يــا أمــة عَلِقَـتْ فــي غيهــب النفــق****تغـوص في بحــرِ أوهــامٍ بــلا أفـــق
مذعورة أنْتِ في أحضـان زوبعــــة****مجروحـــة مثلما أدْمى الجوى شفقـي
عُرِّيتِ و انهارت الأوراق و انتفضت ****و الآن ما عاد من سِتْرٍ و لا ورق
الوهن فيـــك أفـاض الكأس منتصـرا****و الوهن إن سكن الأرواح لـم تـفــقِ
قلبي يَذوق كــؤوس القهـر معتصـرا**** يخشى عليك هوانَ التيه فـي الطـرق
عودي فـــإنَّ جنــود الليل آتيــــــة****تصبــو إليك بداعي اليـــأس و الفــرق
لا تحسبــي ضحكة الأنذال تكرمة****بـــل أنَّـــةٌ جَنَحـتْ مـــن حاقــد نـــزق
فالخَلْقُ في المكر ماض غير مُلتفت ****و البِرُّ بالبحـر متـروكٌ إلـى الغــرق
أين المحاسن من إحسان من سبقوا****أصحاب فضل على الإحسان في سبق
إلى الشهامة قد ساروا بموكبهـــــم****يَعْلــــون من طبق غُـــــرٍّ إلى طبــــق
العلم مِشْعلهم و المِسـك نسمتهــــم****و الهـديُ مركبهــــم وضّــاح كالبُــرُق
قد أوشكتْ تُزْهِرُ الصُّمُّ الصِّلاب لهم ****أبهى الـورود و أذكاهـــا لمنتشــق
هي الحياة و لا يُقضى بهـا غرض****إلا لمــن جـــاد بالمجهـــود والعــرق
هُبيّ أيا صِنوة العنقـاء فــي شمـــم****و اسْعَيْ إلى حُظوة الإشراق بالرمـق
إن الجهود إذا الإصـــرار يتبعهــــا****تأتــي بفجــرٍ منيرٍ ساحِـــر الألـــق
و اسْري إلى مكمن الأنوار في جلـدٍ**** و استبشـــري بغــدٍ للمجــد مُعْتَنِـق