سوء التغذية وفقر الدم يؤخران ظهور الدورة الشهرية
تحيض الأنثى كما هو معروف مرة واحدة كل شهر ويستمر الحيض عادة من ثلاثة أيام إلى خمسة أو سبعة أيام وقد لا تكون الدورة الشهرية دائماً منتظمة وانما تعترضها مشاكل عدة ومضاعفات كثيرة منذ بداية انطلاقها أو بعد انتظامها بعضهن يأتيهن الحيض في البداية مرة كل شهرين او ثلاثة اشهر وبعضهن الآخر يأتيهن كل اسبوعين أو ثلاثة اسابيع هذا الانحراف في الدورة الشهرية يسبب ازعاجاً وقلقاً عند المرأة خاصة اذا كانت عندها اخوات او صديقات يأتيهن الحيض بانتظام دون أية مشاكل فيجب على الفتاة ان لا تقلق من هذه الظاهرة فلو كانت الدورات الشهرية لدى كل الفتيات دقيقة ومنتظمة لما كتب في الطب النسائي اية كلمة وان استشارة الطبيب النسائي المختص تحل معظم المشاكل بأهون السبل ولكن هناك بعض الانحرافات في الحيض قد تحدث في سن البلوغ والمراهقة يجب على الفتاة ان تتعرف عليها زيادة في الايضاح والاطمئنان، لعل اكثر ما يقلق الفتاة والمحيطين بها تأخر ظهور الحيض حتى سنة السادسة عشرة او الثامنة عشرة من عمرها فلا تظهر اية علامة من العلامات التي تشعر بها كل فتاة عادة قبيل نزول دماء الحيض، كما تتأخر ايضاً علامات الانوثة الثانوية التي تحدث عادة من بداية سن النضوج، كتضخم الثدي وبروزه وكثافة الشعر في العانة وظهور بشارة الحيض أي الافرازات المخاطية النقية من المهبل التي تسبق الحيض عادة وكذلك النمو في الطول. كل هذا بالطبع يولد لدى الفتاة قلقاً نفسياً شديداً وتساؤلات مشروعة عن ظاهرة تأخر ظهور الحيض عندها. ويعود تأخر ظهور الحيض عند الفتاة لسببين رئيسيين هما:
1- النضوج غير الكافي اي عدم النمو الكافي واللازم للانوثة والانجاب الذي تعود اسبابه الى نقص في افرازات الغدد الصماء فالغدد التناسلية على اثر امراض باطنية كالسل الرئوي والحميات والتسمم والروماتيزم وسوء التغذية ونقص الفيتامينات في سن الطفولة والبلوغ وفي هذه الحالة، تكون الاعضاء التناسلية هزيلة والمهبل قصيرا جداً والرحم صغيرا طفيلياً والمبيضان صلبين تبعاً لذلك تكون الدورة الشهرية نادرة الحدوث وشبه معدومة وكمية الدم الشهري شحيحا وعملية التبويض شبه معدومة لذلك يكون الحيض نادر الحدوث وينزل في سن متأخرة. وتكون معالجة عدم النضوج باعطاء الفتاة كمية وافرة من الهرمونات الانثوية (الاستروجين) التي يفرزها المبيض والتي تساعد على نمو الاعضاء التناسلية وتغذيتها بالدم وتؤمن الانتظام الكلي الدورة الشهرية لمدة طويلة من الزمن تتعدى السنة واضافة للمعالجة بالهرمونات الانثوية تعطى الفتاة كميات وافرة من الفيتامينات والبرويتنات والعناصر المغذية الضرورية وانصح الفتاة ايضاً بمزاولة الرياضة والسباحة والمشي والقراءة والابتعاد عن الاجواء السلبية التي قد تفسد عليها راحتها النفسية أو تسبب لها القلق والانزعاج.
2- سوء التغذية والاهمال في سن الطفولة: اذا علمنا ان الغدد التناسلية ذات الافراز الداخلي تستمد غذائها عن طريق الدم، ادركنا ما لغذاء الفتاة التي هي في طور الانتقال من الطفولة إلى البلوغ من أهمية بالغة فإذا ساء غذاء الفتاة ونقصت كمية الفيتامينات الضرورية فيه تعطل الميزان الهرموني فيها واصيب بخلل، كما دلت التجارب والابحاث على ان سوء التغذية اليومية وفقر الدم المزمن يضعان افراز الغدة النخامية ويحدثان خللاً في الدورة الشهرية ويحدث هذا بشكل في حال نقص الفيتامين من نوع (b,1 B,2 B,6 B21). ان خير دليل على تأثير سوء التغذية على الجهاز التناسلي هو عدم انتظام الدورة الشهرية واختلاطها لدى الطالبات اللواتي يتقيدن بنظام صارم في التغذية حفاظاً على وزنهن ورشاقتهن. فهن يعانين من اوجاع الطمث واحياناً من اختفائه مدة ثلاثة اشهر او اربعة وكل هذه الاختلاطات تؤدي بالطبع إلى انقطاع الاباضة عند الفتاة وبالتالي انقطاع الحيض أو تأخر ظهوره في احسن الحالات وتكون المعالجة بتفادي كل الاسباب الآنفة الذكر منذ عهد الطفولة والاهتمام الدائم بالفتاة ومراقبة نموها عن كثب