سلاف الأحمد
دعوني أقدم لكم واحدا” من أهم أعداء الإنتاجية الشخصية Personal Productivity إنه سيئ الذكر المرعب ما يسمى بالتسويف Procrastination ،أي تأجيل الأعمال إلى موعد آخر، وليس هناك مشكلة في تأجيل الأعمال غير المهمة إلى يوم آخر ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في تأجيل الأعمال المهمة،إذا كنت تفكر في عمل ما وخططت لإنجازه فهذا عمل قدير،ولكن ماذا يمكن أن يحدث إذا فشلت في التقدم خطوة للأمام؟!

إن تأجيل إنجاز الاعمال غير المهمة في حياتنا اليومية يعتبر أداة مفيدة وناجحة،ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الكثيرين يؤجلون عمل الأعمال المهمة والحيوية ،ما يؤدي إلى تقليل الإنتاجية الشخصية ويرفع من مستويات التوتر لدينا.
هذه خمس نقاط رئيسية ستساعدك كثيرا”لتتغلب على آفة التسويف :
1) التخطيط اليومي ليلا” قبل أن تنام لليوم التالي.وتذكر الحكمة القائلة أن الناس لا يخططون للفشل ولكنهم يفشلون في التخطيط )، مثلا” إسأل نفسك:ماذا يحدث لك إذا لم تضع خطة لما سوف تفعله عندما تصل إلى العمل؟! ممكن أن يحدث هذا السيناريو :سوف يرن الهاتف وتنشغل في محادثة طويلة،وسيأتيك زائر بلا موعد يضيع وقتك،هذا غير الأصوات المزعجة من حولك التي ستلهيك عن إنجاز أولوياتك، وفي نهاية الدوام سوف تضرب على رأسك لسوء حظك ثم تقرر تأجيل عمل اليوم إلى الغد!!! إن التخطيط اليومي قبل العمل بليلة هو بمثابة خارطة طريق تعلمك بالخطوة التالية لإنجاز مهماتك وتبعدك عن التأجيل.
2) إعمل على طاولة نظيفة و ومرتبة. يقولون إن البعيد عن العين بعيد عن القلب أو العقل وعكس ذلك صحيح أيضا” أي أن القريب من العين قريب من القلب،أليس كذلك؟!! إن العمل في جو مرتب ونظيف سوف يمنع تشتت العين وبالتالي التركيز على الأهم ثم المهم وأخيرا” إنجاز العمل كاملا” بدون تأجيل أو تسويف.
3) تقسيم المشروع الكبير إلى أجزاء صغيرة.هناك سؤال مشهور يستخدمه رجال الأعمال لتفسير هذه النقطة حيث يسألون: كيف تأكل فيلا”؟!! فلا تستغرب ولا تحتار عزيزي القارئ لأن الإجابة أبسط مما تتصور،إنها : أبدأ بأكله قطعة قطعة على فترات من الزمن!!! في المرة القادمة عندما يحتاج موضوع لثلاث ساعات من العمل المتواصل، قسمه إلى أجزاء مثلا”: ساعة كل يوم لمدة ثلاثة أيام ،ضعه على قائمة الواجبات To Do list وقسمه إلى أجزاء صغيرة حتى تأكل الفيل كاملا”!!!
4) خطط لمنع المقاطعات أو إحتال عليها. من المعروف أن أغلب المقاطعات أو العوائق تظهر في أوقات معينة،مثلا”في أول الأسبوع تكون رنات التلفون أكثر ،أو زيارات المندوبين أكثر،كما أن أوقات بعد الساعة الثانية ظهرا”لا تصلح للمحاضرات حيث المحاضر يكون مثقلا”بعد تناول وجبة طعام الغذاء،إحتال على المقاطعات فلا تنشغل بمشروع كبير في أول الأسبوع لأن ذلك يزيد الضغط عليك مع وجود المقاطعات ما يؤدي بك في نهاية المطاف لتأجيل العمل.ولهذا خطط للأعمال الكبيرة في أوقات مقاطعات أقل،وكما يقولون إسبح مع التيار وليس ضد المد!!!
5) ضع مواعيد نهائية Assign deadlines .هل فشلت يوما” في تنفيذأهدافك للسنة الجديدة؟! إذا صدف وحدث معك ذلك فهو بالتأكيد لأنك لم تضع مواعيد نهائية لتنفيذ تلك الأهداف.إن المواعيد النهائية تعطينا دافعا” قويا” وحافزا” داخليا”تدفعنا نحو الإنجاز،و بدون تلك المواعيد تبدأ في التسويف وتأجيل الأعمال فتارة تعطيها أولوية ثانوية أو تعطيها وصف As soon As possible وأخيرا” ربما تؤجل عملها إلى( يوم ما ) أو (عندما يتاح لك الوقت)…لا تضيع وقتك ضع مواعيد نهائية وسوف تتحرك نحو الإنجاز.
ونحن أيضا” في أمثلتنا العربية الكثير مما يحفزنا لإنجاز الأعمال ولعل أشهرها على الإطلاق ( لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد)، ومقولة أخرى (إعمل ليومك كأنك تموت غدا” وإعمل لغدك كأنك تعيش أبدا”)…وماذا أيضا”؟!!!

هذه المقالة عبارة عن ترجمة لمقالة د.دونالد ويتمور Dr.Donald E. Wetmore (هنا رابط سيرته) وهو متحدث ومحاضر محترف وشهير لديه خبرة ثلاثين عاما” في مواضيع الإنجاز الشخصي وإدارة الوقت،و مدير معهد الإنتاجية الشخصية، و (هنا رابط المعهد) .
والآن عزيزي القارئ ماذا ستفعل بعد قراءتك لهذه المقالة؟! بإمكانك تطبيق هذه النقاط الخمسة الآن أو ربما غدا” أو الأفضل بعد أسبوع..!!!
الخيار لك بالتأكيد.