عماد عبد الهادي-الخرطوم
"لست كلاً على العالم كلا... لست عالة... لست رقما... لست حرفا في شهادات الكفالة", كلمات وأشعار رددها معاقون من كل الفئات والأعمار والأجناس وهم يعرضون ما أنتجته أفكارهم ومهاراتهم في ليلة احتفالهم بيوم المعاق العالمي.
رغم تزايد أعداد المعاقين بسبب الحروب التي شهدتها البلاد في جنوبها وغربها وشرقها, ما زال المعاقون يتمسكون بأمل السلام والأمن والرفاهية, لكنهم يتمنون تخلي المجتمع عن نظرة الشفقة التي تواجههم في كل مرفق، ويشيرون إلى ما يتفوقون به من مهارات في كافة المجالات.
عوض محمد علي يشتكي نظرة المجتمع السوداني السالبة إلى المعاقين (الجزيرة نت)تضيف
ازدياد عدد المعاقين
عوض مصطفى محمد علي (وهو من المكفوفين) عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان شعبة حقوق المعاقين يقول إنه لا يوجد إحصاء لعدد المعاقين "ولو من باب التجربة", إلا إحصاء 1993 الذي جرى في 16 ولاية شمالية بلغ فيها عدد المعاقين نحو 385 ألفا بأصناف الإعاقة الأربع (حركية، مكفوفين، صم، معاقون ذهنيا), لكنه يشير إلى أرقام تتحدث عن نحو ثلاثة ملايين معاق حاليا.
ويشير محمد علي إلى مواقف المجتمع السوداني السالبة من المعاقين الناتجة عن الموروثات القديمة، فهم يعانون في مداخل التعليم وعدم التوظيف "لأن هناك تمييزا بسبب الإعاقة".
عبد الباسط حبيب شيخ يمارس هوايته في صناعة أنواع متفرقة ومتنوعة من الأحذية, وهو لا يرى في الإعاقة أي مشكلة "طالما أننا قادرون على تحديها والتعامل معها بواقعية"، فهو بدأ العمل في هذا النشاط منذ أربع سنوات حصيلتها زبائن ومعارف وأصدقاء.
شعور بالدونية
غير أن غازي عبد الوهاب الذي بدا على وجهه شيء من السعادة يدعو المجتمع إلى أن يعامل المعاقين بنوع من المساواة "ويترك الشفقة الزائدة", فالمجتمع يعامل المعاق حاليا على أنه إنسان ناقص ونظرته كلها شفقة "فيشعر في بعض الأحيان بأنه عالة على الآخرين".
ويعمل عبد الوهاب الصناعات اليدوية منذ 1987 ولا يشعر بالحاجة إلى مساعدة أحد, لذا يدعو جميع المعاقين إلى إبراز مواهبهم والتواصل مع المجتمع دون حساسيات.
تضيف نجوى- هي في القائمين على أمر التوظيف والاختيار.
نجوى إبراهيم: الإعاقة ليست مشكلة لكن المشكلة في القائمين على التوظيف (الجزيرة نت)
اعتماد على النفس
أما المعاقة حركيا الطالبة نجوى إبراهيم إسحق فتقول إن عملها اليدوي من الهوايات التي تتمتع بها منذ الصغر، لكنها تشكو عدم إتاحة فرص العمل للمعاقين.
وتقول للجزيرة نت إنها تعتمد على نفسها في متطلبات الدراسة واحتياجاتها "لأنه لا توجد جهة يمكن أن تدعم ما نقوم به من عمل مميز، فقط نحاول الكسب الحلال من هذه المواهب التي طورناها دون انتظار معونة من أحد".
وتحمل نجوى التي تواصل دراستها العليا في جامعة النيلين بكلية تنمية المرأة من الشهادات ما يكفيها للمنافسة على أي وظيفة بالدولة "فالإعاقة لم تشكل بالنسبة إلي أي مشكلة", لكن المشكلة الرئيسية –
تضيف نجوى- هي في القائمين على أمر التوظيف والاختيار.
عن الجزيرة