لذة الطمع
بقلم عبد القادر كعبان
تطلعت الى ملامح وجهه مفزوعة.. فقد صوابه على غير عادته.. ضرب الطاولة بيده و أخذ يصيح بانفعال..
- هيا تكلمي.. أفصحي عن لعبتك التي لعبتها معه.. ألم تخططا سويا لكل هذا؟.. بارتعاش قلت:
- عن أي لعبة تتحدث يا رجل؟!
دفعني بقوة.. أسقطني أرضا.. اتجه الى غرفتنا و فتح الباب بعنف.. شرع يجمع ملابسه.. محضرا حقيبة سفره.. حاولت أن أمنعه.. دفعني بعيدا مجددا.. - لقد ضيعت مستقبل ابنتك الوحيدة.. ها هي اليوم تنام بين أحضان رجل يكبرها بسنوات.. دفعتك لذة الطمع الى ذلك.. أغراك بالمال و أغراها بالهدايا الفاخرة.. وقفت لأسد باب الغرفة بجسدي المنفعل.. صاح بصوت عال:
- ابتعدي.. لن تمنعينني من الخروج..
قلت:
- الى أين ستذهب الآن؟!
- الى الجحيم.. أفضل أن أتركك تنعمين بحريتك حبيبتي..
خرج دون أن يضيف كلمة.. صفق الباب بقوة حتى اهتزت له النوافذ.. عاد المكان مظلما.. يلفه صمت رهيب.. لا يقطعه سوى تردد أنفاسي.. جلست على أحد الكراسي.. تراءت أمام عيني تلك الحقيقة.. صورة ابنتي الوحيدة مع ذلك المليونير العجوز.. يضحكان سويا.. يتبادلان الدعابات.. فجأة.. قرر أن يتجاهلها و يرحل.. للحظة.. تناهت الى سمعي صرخاتها.. كررت.. لا.. لا ترحل.. لا تتركني..عرفت للتو أن زوجي كان محقا.. أحسست حينئد بكراهية كبيرة حول نفسي الطماعة.. باغتني جرس الباب.. فتحته.. ظهرت هي (ابنتي الوحيدة).. باكية.. اقتربت مني و احتضنتني بقوة.. حينها انبعثت من جسدينا رائحة الطمع الكريهة..