طائرة ورقية - وأحلام أطفال غزة
أحمــــد عدوان
بينما كنت أتفقد كالعادة قائمة المسنجر لدي التي تتعدي 100 متصل طالعني قريب لي من قطاع غزة الحبيبة بصور تذكارية أعادت إلي شهيتي في الكتابة والتي فقدت شيئاً فشيئا حتي أنني طرحت القلم جانبا غير مكترث لأي نتائج مترتبة لذلك تمعنت في الصور التي أرسلها إلي وزدت تمعناً حتي أصابتني الحيرة في أمري أنه لن يمر اليوم حتي أكتب مقالاً ولو لم يكن علي النحو السابق في أسلوب الطرح المعتاد وتناول الموضوع من جميع جوانبه .
الصور لم تكن غريبة وذات البهجة التي أرتسمت علي وجوه الاطفال الذين اطلقوا لابداعهم و لجموحهم في ايصال صوتهم للعالم بأسره من خلال ذلك المهرجان الحاشد في أعداد 6000الاف طائرة ورقية لتغطي سماء غزة بألوان الصفاء الطفولي وأبداعتهم ليكسروا بأمالاهم حاجز الحصار الذي زاد عن وصفه بأنه أجحاف بحق مليون ونصف مواطن فلسطيني بالقطاع .
رسائل كثيرة يمكن أستخلاصها من تلك الصور فقد بدت صورة التحدي بالغه ذروتها وقد وضح في ذات الأونة أن غزة تريد الحياة وأنها لن تستلم لحصار ومؤامرات التجويع لهذا الشعب فخرجوا أطفال غزة ليعلنوا للعالم بأسرة أن الوطن لا يمكن أن يباع وأن الفرحة لا يمكن أغتصابها .
الحديث عن مشهد الطائرات الورقية في السماء بأيدي أطفال غزة لا يمكن أن يكون مشهدا مصطنعا او مشهدا عاديا لان الطائرة التي تطير بيد طفل فلسطيني ورائها ألف معني فهي تعبر من خلفها عن ألوان للحياة حياة تكتنفها المشقة والالم ومعاناه الحصار التي زادت علي حدها ليحولها أبناء القطاع الي تحدي يقسم ظهر جلاديهم ليخلقوا لانفسهم جوا يتعايشون فيه يرسمون البسمة رغــم كل الألم .
أنا لا أدري ما بال أطفال غزة فكل أمرهم خير فهم الصابرون الشاكرون لله في السراء والضراء فقد طالعني أيضا ذلك القريب العزيز ، أن هذا المهرجان قد أدخل أطفال قطاع غزة موسوعه جينيس في تحطيم الرقم القياسي حيث فوزهم علي ألمانيا التي وصلت الي 800 طيارة وبهذا دخل أطفال قطاع غزة الموسوعة ب 6000 طيارة .
ليس غريبا علي أطفال غزة كل هذا الأبداع والعطاء فهم شباب الغد وليس ببعيد عن ذكراتنا محمد الدرة وهدي غالية والكثير من الأطفال الذين ضحوا بأرواحهم فداء الوطن فهم طليعة الغد أخيرا سيكسر الحصار رغم أنف الجلادين ولو بعد حين لأن أطفال غزة قبل رجالها ونسائها مؤمنين بحقهم في الحياة بكرامة كما كل العالم فالحرية لكم أهل غزة
من ايميلي