لماذا لا يحب الطفل الذهاب إلى المدرسة
المصدر عبد الرحمن الدباغ
جريدة بلدنا
15 / 03 / 2007
في محاضرة عن المشاكل السلوكية عند الطفل والمراهق
لماذا لا يحب الطفل الذهاب إلى المدرسة ؟؟؟؟
ضمنَ نشاطاتِ جمعية الأصالة الثقافية في شهر آذار ألقى أول أمس الأربعاء الدكتور " رياض العاسمي " رئيسُ قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية في جامعة دمشق محاضرة في قاعة زنوبيا في حمص، وأشار الدكتور"العاسمي" في بداية محاضرته إلى أن نموَّ الطفل يتحدَّد بعدة عوامل، بعضُها صادر عن الطفل بما يتميَّز به من خصائص ذاتية، وبعضها نابعٌ من البئية التي يتفاعل معها ويتأثر بها تأثيراً كبيراً، ثم شرح الدكتور "العاسمي" خلال محاضرته أهمَّ المشاكل التي تواجه الطفل والمراهق من الناحية السلوكية ومنها الاضطرابات النفسية التي تشمل الاضطرابات الوجدانية الفصامية وهناك اضطرابات تسمى العصابات وهي عبارة عن حالة نفسية تسلب قدرة الفرد جزئياً وليس كلياً، كما يوجد من الاضطرابات اضطرابات القلق عند الأطفال.....
ونوَّه المحاضر إلى أنه توجد بعض أنواع القلق تزول بزوال الموقف، إضافة للهستيريا التي هي حالة نفسية انفعالية حيث يعيش صاحب الحالة في عالم من الفراغ وقد تكون الهستيريا زمانية أو مكانية، وأوضح أن أسباب الاضطرابات إما أن تكون وراثية أو جسدية أو عوامل اجتماعية أو نفسية.
وتناول بعد ذلك الدكتور "العاسمي" في محاضرته موضوع: لماذا يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة في اللحظات الأولى ؟؟ حيث أكد الدكتور "العاسمي" أن الطفل في هذه المرحلة ينتقل من بيئية إلى بئية أخرى، موضّحاً أن الطفل إذا كانت علاقته الارتباطية بينه وبين الأب والأم سليمة فمرحلة الذهاب إلى المدرسة ستمرُّ بكل سهولة ويسر على عكس إذا كانت العلاقة بين الأم والأب والأطفال متوترة، مشيراً إلى ما يقوم به الطفل من ردَّات فعل، والتذرع بالححج لعدم ذهابه إلى المدرسة، مضيفا أن من أسباب ابتعاد الطفل عن الذهاب إلى المدرسة علاقة غير متوازنة بين الأم والأب ويدرك الطفل هذه العلاقة ويصبح الطفل خائفا عندما يذهب إلى المدرسة ويعود إلى البيت ولم يجد أمه فيربط بين ذهابه إلى المدرسة وبين غياب أمه عن البيت، لذلك يرفض الذهاب إلى المدرسة لحماية الأم من سلطة الأب، ومن أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة أيضاً هو أن يذهب إلى المدرسة ويعود إلى البيت ويجد أحد أقربائه أو أفراد أسرته قد توفي فيربط بين الوفاة وذهابه إلى المدرسة.
وأوضحَ الدكتور "العاسمي" أنه من أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة هو تمسك الأم بالطفل مشيراً إلى أهمية هذا الموضوع لما يشكله في المستقبل من اضطراب أسلوب في حياة الطفل، وعن علاج هذه الحالة أشار الدكتور رياض أن العلاج يبدأ من خلال الأم وذلك عن طريق حلِّ العلاقة الاعتمادية بين الطفل والأم عبر جعله أكثر استقلالية في اتخاذ القرارات وأن يستطيع التوافق مع بئيات كثيرة وجديدة مضيفاً إلى أن من أساليب حلّ إشكالية الذهاب إلى المدرسة هو أسلوب التحصين النفسي للطفل عبر مساعدة الوالدين للطفل قبل ذهابه إلى المدرسة وإيصاله في الفترة الأولى للصف ثم في المرحلة الثانية إلى باب المدرسة ثم إلى باب المنزل وصولا إلى باب الغرفة، مشيراً إلى عدم قيام الأمهات بتخويف أبنائهن عند ذهابهم إلى المدرسة بـ " غرفة الفئران" لأن ذلك يساعد في تشويه صورة المدرسة في عقل الطفل، وأن يقوم الأب والأم بتخفيف المشاكل الداخلية وإن حدثت هذه الخلافات فبشرط ألا تكون أمام الطفل، كما لا يجب تفضيل أبناء على أبناء آخرين.
وذكر الدكتور "العاسمي" خلال المحاضرة أنه أيضاً من المشاكل التي تواجه الطفل هي مشكلة التبوُّل اللاإرادي ومن مظاهر هذه المشكلة صراع داخل الفرد، وشرح بعض الإرشادات العامة لحل مشكلة التبول اللاإرادي عند الطفل من خلال أن تذهب الأم بابنها قبل النوم إلى الحمام وأن لا تكثر من السوائل للطفل قبل النوم كما يجب أن يكون المكان بين غرفة الطفل والحمام مضاءً طوال الليل، ومن المشاكل التي تناولها الدكتور "العاسمي" مشكلة السلوك العدواني عند الطفل، حيث يمكن أن يكون العدوان مادياً من خلال إيذاء ممتلكات الآخرين أو عدواناً رمزياً عندما يتجاهل الطفل من يتحدَّث إليه.
وختم الدكتور "العاسمي" المشاكل السلوكية عند الطفل والمراهق بمشكلة النشاط الزائد لدى الأطفال الذي يتعلق بنقص الانتباه ويؤدي إلى حركة فوضوية وأسباب النشاط الزائد كثيرة قد تكون بسسب الأسرة وما تقدّمه الأم للطفل من ملونات، بعد ذلك دار نقاش بين الحضور والدكتور "العاسمي" حول مشكلة الكذب وحول التلفزيون وكيفية للتحكم بمخاطره.
آخر تحديث ( 15 / 03 / 2007 )