منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الغزو الفكري وأثره في العالم الإسلامي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    منذ أن بزغ فجر الإسلام قام الصراع بين المسلمين والذين كفروا
    من أهل الكتاب, وهو حلقة من سلسلة
    الصراع القائم بين الحق والباطل
    من لدن آدم عليه السلام إلى
    أن يرث الله الأرض ومن عليها
    وامتد الفتح الإسلامي في أطراف الأرض
    وتقلصت بلاد النصرانية
    حتى حصرت في بعض أوربا تتربص
    بالمسلمين وتنتظر منهم غفلة وضعفا
    حتى لمست ذلك أيام الحروب الصليبية, فقامت
    بحملاتها تقذف بلاد الشام وقدسها
    بالجيوش العاتية فاحتلت البلاد
    وأسّست دويلات, ولكن المسلمين
    الذين أفاقوا من غفلتهم سرعان
    ما رجعوا إلى ربهم, فوحدوا صفوهم
    وانطلقوا تحت راية صلاح الدين
    وإذا العقيدة الإسلامية نار تحرق الصليبين
    وتطارد فلولهم, وترد أوربا المنهزمة
    على حقدها ومكرها, فتفكر في
    الوسيلة المجدية في إضعاف المسلمين
    والتسلط على بلادهم, ورأت أنّ ذلك
    لا يتم إلاّ بإضعاف العقيدة في
    نفوس المسلمين, وإبعادهم عن مصدر قوتهم. وهكذا بدأت
    تمهّد هذه المرة للاستعمار العسكري بالاستعمار الفكري
    لأنها عرفت أن الإنسان إذا فقد العقيدة فقد القوة والمنعة
    وأخذت أوربا ترسل جيوش المبشرين
    إلى الشرق محاولة أن تنزع
    من المسلمين حبهم لدينهم
    وتمسكهم بإسلامهم, وإذا كانت
    قد فشلت في أن تدخل المسلمين
    في النصرانية في أكثر البلاد الإسلامية
    فإنها قنعت أن تفسد العقيدة
    والأخلاق في نفوس المسلمين
    فتنزع من هذه النفوس اعتزازها بأمتها وتعاليمها
    ففي مؤتمر القدس الذي عقده
    المبشرون أيام الاحتلال البريطاني
    خطب القسّيس (زويمر) رئيس المبشرين
    في إخوانه المؤتمرين
    فبيّن لهم أهداف التبشير الحقيقة
    وقال في بعض خطبته
    "إن مهمة التبشير ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها
    في البلاد المحمدية ليست هي
    إدخال المسلمين في المسيحية
    فإن في هذا هداية لهم وتكريما
    وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم
    من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله
    وبالتالي فلا صلة
    تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم
    في حياتها, وبذلك تكونون
    أنتم بأعمالكم هذه طليعة الفتح الاستعماري
    في الممالك الإسلامية...لقد قبضنا أيها الإخوان
    في هذه الحقبة
    من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا
    على جميع
    برامج التعليم في الممالك الإسلامية
    ونشرنا في تلك الربوع مكامن التبشير ..."
    إلى آخر ما قال
    فالتبشير الذي هو استعمار فكري
    كان إذن لخدمة الاستعمار العسكري
    وتمهيدا لدخول الجيوش الأجنبية
    وضمان لبقائها في البلاد, وكان
    هذا الاستعمار العسكري الفكري
    يعمل ضمن مخططات مدروسة
    ويستعين بشتى الوسائل الممكنة
    فقد هال المستعمرون ما رأوه عليه
    المسلمين من وحد روحية وعادات
    وآداب مشتركة, فحاولوا تحطيم
    هذه الوحدة, وتمزيق وشائج القربى
    بين المسلمين, فأثاروا النعرات القومية
    وشجعوا أصحابها, وتآمروا
    على الخلافة الإسلامية حتى
    قضوا عليها, ليجعلوا بأس المسلمين
    بينهم ليعودوا أمماً ضعيفة
    لا تملك من أمرها شيئا... ورأوا في اعتزاز
    المسلمين بدينهم واحترامهم لنبيهم
    خطرا عليهم؛ لأنه يجعل الغربيين
    الكافرين الغرباء مكروهين
    لا يركن المسلمون إليهم, ولا يثقون بهم
    ولا يقبلون حكمهم, فحاولوا تغيير
    هذا ولجأوا إلى وسائل كثيرة منها
    فتح المدارس التبشيرية الكثيرة
    وتزويدها بالأساتذة الحاقدين على الإسلام
    والإكثار من الإرساليات التبشيرية
    التي تنشر باسم الدين الدسائس
    على الإسلام والشبهات والمفتريات على نبي المسلمين
    وإنشاء المستشفيات, ومداواة
    المسلمين مجانا لكسب ثقتهم
    وحسن الاتصال بهم, ومنها نشر
    الكتب التي تدسّ على الإسلام
