أيها الشيوعيون، مصر ما عادت تحبكم
د. فايز أبو شمالة
حتى الشيوعيين الفلسطينيين ذرفوا دمعاً على الشهداءالمصريين، وبكوا مع إخوانهم الشيوعيين المصريين والعرب على الأبرياء الذين تخطفهمالموت في شهر رمضان المبارك، ولاسيما وهم على مائدة الإفطار، لقد انتفض الشيوعيونبكافة ألوانهم وأطيافهم، وسنوا أقلامهم، وراحوا يهاجمون العمل الإرهابي المجرم،كي ينفذوا من خلاله إلى مهاجمة الإسلام والمسلمين، فهم الخطر الحقيقي على بقائهمأكثر من إسرائيل والإسرائيليين، لذلك راح الشيوعيون يشيدون بصحوة اليهود، وراحوايتغنون بدقة معلومات أجهزة استخباراتهم، وحسن تصرف قيادتهم، وطيب سلوك قواتهم، وفيالمقابل راحوا يهاجمون غزة، ويربطون بشكل حاقد بين المقاومة والإرهاب المجرم الذياستهدف رجال مصر.
وكي لا يكون حديثي رجماً للشياطين، وبلا دليلفي رمضان، سأنقل حرفياً فقرات مما نشره بعض الشيوعيين الطليعيين، على عديد المواقعالالكترونية:
يقول أحد الشيوعيين الراسخين في اليسار حتى شغلمنصب وزير في حكومة فياض، يقول الوزير "أشرف العجرمي":: "من الطبيعيأن تتجه الأنظار إلى غزة التي تحولت إلى الدفيئة التي تخرج مختلف أشكال الإرهابالمتعدد الجنسيات"، ويضيف الشيوعي الثوري: إن شعار 'المقاومة المسلحة' لايزال هو الغطاء الذي تحته ترتكب كل المخالفات بما فيها قمع المواطنين ومصادرةحرياتهم ونهبهم. فما يجوز للمقاومين (المقاولين) لا يجوز لغيرهم، وهذا يشمل الفسادوالجرائم بمختلف أشكالها، وهذا بالضبط النموذج الرائع للإمارة الإسلامية القائمةفي قطاع غزة، والمنشودة في كل مكان في العالم العربي والإسلامي.
شيوعي آخر اسمه "عادل عبد الرحمن"يقول في صحيفة الحياة: كل المعطيات تشير إلى أن جزءاًأساسياً من المجموعة المنفذة للمجزرة الوحشية ضد الأبطال الشهداء من الجيش المصريفي موقع الماسورة جاؤوا من غزة، والتقدير الأكبر أنهم من كتائب القسام، الذراعالعسكرية لقيادة الانقلاب، وبالتالي لا يفترض أن تنخدع القيادات المصرية بكل دموعالتماسيح الصادرة عن قيادة حركة حماس في الداخل أو الخارج.
لا فرق بين ما يقولههذان الشيوعيان، وما تقوله المخابرات الإسرائيلية، لأن اتهامهما للمقاومة تجاوزمسألة الخلاف السياسي، ودخلمرحلة التنسيق الفكري، وهنا أسجل احتراماً خاصاً للكاتب "عدلي صادق"الذي كتب عشرات المقالات ضد حركة حماس، ولكنه في هذا المقام قال بالحرف الواحد: على الرغممن غضبنا من مسلك حماس على أصعدة عدة؛ لا يصح أن يدفعنا الخلاف إلى تطيير اتهاماتلحركة «حماس» بالتواطؤ أو بالتغاضي عن عمل آثم، طال أرواح ضباط وجنود مصريين، لأنهكذا منطق يخدم طرفين آخرين، لا يكنان الود للشعب الفلسطيني". في إشارة إلىالاحتلال الإسرائيلي، وإلى الإعلاميين المصريين الذين تعودوا على مهاجمةالفلسطينيين، ولا مرجعية لهم إلا "شلومو".