حديث الروح
ولدي يا زهرة الربيع التي ذبلت قبل أن تشبع من ماء الحياة ...فاجأها الخريف ودعاها فلبت نداءه وسقطت...ورحلت معه طائعة.
طارت أوراق الرواية قبل أن تكتمل فصولها...تبعثرت أحرفها وكتبت نهايتها باختصارٍ شديد...شديدٍ وغير متوقع...طويت وحلقت إلى البعيد ...كل شيء ضاع ..الأحلام والمستقبل والغد ..حتى الكلام ....فقد اليراع كل بريق البلاغة والمعاني....لجمت الفاجعة لساني فشلت أفكاري وتشوشت صوري ولم يبقى سوى ذكريات مريرة وعيون ماطرة..وكيف لا..وقد انفطر قلبي حزناً من سفر مفاجئ ورحيل بلا وداع....
كيف لي أن أستوعب في غمرة آلامي أن ما حدث حقيقة وليس خيال ...حلم مزعج ولابد سأصحو منه....أمني نفسي ولكن يصدمني الواقع المر فتلمع الحقيقة أمامي وتصعقني فأهذي ولا أريد التصديق فأطلق العنان لدموعي لتنهمر علّها تخفف من ثورة أحزاني الجامحة التي لا أظنها ستهدأ وتنتهي أبدا ولو طويت الأيام ومرت السنين.
أديبة نشاوي