بلدي جنه الله في ارضه المحافظه الحضراء ادلب
تقع محافظة ادلب على البوابة الشمالية لسورية التي تطل منها على تركيا وأوروبا عبر مركز باب الهوى الحدودي الذي يعتبر واحدا من أهم وأبرز الموانيء البرية. وتتوضع على مساحة قدرها /6100/ كم2 يحدها من الشمال لواء اسكندرون وتركيا بطول /129/ كم ومن الشرق محافظة حلب بطول /159/ كم
وحماه من الجنوب بطول /158/ كم وغربا اللاذقية بطول /29/ كم وهي بذلك تحتل المرتبة الثامنة على مستوى سورية من حيث المساحة وكذلك تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد السكان البالغ عددهم حوالي المليون ونصف المليون وفقا لإحصائيات الأحوال المدنية وبموقعها هذا تعتبر صلة الوصل مابين المنطقتين الساحلية والوسطى والمنطقتين الشمالية والشرقية وبالتالي هي معبرا لقوافل الترانزيت القادم من تركيا وأوروبا عبر مركز باب الهوى الحدودي وموقعها الاستراتيجي الهام اليوم هو امتداد لموقعها عبر التاريخ حيث كانت ملتقى القوافل التجارية القادمة من انطاكية فأفاميا وحلب وآفس وسهل العمق ومنذ الألف الثالث قبل الميلاد شكلت مملكة ايبلا صلة الوصل بين عالم البحر المتوسط وعالم الشرق الأقصى وبالتالي شهدت طفولة البشرية وترعرعت الحضارات على أرضها حيث تختزن ثلث ما في سورية من أوابد ومواقع أثرية وفي مقدمتها مملكة إيبلا التي كان اكتشافها برقمها المسمارية الحدث الأهم في القرن العشرين إضافة للكثير من الحضارات المتعاقبة عليها منذ الألف الثالث قبل الميلاد ابلانية وآرامية وآشورية وحثية ورومانية وبيزنطية وحتى العصور الإسلامية المختلفة تلك الحقبة التي تميزت بوجود عدد كبير من المدن المنسية المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة والتي يتجاوز عددها /500/ موقعا ما بين المدينة المحفوظة بكاملها وتلك التي لا تحتوي سوى على أطلال محدودة تدل على تاريخها إضافة لعدد من القلاع التي لا تزال بحالة جيدة وتقسم محافظة ادلب إلى خمس مناطق إدارية هي /ادلب ـ أريحا ـ معرة النعمان ـ جسر الشغور ـ حارم/ فمدينة ادلب هي مركز المحافظة تبعد عن مدينة حلب /59/ كم وعن دمشق العاصمة /322/ كم يزيد ارتفاعها عن /400/ م فوق سطح البحر وتتمتع بأجمل اللوحات الطبيعية وبالهواء العليل والحدائق الجميلة وشهدت تطورا في الخدمات السياحية مؤخرا فانتشرت فيها عدد من المطاعم والمقاصف وأقيم فيها فندق من الدرجة الممتازة ومركز للاستعلام السياحي تشتهر بمساجدها المملوكية والعثمانية واسبطتها الجميلة وحماماتها الشعبية ودورها العربية القديمة وهي تعود للقرن السادس عشر الميلادي كالجامع الكبير ودار الفتح الأهلية ودار العياشي ومن أشهر معالمها المتحف الوطني الذي يضم حصاد بعثات التنقيب في مواقعها الأثرية وحسب تسلسلها الزمني بدءا من الألف الثالثة قبل الميلاد وحتى العصور الإسلامية وخصص جناح للتقاليد الشعبية وقسم لحفظ جميع الألواح الفخارية والرقم المكتشفة في المكتبة الملكية في ايبلا.
/مملكة ايبلا/ تلك الحاضرة التي يحتضنها تل مرديخ الذي يقع جنوب شرقي مدينة ادلب وعلى بعد /26/ كم منها وهو اكبر تل أثري في سورية مساحته /56/ هكتار وقد اعتبر اهم المكتشفات الاثرية في القرن العشرين حيث اكتشف فيه /16000/ رقيم بدءا من الألف الرابع قبل الميلاد حتى بلغت أوج ازدهارها كأهم حاضرة سياسية وحضارية بين عامي /200 ـ 2000/ ق.م فكانت سيدة التجارة بين الشرق والغرب كشفت الدراسات والتنقيبات في الموقع عن بقايا قصر ملكي وسوق ومكتبة عامرة بالرقم الطينية.
/تل آفس/ يقع شرقي مدينة ادلب على بعد /12/ كم منها يعود للألف الرابع قبل الميلاد.
/عرشين/ تبعد عن مدينة ادلب /14/ كم تعود للفترة الرومانية والبيزنطية فيها بقايا فيلا بطابقين وبقايا كنيسة ذات طراز بازليكي.
/مدينة اريحا/ وهي المنطقة الادارية الثانية تقع جنوب مدينة ادلب وعلى بعد /12/ كم منها على طريق حلب اللاذقية تعود للألف الثالثة قبل الميلاد وتضم العديد من المباني الأثرية اهمها الجامع الكبير والمدافن المحفورة في الصخر وخان القيصرية وثلاث حمامات قديمة يشرف عليها جبل الأربعين عروس مصايف الشمال يرتفع /480/ كم عن سطح البحر يبعد عن المدينة /2/ كم ويضم العديد من المطاعم والشقق السياحية التي يرتادها المصطافون واهم المواقع الأثرية التابعة لها.
/البارة/ تقع جنوب غرب ادلب على بعد /34/ كم منها وهي قرية في جبل الزاوية تزخر بآثار تعود لعصور مختلفة كالبيوت الحجرية مثل دير سوباط ومعاصر الزيتون والخمور وثلاث كنائس بازليكية الشكل واضرحة ضخمة يعلوها هرم رباعي حجري وليس بعيدا عنها يقوم حصن عربي يطلق عليه اسم قلعة ابي سفيان.
/دللوزة/ تقع جنوب ادلب وتبعد عنها /33/ كم وهي موقع اثري يعود للفترة الرومانية وفيها كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادي.
/المغارة/ تقع هذه القرية في جبل الزاوية تبعد عن مدينة ادلب /27/ كم تضم العديد من المدافن الأثرية القديمة اهمها المدفن الروماني الوثني الذي يعود لعام /246/ ميلادية ومدفن آخر يعود للعام الأول الميلادي وهما فريدان في شمال سورية.
/سرجيلا/ تقع جنوب غرب مدينة ادلب تبعد عنها /36/ كم وعن البارة /3/ كم تعود للقرنين السادس والسابع الميلاديين وتعتبر من اهم المدن الميتة في جبل الزاوية فيها قبور وكنيسة وحمام وتشتهر بفيلاتها السكنية ومعاصر الزيت.
/رويحة/ تبعد عن مدينة ادلب /28/ تعود للفترة الرومانية البزنطية اهم اوابدها السوق وعمود بنت الوزير وكنيستان ذات طراز بازليكي احداهما تدعى بيزوس وهي اكبر كنيسة في جبل الزاوية.
/فركيا/ تبعد عن مدينة ادلب /29/ كم ابتدأت فيها الحياة من القرن الاول الميلادي وامتدت الى القرن السابع الميلادي اهم آثارها المباني الجنائزية والكنيسة تتبعها خربتان اثريتان هما كوكب وحندوتين وهناك مواقع اخرى مثل دير سنبل وبعود.
/معرة النعمان/ وهي المنطقة الادارية الثالثة في المحافظة تبعد عن مدينة ادلب /45/ كم جنوبا تقوم فوق ثلاث تلال اثرية من اشهر معالمها الجامع الكبير والمدرسة النورية وحمام التكية وخان اسعد باشا الذي اصبح متحفا كما تفخر المعرة بوجود ضريح الشاعر والفيلسوف ابي العلاء المعري ضمن مركزها الثقافي.
