صحة المتزوجات أفضل من العازبات

تاريخ النشر : 2009-08-08
القراءة : 9177








لعل مما يثير استغراب بعض الناس، حقيقة أن المتزوجات من النساء يخلدن إلى النوم بشكل أفضل من غيرهن من العازبات أو المطلقات. فبالرغم من تراكم المسؤوليات العائلية والاجتماعية على المرأة المتزوجة، يُعد الزواج المستقر أحد عوامل اعتدال المزاج واستقرار الحالة النفسية، مما ينعكس بالنتيجة على طبيعة النوم أثناء الليل.

فقد أفادت نتائج دراسة حديثة على 360 إمرأة من أصول عرقية مختلفة في ولاية بتسبرغ الأمريكية، إستمرت مدة 8 سنوات، أن نوم المتزوجات أكثر استقرارا من غيرهن من أفراد العينة غير المتزوجات والمطلقات والأرامل. ووجد الباحثون تحسن طبيعة النوم بشكل ملحوظ لدى السيدات اللواتي ارتبطن بعلاقة زواج حديثة نتيجة للاستقرار العاطفي والإحساس بالأمان.

ومما لاشك فيه، أن عددا من العوامل تعمل سويا للتمتع بنوم هادئ لدى كثير من النساء المتزوجات، منها الثقة بالنفس والشعور بالسعادة وانخفاض مستوى التوتر، والاستقرار المادي والنفسي، إضافة إلى العلاقة الحميمية بين الأزواج. فقد أفادت بعض الدراسات وجود علاقة وطيدة بين تبادل الأحضان والقبلات بصورة حميمية بين الأزواج، وخفض مستوى التوتر ومعدل ضغط الدم الانبساطي. فمن المعروف علميا أن العلاقة الجنسية بين الأزواج تحفز على النوم الهادئ تبعا لإفراز "الإندورفينز" وهرمون "الأوكسيتوسين" أو مايسمى "هرمون الحب" المهدئ للأعصاب والخافض لضغط الدم خاصة لدى النساء، مما يساعد على التواصل العاطفي والأُلفة والمودة بين الأزواج، ويفسر الشعور بالراحة والنعاس مباشرة بعد العملية الحميمية، خاصة لدى الرجال.

وفي السياق نفسه، أفاد المركز القومي الأمريكي للإحصاءات الصحية في تقريره عام 2004، أن المتزوجين من الرجال والنساء، يتمتعون بصحة أفضل ويمارسون الرياضة أكثر من غيرهم، ويتعاطون كمية أقل من الكحول والسجائر، وأنهم أفادوا بمعاناتهم بدرجة أقل بكثير من أعراض الضغط العصبي، والصداع وآلام أسفل الظهر، مقارنة بغيرهم من المطلقين أو العزاب.

الدكتور أيمن بدر كريّم

إستشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم

مدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة