر أم أعمى ....؟
هل هو حي أم ميت...
سعيد هو أم تعيس...
لم يعد قادراً على تقييم مساره أين وصل؟
وهل هو على صواب أم صحيحة هي النقمة على من حوله!!!
هل هو الحزن الحقيقي أم هو في حالة طبيعيه فليهنأ بما حوله....
فهو يعلم جيدا أن النعمة لو رحلت فلن تعود أبدا و إن عادت فلن تكون هي....
لماذا يشعر بعدم رضى؟ شعورٌ قاتل...
متمرد هو على واقعه ..... لكنه صامت صمت الجبل....لا يهم النداء... ...إن لم يسمعه أحد...
مازال مشوشا... ينشد القرار..
أرهقته مستنقعات تفكير من حوله لماذا تتسع؟
أسئلة كثيرة تعبث بذهنه المتعب ...
منها ما يستطع البوح بها ومنه ما اعتاد على أن يكتمه....
هل مازالت زوجته تحبه؟ هل ملاطفته وتغاضيه على أنانية من يحبهم وتضحيته طريق يجب أن يكمله؟
على يقين هو أنه كان يحبها....
قال له صديقه ...تقليعة اليوم هي البرمجة العصبية عندما تجد أن دائرة الحس توحي لك بأنك لا تحبها...
فانتقل إلى دائرتي المحسوس والتفكير....
اقنع نفسك أنك تحبها لكي تعيش سعيدا...وهو تفسير لحديث شريف لا تغضب...قد وجد الدواء وتحول سلوكا ..
-هل مبدأ الكذب الكذب حتى يصبح الكذب حقيقة هو أمر الطبيعي يجب أن نعتاد عليه؟ أم هي العادة أم القناعة؟
- لا صله بين الموضوعين!!!
فكر مليا ثم فكر كثيرا....
يريد أن يراها ولو للحظة..يرى أهله..يرى العالم يعين الوضوح....
أفاق صبحا ليرى النور...ركض فرحا...إلى أهله...
- إنني أرى...
لم يلمح سوى ديك!!!!
الأهل يتساءلون من هو هذا الزائر مساءاً!!!!كيف دخل وماذا يريد وكيف اختفى فجأة!!!
ركض وصرخ ..نادى أضاء المصابيح.....
فتح الأبواب...
اتصل بهم جميعا....
لكنه لم ير غير هذا...
انبلج الصبح عندما صاح معلنا بدئ يوم جديد......
ليعود إلى عماه.....
ومازال يتساءل...
هل هذه السيارة الحلم أكبر من الديك أم أصغر منه؟
أم فراس 18 تشرين الثاني 2007