إقـــرأ
لا ننسى كمسلمين ان أول ما أُنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من القرآن الكريم كان : (( اقرأ )) ، لكن أين نحن من هذه الكلمة ؟؟؟ أين أبنائنا من اقرأ، أين مجتمعاتنا من القراءة ؟ ماذا أضفنا على ثقافتنا وماضينا الغني ؟؟ أم أننا لم نضف شيئا جديدا إنما عدنا للخلف!!
كثيرا ما نسمع ونقول ‘‘ أمة اقرأ لا تقرأ ‘‘ لكن بداية هل هذا الكلام صحيح ؟؟؟ وان كان صحيحا فمن المسئول عن هذا التقصير ؟؟ وكيف يكون الخروج ؟؟
حسب الإحصاءات العالمية فإن معدل القراءة لدى الفرد العربي من ادني معدلات القراءة في العالم، إذ تشير هذه الإحصاءات إلى معدل الفرد العربي على مستوى العالم هو ربع صفحة فقط!! بينما متوسط المواطن الأمريكي هو 11 كتاب وليس 11 صفحة !!!
وحتى دون الاستدلال بالإحصاءات العالمية يمكننا الدخول إلى المدارس والمؤسسات الثقافية في العالم العربي لنرى قلة يل ندرة عدد القرآء ، بل فلندخل إلى المكتبات ونسأل البائع عن عدد الكتب التي يبيعها باليوم الواحد أو حتى في الشهر !! بل إن إحصائيات منظمة اليونيسيف والجامعة العربية ( سنة 2006 ) تشير إلى أن نصف النساء العربيات لايعرفن القراءة!! وان عشر ملايين طفل خارج المدارس في الوطن العربي الكبير!!
إذا المشكلة موجودة وبشكل كبير ومؤثر بل لايخفى على احد مقدار الانحدار الذي وصل إليه المواطن العربي من حيث القراءة والإقبال على الكتب.
لكن ما سبب ذلك ؟ هل صحيح أن الثورة التكنولوجية وثورة المعلومات والانترنت هي السبب؟؟ أم أن السبب هو مايعانيه المواطن العربي من فقر وانشغاله بالبحث عن لقمة الخبز أنساه البحث عن غذائه الروحي والعقلي ؟ أم إن الظلم الواقع على الشعوب العربية حرمها من التفكير بالكتاب والقراءة؟؟
قد يكون مجموع هذه الأمور هو السبب في ما وصل إليه الشارع العربي من تراجع في مستوى إقباله على الكتاب والقراءة .
كيف هو الخروج من هذا ؟ وكيف يمكن لنا أن نعود امة اقرأ؟؟
· استغلال المناهج المدرسية لتشجيع الطلاب على القراءة والإقبال على الكتب
· أن تعمل الأسرة على جعل الكتاب شيء مألوف لدى الأبناء وذلك عن طريق منحه لأطفالهم وهم في سن مبكرة وعمل المكتبات الخاصة بهم والعودة إلى حكاية ما قبل النوم ويا حبذا لو كانت من كتاب ليتعود الطفل على الكتاب وتزيد من رغبته على اكتشاف ما يحويه بين دفتيه.
· تفعيل المكتبات العامة والعمل على توفرها في كل قرية وحي ، وذلك ليس صعبا إذ يمكن استغلال مكتبات المساجد ،خاصة وان كل حي تقريبا يحتوي على مسجد .
· إقامة المسابقات التشجيعية في القراءة كأكثر قارئ وأفضل قارئ.
· إقامة ورشات العمل التي يتم فيها تبادل الخبرات حول القراءة .
· أن تعمل الصحف على تخصيص صفحة اسبوعيا للتحدث عن مجموعه من الكتب المختلفة وتلخيص عدد منها وذلك لتشجيع المواطنين على الإقبال على هذه الكتب
· أن تعمل الحكومات على خفض أسعار الكتب – طبعا مع عدم إهمال حال الكُتاب والمؤلفين – لتكون في متناول الطبقات الفقيرة في المجتمع.
· تشجيع المراكز الثقافية وتقديم الدعم اللازم لها ، على أن تقوم هذه المراكز بالدور المطلوب منها
· إقامة الانشطه التشجيعية العامة ، كالمهرجانات والأسابيع الثقافية كإسبوع اقرأ واسبوع الكتاب.
· تشجيع التهادي بين الناس بالكتب .
· استغلال القنوات التلفزيونية للترويج للقراءة والكتاب عن طريق البرامج الهادفة المدروسة والتي تستهدف كافة الفئات والأعمار.خاصة إذا علمنا مقدار الدور المهم والمؤثر للقنوات التلفزيونية على شبابنا ، فحسب استطلاع أجراه مركز الرادادي على الإنترنت : إن القنوات التلفزيونية كانت السبب في تبرج 17% من شابات العالم العربي.
بقلم ثامر سباعنه
فلسطين
2-4-2010م
Sbana3@yahoo.com