|
أخي خطاطبة
أشكرك لثقتك بي لحل مثل هذه المعضلات القائمة بين العروضيين , وأصدقك القول إن بقينا على هذا الحال , فلن نضيف شيئاً بقدر ما يضيع منا أشياء ,
إن تفاعيل الخليل لا تزيد على ثماني , وهي
متفاعلن/ مفاعلتن/
مستفعلن / فاعلاتن / مفاعيلن / مفعولاتُ
فاعلن / فعولن .
أما التفعيلة ( فعلن الخببية فتأتي من غير وتد , وهي بسيطة التركيب , واستعملها الشعراء , وهي من الوزن الثنائي . مكونة من سببين خفيفين أو سبب خفيف وآخر ثقيل .
والخبب له بحران كل منهما مستقل عن الآخر :
ــ ــ / ب ب ــ / الخبب الأول
ــ ــ / ــ ب ب / الخبب الثاني
ورغم أن السبب الثقيل يزن ويعادل السبب الخفيف , إلا أنه يمنع عروضياً اجتماع التفعيلتين معاً هكذا .
ب ب ~ /~ ب ب فعلن فاعلُ
والسبب في ذلك لأجل السماح للنبرة القوية أن تكون على السبب الخفيف , لكي ينتظم الإيقاع ,
ولا يجوز تجاور نبر مع نبر آخر كالصورة السابقة , كما لا يجوز تنافر النبران مثل:
~ ب ب /ب ب ~
لهذا لا يجوز في الخبب إلا صورة واحدة من التفاعيل المتماثلة .
إما أن يكون من تتابع
ب ب ~ ب ب ~ ب ب ~ ب ب ~ ــ ~ــ
أو من تتابع
~ ب ب ~ ب ب ~ ب ب ~ب ب ~ ــ ~ ــ
بالرغم من جواز وجودهما معاً موسيقياً بل وإن الأذن قد تتقبل هذا التتابع ولو بعسر .
هذا إن أردنا أن ننصف الحق , ونعطي العروض حقه وأمانته .
وأما التفعيلة ( مستفعلتن) التي أتيت بها يا أخي , فهي مستحدثة ولن توجد من ضمن تفاعيل الخليل , بل فيها ازدواجية خببية متماثلة . أي انها مكونة من
تفعيلتين خببيتين , ومن الخطأ أن نعيدهما إلى أي بحر غير بحر الخبب .
أرجو أن أكون قد أعطيت الجواب حقه ,
وأنتظر رد العروضيين على ذلك , فأنا بشر فلربما يأتي عروض ويبطل أقوالي , ولا ما نع إن كان له دليل غير هذا الدليل .
|
|