أُخْتُ السماءِ
هبة الفقي
بيضُ القلــوبِ ووجههنَّهْ
إنْ هَــلَّ تدركْ سِحْرَهُنَّهْ
هَـــبَّ اليــراعُ مــغازلاً
ياليتَ يحســـن وصْفَهُنَّهْ
أُخْـــتُ السمــاءِ كأنها
تُلقـي الســـلامَ أَكُفُّهُنَّــهْ
تجــري بخفـــةِ فـارسٍ
والكـــونُ مضمارٌ لهنَّــهْ
بيـن النجـــومِ وبينهـا
همــسٌ يُزيِّنُ ليلهُنَّـــهْ
والبــدرُ باتَ وليفــــها
عهــدَ الوئامِ كمَهْــرِهنَّهْ
هي للجمالِ مليكةٌ
والغيثُ صار سفيرهُنَّهْ
تهفو الفَلاةُ لوصلها
والزهرُ يطلبُ ودَّهُنَّهْ
كم منْ ليــالٍ جــــدْبةٍ
وتخصبت من خيْرِهِنَّهْ
سبحان ربــي صاغها
فاق العجائبَ رَسمُهُنَّهْ
ميـاســـــةٌ مختـالـــةٌ
رقَّ الفــؤادُ لخطْوِهِنَّهْ
كالفاتنــاتِ عزيـــــــزةٌ
يسبي العقـولَ دلالُهُنَّـهْ
تصْفــو وتغضـبُ حسبها
حباً يداعــبُ روحَهُنَّــــــهْ
السحــــــرُ مينــــــاءٌ لـها
والريـــحُ باتَ سفينهُنَّــهْ
كمْ خِلْـــــــتُ أنِّي طائِــــــــرٌ
يُغْـــــريهِ طــــــرفُ بهائِهِنَّـهْ
أحــــلامـــــــــهُ نـــوراةٌ
محفـــورةٌ في قلْبِهِنَّــــهْ
يُلْقــي همـــوماً فــوْقها
فتَــــذوبُ بينَ ضلوعِهِنَّــهْ
هـي للحيـــاة فـــراشــةٌ
والفـــرحُ مِثلُ وليــــدِهِنَّــــهْ
الصبــــــحُ يحمـــل طلْعُـها
والليـــــلُ يحْتَضِـنُ الأجِنَّــــةْ
ما منْ سُبــــــــاتٍ عنــدها
ما دامَ ذكْــــــــرُ بـديعهُنَّــهْ
هبـَـةُ الإلــــــهِ ورحمـــــــةٌ
هلْ في الوجـــودِ كمثلِهِنَّهْ
تشقـى الخلائـــــقُ دونها
واللهَ تســــــألُ سُقْيَهُنَّــــهْ
يا قــــومِ إنــي عاشــــــــقٌ
آلاءَ ربِّــــــي كلَّهُــنَّـــــــــهْ
سيظـلُ قلبـــي زاهــــــــداً
كــلَّ التمتـــــعِ غيرهُنَّـــــــهْ
أرسلتُ حـــرفي سابحـــاً
عند النشـــاصِ يَزُفُهُنَّــــهْ
لغمــــامةٌ وسحــابــــــــةٌ
والمـــزنُ والغيــمُ اسمهُنَّــهْ
قطـــراتُ ماءٍ جُمِّعــــــــتْ
ربُ السمـــاءِ يــــدرهنـــَّـــهْ
24-12-2014