/متحف المعرة/ وهو آبدة أثرية بحد ذاته يضم مجموعة من التماثيل والجرار وأبرز ما يحتويه لوحة الفسيفساء الرائعة التي تعود للفترة الرومانية البيزنطية.
/جرادة/ تقع على بعد /10/ كم شمال معرة النعمان وشرق الرويحة بـ /2/ كم أهم أوابدها برج البلدة الذي يتكون من خمسة طوابق بارتفاع /15/ كم وكنيسة بازليكية متهدمة تعود للقرن الخامس الميلادي.
/ شنشراح/ تقع على بعد 13 كم غرب معرة النعمان تعود للفترة الرومانية البيزنطية فيها /6/ كنائس ومدافن مسيحية ومعصرة زيت تعود للقرن الرابع الميلادي وتقع على مقربة منها آثار ربيعة.
/مدينة جسر الشغور/ هي المنطقة الإدارية الرابعة في المحافظة تبعد عن مدينة ادلب /48/ كم تقع على ضفتي العاصي فيها بعض المباني التي تعود للعهد العثماني /كحي القلعة ـ والحمام ـ والجامع الكبير/ تتميز بالجسرين اللذين يعودا إلى الحقبة الرومانية ومن أشهر الأماكن الأثرية والسياحية التي تتبع لها (قلعة بكاس) تبعد عن جسر الشغور /10/ كم وهي قلعة عربية إسلامية محاطة بخنادق طبيعية لمنع وصول القوات المحاربة شهدت عدة حروب أيام الصليبيين.
/دركوش/ تبعد عن مدينة جسر الشغور /28/ كم شمالا يتدفق العاصي بين مساكنها المتوزعة على ضفتيه فيها آثار الجسر الروماني على نهر العاصي والحمام التي جددت في عهد الملك الظاهر وخان الحريري ومغارة الحكم عدا الجامع القديم وطواحين الماء وبعض ينابيع المياه العذبة.
/حمام الشيخ عيسى/ تبعد عن جسر الشغور /30/ كم شمالا سمي حماما نسبة الى نبع المياه الكبريتية الساخنة فيه المفيدة لمعالجة العديد من الأمراض الجلدية والعظمية والعصبية ويعتبر منتجعا صحيا وسياحيا هاما.
/الفنية/ مصيف يبعد عن جسر الشغور /17/ كم شمالا وترتفع /400/ م عن سكح البحر اكتشف فيها كنيسة ومغاور منحوتة.
/اليعقوبية/ تبعد عن الفنية /1/ كم وترتفع عن سطح البحر /450/ كم فيها كنيسة سيريانية.
/الغسانية/ تبعد عن جسر الشغور /10/ كم غربا ترتفع /800/ كم عن سطح البحر اكتشف فيها كنيسة بيزنطية قديمة ولوحة فسيفساء في احد منازلها.
/مدينة حارم/ وهي المنطقة الإدارية الخامسة لمحافظة ادلب تبعد عنها /50/ كم شمالا تقع على السفح الشمالي لجبل الأعلى مشرفة على لواء اسكندرون تشتهر ببساتينها وعيون الماء المتدفقة حتى سميت دمشق الصغرى تتوسطها قلعة أثرية ارتفاعها /47/ م تعود إلى العصر البيزنطي احتلها الصليبيون وحررها وأعاد بناؤها الملك غازي بن صلاح الدين الأيوبي تمتاز هذه المنطقة بأوابد أثرية كثيرة أشهرها….
/قرق بيزة/ تبعد عن مدينة ادلب /50/ كم فيها كنيسة ومعاصر تعود إلى أواسط القرن الرابع الميلادي.
/قلب لوزة/ تبعد عن مدينة ادلب /50/ كم شمالا وهي كنيسة رائعة تعتبر لؤلؤة جبل الاعلى تمثل كنيسة الثالوث القدس تعود لأواخر القرن الخامس الميلادي تتألف من ثلاثة أروقة تمثل قصة العمارة السورية للعهد البيزنطي.
/باقرحا/ يعد معبد زوس بوموس اهم أوابدها الذي شيد عام /161/ ميلادية ويحيط به سور متهدم باستثناء بابه الضخم بالإضافة إلى كنيستين بازليكيتين.
/باعودا / تقع شمالي غربي جبل باريشا على الطريق الرومانية (انطاكية ـ حلب) يغلب على مبانيها الطابع التجاري.
/سرمدا/ تبعد عن مدينة ادلب /33/ كم شمالا تعود للعصرين الروماني واليزنطي فيها قلعة ومدافن وخرائب دير دانيال ومعبد منقور بالصخر وعمود سرمدا واحد من اربعة أعمدة ارتفاع كل منها /16/ م بنيت عام /131/ ميلادية.
/باب الهوى/ يبعد عن ادلب /43/ كم وهو المعبر الرئيسي للقادمين من أوروبا يتألف من قوس حجري يعود للقرن السادس الميلادي وهو نهاية الطريق الروماني الحجري المتبقي منه /1300/ م وكنيسة تعود للقرن /4/ م .
/دير قيتا/ مدينة مهجورة ازدهرت في القرن /5/ م من أوابدها /3/ كنائس ومعاصر زيت وفيلات.
/دير سيتا/ تبعد عن مدينة ادلب /15/ كم في جبل باريشا تعود آثارها إلى ما بين القرنين الأول والسادس الميلاديين أهم آثارها موقع كبير فيه ساحة ومعصرة زيتون ومدفن خاص لمالك الموقع وكنائس في شماله وشرقه ويحتضن جبل باريشا في موقع خربة داحس ضريح محمد ابن الحنفية بن علي بن ابي طالب شرق قرية باريشا.
/سرجيلة/ مدينة تقع شمال شرق حارم في جبل حلقة أهم اوابدها كنيسة وبازليك وهيكل وثني وبرج موءلف من اربعة طوابق تعود آثارها الى فترة ما بين القرن 1/6 .
/ارمناز/ تبعد عن مدينة ادلب /33/ كم وهي المهد الأول لصناعة الزجاج فكان الفينيقيون اول من اخترعها عام 2500 قبل الميلاد ونقلها الى مصر وتونس عبر البحر المتوسط.
ولمحافظة ادلب خصوصيتها في المجال السياحي مستمدة من نظافة بيئتها وهوائها العليل وتعدد مصايفها التي استقطبت زوارها من جميع محافظات سورية وفي مقدمتها جبل الاربعين في اريحا الذي يطل منه المصطاف على بساتين الزيتون والكرز من علو يقارب الالف متر ومصايف جسر الشغور والغسانية والقنية واليعقوبية وحمامات الشيخ عيسى للمياه المعدنية ودركوش ومصايف سلقين وحارم وسراقب ومعرة النعمان.
وعلى مسافة قصيرة من المعرة في دير شرقي يتوضع ضريح الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وفيها استراحة ابي عبيدة بن الجراح في حارم وكذلك تتميز بعراقة الصناعات التقليدية كصناعة الزجاد والفخار والحصر ولباسها التقليدي الفلكوري التراثي في سراقب وبنش وحارم وسلقين.
وفي المجال الاقتصادي يحتل القطاع الزراعي موقع الريادة اذ اسهم ما يبذله الفلاحون فيها من جهود واقامة المزيد من السدود وشبكات الري باكساب المحافظة لقب المحافظة الخضراء ففي حين تبلغ مساحة المحافظة 609710 هـ فإن المساحة المسمثتمرة تبلغ /347570/ وتتميز بخصوبة اراضيها وغزارة امطارها وتعدد مواسمها الزراعية وكثافة المواقع الحراجية فيها حيث تحتل مساحة قدرها /7860/ هـ وكذلك تنوع الاشجار المثمرة فيها وفي مقدمتها شجرة الزيتون التي يبلغ عددها حوالي /15/ مليون شجرة يقدر متوسط انتاجها السنوي بحوالي /160/ الف طن.