    باسم العلم والمدنية والثقافة
    وتشجيع المجلات الخليعة الأدب الماجن
    والسيطرة على دور النشر
    لإفساد النشء الجديد وتمييعه
    ومنها قبول عدد كبير من أبناء
    المسلمين للدراسة في جامعاتهم
    وتغذيتهم بأفكارهم, ومنها
    تمجيد الحضارات القديمة التي كانت
    في جاهلية الشعوب الإسلامية
    لإلهائها عن نبيها وتاريخها وحضارتها
    ومنها السيطرة على مناهج
    التعليم في بلاد المسلمين
    لتوجيهه كما يريدون, وذلك
    بإمدادهم بالنظم والخبراء
    والعمل على تعيين تلاميذهم ومريدهم
    في الوظائف التعليمية الحساسة
    ومنها تشجيع المذاهب
    والمبادئ الهدامة من شيوعية
    ووجودية وفوضوية وقومية
    بتشجيع دعاتها لإشغال المسلمين
    عن دينهم وإلهائهم عن حقيقة عقيدتهم وشريعتهم
    ومنها إفساد المرأة ودعوتها
    إلى التبرج باسم الثقافة والحرية
    والتقدمية لتفسد الأسرة وتصرف
    الشباب عن دينهم إلى شهواتهم
    وقد كان لهذه المخططات
    الخبيثة أثرها في المسلمين
    مما عمل في إضعافهم وتمكين
    المستعمرين في بلادهم
    ولو اقتصر أثرهم على عدد
    من المسلمين دخلوا النصرانية
    وارتبطوا بالغرب وثقافته نهائيا
    لهان الأمر, ولكن أثر الغربيين
    في بلادنا كان أبلغ وأخطر
    فقد راع المسلمين ما هم عليه
    من تخلف مادي وحضاري
    وتأخر في مجال العلوم والمكتشفات
    ورأوا الغرب يرفل في ثياب المدنية
    وظنوا ذلك مرتبطاً بالإسلام
    وما فيه من تعاليم, فأعجبوا بالغرب
    وبكل ما يأتي به الغرب
    وعلى رأس هؤلاء الشباب الذين
    درسوا في المدارس التبشيرية
    وتأثروا بتوجيهها, أو مضوا إلى الغرب
    ينهلون من ثقافته وعاداته
    ثم رجعوا إلى بلادهم وفي أعماقهم
    احترام الغربيين, واحتقار أمتهم
    وما هي عليه من عقيدة وثقافة
    وعادات, وحاولوا جاهدين أن ينشروا
    المدنية الغربية في بلادهم
    وقد أسهم الاستعمار بما له من نفوذ
    في بعض الأقطار الإسلامية
    في أن يرفع من قدر هؤلاء
    ويلفت إليهم الأنظار, ويوليهم
    المناصب الحساسة الموجهة في البلاد
    وقد كثر هؤلاء, وسيطروا على سياسة التعليم
    وخرّجوا أجيالاً تؤمن بما يؤمنون
    وقد تربى هؤلاء على العقيدة
    القومية ودعوا إلى الحرية
    في الأخلاق ليفلتوا من رقابة المجتمع
    ودعوا إلى تحرير المرأة
    ولحاقها بالمرأة الغربية. ولم تقف
    هذه الفئة عند حد في تقليد
    المجتمع الأوربي وأبت إلا أن
    تخرج المجتمع الإسلامي من
    دائرة الإسلام وتقطعه عن ماضيه
    وتعلن التلمذة على الغرب
    والاستسلام لكل ما يأتي من
    عنده, حتى بلغ الأمر ببعضهم أن
    يقدس الغربيين, ويتباكى عليهم
    إذا كانوا مستعمرين
    للبلاد وأكرهوا أن يخرجوا منها

    خاطب الناس على قدر عقولهم.. ولا تحدثهم بما لا تبلغه أفهامهم

  2. #2
    كلام صحيح ومازال الزحف لتشويه الفكر الاسلامي يعمل بقوة لذلك فمهمة المسلم اكبر ممانعتقد فنراه يتيه عبر افتاءات هناك ماهو اهم منها وهو حفظ مجتمعه من عبث مبادئ لاحادة لنا بها تشوه اكثر مماتبني
    اخشى ان يكون مقالا يحتاج لتصنيف قي القسم الادبي قسم المقاله
    دمت بخير وجزاك الله خيرا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    مقال مهم
    مشكور أخي
    لي عودة

المواضيع المتشابهه

  1. القدس الفتح الإسلامي الغزو الصليبي الهجمة الصهيونية
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-23-2015, 04:36 AM
  2. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-10-2014, 11:06 AM
  3. الغزو الفكري في المناهج الدراسية أولاً في العقيدة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-24-2014, 10:59 AM
  4. الغزو الفكري بين الحظر والسماوات المفتوحة
    بواسطة إسماعيل إبراهيم في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-24-2009, 05:45 PM
  5. العالم الإسلامي بين الغزو العسكري والغزو الفكري
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-25-2006, 10:05 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •