مع تمنياتي بمتعة القراءة
اللوحة للفنانة سوزان ياسين.
بلا ملامح
· شعر : لبنى ياسين
عليكَ أنْ تنتقي وجهكَ لهذا الصباح
ليستْ كل الأقنعةِ تتماشى
وستائر الحزنِ المعلقة
على وجعِ شفتيك
عليكَ أنْ تعدَّ ألوانَ غيابكَ
على أصابعِ الوقت
أن تمشِّطَ جبينَ أرقكَ
بوجهٍ يعرفُ تماماً
كيفَ يرسمُ خطا خيبته
ويدركُ مآثرَ ثرثرةِ الصمتِ
حينَ ينبتُ الضجيجُ بينَ جفني سؤال
ويستطيعُ أنْ ينثر بقايا ظلـِّه
على أبوابِ ذاكرةٍ تحتفي بالذبول
مهما ضاقتِ الشمسُ
عنْ مقاسِ جسدِ السماء
ومهما ألمَّ به جرحٌ نازف
ومهما كانَ طعمُ الظنونِ مرَّاً
***
عليكَ أنْ تختارَ وجهاً لك
كل صباح
لئلا يدركَ الآخرونَ
أنكَ مثلهمْ تماماً...
بلا ملامح
ملامح
· شعر : لبنى ياسين
هكذا تنسكبُ ملامحُكم في دمي
تغسلُ ملحَ وجعِي بكفينِ من دخانٍ
ألمحُني أبتسمُ للضوء
وأغمدُ خيوط َالليلِ في معصمِي
هكذا تنسابُ أصواتُكم في وريدِي
تكتبُ اشتياقي
صدى ناياتِ باكية
تملأ ُالوقتَ شغفاً
وتلونُ سماءَ أرقي
بقوسِ قزح
ألمحُ أناملـَكم تعيدُ تكوينَ الغيم
ترسمُ المسافات ثغراً تعبرُ منه
آلافُ الفراشاتِ الولهى
أحبسُ أرقِي بينَ شفاهِ حلمٍ قادم
أنحني لخيولِ الوقتِ العابرة
فوق حنيني
أفقدُ شفتيَّ عندما أقترفُ ندائي الأول
فتتلعثمُ يدي وهي تتفقدُ ملمسَ ظلالِكم
أطوفُ في خاصرةِ الجدبِ
الذي يشققني في حضرةِ غيابكم
يُشعِلـُـني الانتظارُ قنديلَ أمل
يستمطرُ أعشابَ فرحي
لعلي ألقاكم أيها المختبئون
في شغافِ البُـعد
عند انعطافِ قرصِ الشمس
على زاوية الغد
ساعة تبتسم لنا السماء
ويحكمني المدُّ حتى آخر عناق
--
لبنى ياسين
كاتبة وصحفية سورية
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات