منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    فنون الشعر العربي/عبد الله جمعة

    فنون الشعر العربي



    لابد وأن نعلم أن فنون الشعر كما اصطلح عليها النقاد سبعة هي ( الشعر – الموشح – الدوبيت – الزجل – الكان كان – القوما – المواليا )
    وقد قسمها علماء الفن الشعري ثلاثة أقسام :
    الأول فنون شعرية معربة : وهي ثلاثة أنواع [ الشعر – الموشح – الدوبيت ] وسميت بالشعر المعرب لأنها تلتزم جميعها بأصول وقواعد اللغة العربية ولا تخرج عن ضوابطها الإعرابية
    الثاني فنون شعرية غير معربة : وهي التي لا تلتزم قواعد اللغة من ضبط إعرابي أو صرفي وهي ثلاثة [ الزجل – الكان كان – القوما ]
    الثالث فنون شعرية بين المعرب وغير المعرب : وهي [ المواليا ] والمواليا هي حلقة الوصل بين الشعر المعرب وغير المعرب وإن كان النظم فيه بالعامية أليق وأحسن وهو الذي تطور حين جاء مصر وسمي بالموال

    وفي الحلقة الأولى سوف نتحدث عن فن المواليا الذي هو أكثر هذه الفنون انتشاراً في الأوساط المصرية الشعرية فللمصريين فضل كبير عليه كما سنعلم من خلال تعرضنا لرحلة هذا الفن وإن كان الفضل في نشأته يرجع إلى أهل بغداد من أهل واسط الذين لطفوه ونقحوه ورققوا ودققوا وحذفوا الإعراب منه واعتمدوا على سهولة اللفظ ورشاقة المعنى حتى عرف بهم دون مخترعيه ونسب إليهم وليسوا بمبتدعيه ...

    نشأة فن المواليا :
    اختلف المؤرخون في نشأة المواليا .. فمنهم من نسبها إلى أهل ( واسط ) وهي المدينة التي أنشأها " الحجاج بن يوسف الثقفي " الحاكم من قِبَل بني أمية على العراق سنة 82 هـ ومن هؤلاء " صفي الدين الحلي " في كتابه { العاطل الحالي والمرخص الغالي } فهو يقول في هذا الفن " وإنما سمي بهذا الاسم لأن الواسطيين إما اخترعوه وكان سهل التناول لقصره تعلمه عبيدهم القائمون على عمارة بساتينهم فكانوا يغنون به في رؤوس النخيل وعلى سقي المياه ويقولون في آخر كل صوت مع الترنم " يا مواليّا " إشارة إلى سادتهم فغلب عليه ذلك الاسم وعرف به "
    ويرى فريق آخر من مؤرخي الأدب أن اختراع المواليا يرجع إلى عصر هارون الرشيد بعد نكبة البرامكة سنة 187هـ فقد أمر بعد صلب " جعفر البرمكي " أن لا يرثي البرامكة أحدٌ بشعر معرب – والرثاء معروف في الشعر العربي بالبكاء على المتوفى وتعديد مآثره - وإلا سيتعرض للصلب مثل جعفر البرمكي وكان يقصد بالشعر المعرب " الشعر العربي الرصين المنضبط وفق أصول الإعراب " فأتت جارية من جواري جعفر البرمكي ورثته بهذا النوع من الشعر الذي يدخل فيه اللحن – واللحن هو الخطأ في النطق والإعراب – وجعلت تقول بعد كل شطر " يا مواليّا .. يا مواليَّا " فعرف بهذا الاسم وأول ما نظمت الجارية كان على البحسر البسيط الذي هو " مستفعلن .. فاعلن .. مستفعلن .. فاعلن " فأصبح من أهم الأسس الفنية أن يكون الموال بعد ذلك على نفس البحر وكان الذي نظمته هو :

    يا دارَ أينَ ملوك الأرض أينْ الفرسْ
    أين الذين حمَوها بالقنا والترسْ
    قالت : تَرَاهم رِمَمْ تحت الأراضي الدُّرسْ
    سكوت بعد الفصحاة َ ألْسِنَتْهُمْ خُرْسْ

    وعلى هذا فالمواليا من الفنون التي لا يلزم فيها مراعاة قوانين العربية لدرجة دفعت " جلال الدين السيوطي " إلى القول : " بأنه يجب فيه اللحن فيجوز فيه استخدام الألفاظ الجارية في تخاطب العوام من الناس لفظا وخطا معا "
    والقول خطا أن يكتب كيفما نطق فنقول مثلا " ألقى حبيبي لكين مش قادر أوصل له " فكتبت " لكن = لكين " وهذا جائز تماما وقد جاء في كتاب "تاريخ الأدب في إيران " للمستشرق " أدور جرانفيل براون " فيما يتعلق بالمواليا فقال : " وابن الفارض أنشأ بالإضافة إلى الأشعار الأدبية جملة من الأشعار العامية التي تعرف باسم المواليا وقد نسب براون المواليا لابن الفارض أنه قال :

    قُلْتُو لجَزَّارٍ عِشِقْتوكُمْ تُشَرِّحْنِي
    ذَبَحْتَنِي قالَ : دا شُغْلي .. تُوَبِّخني
    ومالْ إليَّ وَبَاسْ رِجْلِي يُرَنِّخْنِي
    يريدُ ذَبْحِي .. فَيَنْفُخْنِي لَيُصْلُخْنِي (1)

    (1)هناك عادة عند الجزارين عندما يذبح الشاة يضع السكين بين أسنانه وشفتيه ينتظر موت الذبيح ليبدأ في سلخه

    وتتداخل المواليا مع ( الشعر النبطي ) فهناك من المؤرخين من أرجع المواليا إلى " النَّبَط " الذين كانوا يشكلون الأكثرية في المنطقة الجنوبية من العراق قبل الفتح الإسلامي وهم عرب مستعربة يتكلمون اللغة العربية ويكتبون الكتابة الآرامية ويؤيد ذلك إجماع المؤرخين اليونانيين والشعر غير المعرب ( العامي ) لدى أهل الحجاز ونجد وإمارات الخليج العربي يسمى بـ "الشعر النبطي" حتى الوقت الحاضر على أنه قد أتاهم من جنوب العراق أو من مشارف الشام حيث يسكنها الأنباط قبل الفتح الإسلامي فهم ينعتونه بالشعر النبطي أو شعر النبط حتى الوقت الحاضر .
    ومن الجدير بالذكر أن من عاشوا في المنطقة الجنوبية من العراق كانوا يطلقون اسم الأنباط على فلاحي سواد العراق وبدو مشارف الشام وفلاحيه لأن التحريف لحق اللغة العربية هناك قبل الجزيرة لكونها أعجمية الأصل وسرعان ما اندمج الفاتحون العرب بالسكان فدخلت العُجْمَة على الألسنة .. وقد استدل أصحاب هذا الرأي على ما جاء في " جامع ديوان عبد الله الفرج " الشاعر النبطي حيث نظم مواليا سباعي - وهو كالنعماني والزهيري كما سيأتي في توضيح أنواع المواليا وأشكاله في محاضرات تالية – الذي يتكون من سبعة أغصان يقول في مواليا نبطي :

    يا قلب ياللي بنيران التجافي ذاكْ
    وبسيف هجرٍ قطعْ منُّه الوريدْ أو ذاكْ
    عاشر مُهَذَّبْ وَفِي .. صاحبْ حليب أو ذاك
    هناك يذكر مليحك ع اللسان وَفَّا
    ما زال ثوب المروة فوك راسك وفي
    إن صح في دنيتك واحد من اهل الوفا
    ذاك ال تريده بلا شك .. وين يحصل ذاك


    وله أيضا مواليا يشكو دهره الذي جعل طعامه الحنظل والصبر .. وفي هذا المواليا يظهر نوع العمل الذي كان الكويتيون يزاولونه قبل ظهور النفط في بلادهم حيث كانوا يزاولون الغوص في البحار بحثا وراء الدُّر يقول :


    ما لوم دهري وعالج بالصبر والماي (الماء)
    غداي حنظل ومديوت ( معجون ) الصبر بالماي
    العزم فاتر وعرض طار شي بالماي
    إيش النداري من الأنذال إيش النغص
    حنا على الدر ببحور الأماني نغص
    نسعى على المأ وحتى في غذنا نغص
    إش بصرتك لي دهتنا غصة بالماي


    على أنه كان للأنباط دولة متحضرة قامت في فلسطين ومنها هاجروا إلى العراق حيث سكنوا المنطقة الجنوبية منه ولما فتح العرب الحيرة سنة 14 هـ أمر الخليفة عمر بن الخطاب بتأسيس مدينة البصرة سنة 15هـ فصارت بعد تأسيسها عاصمة العراق وتوطنت فيها قبائل عربية مختلفة الأصول والأنساب فقامت بينهم علاقات مع السكان الأصليين من الفرس والنبط والآراميين وانتشر الإسلام في هذه المنطقة إلا أنه لم يدخل في قلوبهم ولما كانت مصالحهم مرتبطة بالعرب المسلمين اضطروا إلى التقرب منهم عن طريق خدمتهم وتولي أمر العمارة العربية وزرع أراضيهم وكان العرب في بداية الدولة الأموية حريصين جدا على قوميتهم ولغتهم والحفاظ عليها من تسرب اللحن – الخطأ في النطق – إليها بأي شكل من الأشكال مما جعل الحكام العرب آنذاك يبعدون الأنباط عن ديارهم خوفا من تفاقم خطرهم على اللغة و القومية ومثل على ذلك ما فعله الحجاج بن يوسف الثقفي الحاكم من قبل بني أمية على العراق عندما نزل " واسطا " نفى النبط عنه وكتب إلى عامله بالبصرة وهو ( الحكم بن أيوب ) بقوله "إذا أتاك كتابي فأنف من قبلك من النبط فإنهم مفسدة للدين والدنيا " فكتب إليه الحكم : " قد نفيت النبط إلا من قرأ القرآن وتفقه في الدين " فكتب إليه الحجاج : " إذا قرأت كتابي فادع من قبلك من الأطباء ونَمْ بين أيديهم ليقفوا عروقك فإن وجدوا فيك عرقا نبطيا فاقطعه والسلام "
    وهنا فالأرجح أن فن المواليا من أغاني الأنباط القديمة التي كانوا يغنون فيها والعرب بدورهم نسبوها إلى مواليهم لأنهم كانوا يغنون بها أما قولهم " يا مواليّا " مع الترنم في آخر كل صوت فهو التقرب من أسيادهم العرب ومدحهم به .
    ثم وصل المواليا إلى أهل بغداد وكان فصيحا وغير ملحون فرققوه ولطفوه وحذفوا الإعراب منه واعتمدوا سهولة اللفظ ورشاقة المعنى ونظموا فيه الجد والهزل والرقيق والجزل حتى عرف بهم دون مخترعيه ونسب إليهم وليسوا بمبتدعيه ثم شاع في الأمصار وتداوله الناس في الأسفار ... ولنا وقفات في حلقات قادمة نتحدث عن دور المصريين في هذا الفن الشعري



    ألقاكم في الحلقة الثانية لنتحدث عن فن المواليا في مصر
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: فنون الشعر العربي/عبد الله جمعة

    "فنون الشعر العربي "



    الجزء الثاني




    فن المواليا في مصر


    لم يقف مؤرخو الأدب على معرفة الفترة الزمنية التي دخلت فيها المواليا مصر ولم يقفوا أيضا على معرفة أول من جلبها من موطنها الأصلي العراق إلى مصر لأن كتب الأدب لم تتعرض لهذا الحدث التاريخي والأدبي وقد نسب ابن خلكان المواليا لابن الفارض المتوفى عام 632هـ ويعلن أنه لم يرها في ديوانه ولكنه ينسبها إليه والمواليا التي نسبها لابن الفارض هي :


    قُلْتُوْ لِجَزَّارِ عِشْقِتْنُوْكُمُ تشرخني
    قتلتني قال : ذا شغلي توبخني
    ومال إليَّ وباس رجلي يريخني
    يريد ذبحي فينفخني ويسلخني



    ويقول ابن خلكان " وقد كتبه على اصطلاحهم فإنهم لا يراعون فيه الإعراب بل يجوزون فيه اللحن بل إن غالبه ملحون فلا يؤاخذ من يقف عليه "
    إن هذا النص كامل من حيث العروض والشكل في المواليا الرباعي الذي هو أساس المواليا الذي اقتطع من البسيط وكلام ابن خلكان " أنهم لا يراعون فيه الإعراب " أنه وصل مصر ملحونا لا كما تسلمه أهل بغداد من أهل واسط وكان معربا فلطفوه ونقحوه ورفقوا ودققوا وحذفوا الإعراب فيه واعتمدوا على سهولة اللفظ ورشاقة المعنى ونظموا فيه الجد والهزل والرقيق والجزل ... وبالبحث عن نصوص أخرى في وقت وقت ابن الفارض أو بعده لا نجد له انتشارا ولعل المواليا عندما دخلت مصر كانت فنا مبخوسا قدره كسواه من الفنون الأخرى
    ولكن تقريبا يمكننا تحديد الفترة الزمنية التي دخلت فيها المواليا مصر وهي النصف الثاني من القرن السادس الهجري أي في الوقت الذي دخلت فيه الموشحات والأزجال مصر من الأندلس , وهذا سر الخلط اليوم حين نسمي الشاعر المَّوال زجالا وكلاهما غير الآخر وفي هذا التوقيت التقى الأدب العامي المشرقي بالأدب العامي المغربي في مصر حيث كان الاستقرار السياسي والاهتمام بالأدب والأدباء والشعر والشعراء فأخذته العامة والخاصة تنظم فيه وقد أحب المصريون المواليا فأخذوه وبقي من عندهم حتى صار وكأنه من تراثهم
    وهذا الذي حدا بابن خلدون المتوفى عام 808هـ حين يتكلم عن المواليا ويبدو عليه أنه سمع بعضا من نصوصها فتأثر بها فقال : " وكان لعامة بغداد أيضا فن يسمونه المواليات وتحته فنون كثيرة يسمون منها القوما والكان وكان منه مفرد ومنه في بيتين ويسمونه الدوبيت على الاختلافات المعتبرة عندهم في كل واحد منها وغالبا مزدوجة من أربعة أغصان وتبعهم في ذلك أهل مصر القاهرة وأتوا فيها بالغريب ويذكر لنا ما علق بحفظه يقول :



    هذا جرى حي طريا والدما تنضحْ
    وقاتلي يا أخيّا في الفلا يمرح ْ
    قـَلُو ونأخذ بثأرك قلتُ ذا أقبحْ


    وعلى أي حال فإن المواليا انتشر في مصر في القرون التي تلت القرن السادس وسار هذا الفن على لسان المصريين بحيث شمل كل الأغراض التي تطرقت إليها الفنون الشعبية الأخرى وبلغوا قمة النظم فيه في القرن الثامن والتاسع والعاشر الهجرية ومازالوا ينظمون فيه حتى الوقت الحاضر
    ووجد المصريون في هذا الفن مجالا واسعا لضرورة الشعر واشتهر به موَّالة كثيرون فمن أوائلهم : أحمد بن محمد بن شهاب الدين المشهور بالغار الشطرنجي وساد في نظم المواليا ومن قوله فيه :



    غَنتْ فأغنت عن المسموع في الأقطار
    ودقت الدفْ أجرتْ أدمعي أمطار
    وصرت في حبها لا أختشي أخطار
    لما أستمعْ لب قلبي من يديها طار

    وكان من أوائل الموَّالة محمد بن علي شمس الدين أبو عبد الله المصري الأصل الغزِّي المنشأ المعروف بابن طرطور المولود عام 685هـ والذي طاف ببلاد الشام ثم عاد إلى القاهرة وتوفي فيها عام 762هـ ومن المواليا التي تنسب إليه قوله :



    عانيت من ذنب هجر و بالوفا مغفور
    في النهر يسبح وحظهْ بالبها موفور
    شبهت من فوق ردفه شعره المضفور
    الف من المسك في صفحة من كافور


    وقد حرف المصريون المواليا بالموَّال وأهل الصعيد هم اشهر الناس بهذه المواويل فظهر عندهم ألوان من الموال منها :

    *على مستوى المضمون :

    1-الموال الأحمر : وهو ما ينظم به في الحماسة والحرب والحكم ومنه :



    صفق جوادي وقد جسيت يوم الحرب
    عودي فعنتْ صوارم شرقها والغرب
    طربت عادت تنقط في سماع الحرب
    روس الأعادي وترقص داخله في الضرب



    2- الموال الأخضر : وهو ما دخل فيه التغزل والنسيب وما إليهما من الأنواع الرقيقة ومنه :



    جات بسلة من التفاح قد فاحت
    قمحية اللون معها أرواحنا راحت
    من حب رمان نهديها اذا ارتاحت
    يجيب لها قُرْطميًّة كلها راحت


    3-( القِرِقـْيَا ) : وهو الشعر العامي الذي يشتمل على الهزل ومنه :



    قالوا تحب الفول المدمس قلت بالزيت الحار
    والعيش الابيض تحبه قلت والكشكار
    قالوا تحب المطبَّق قلت بالقنطار
    قالوا : إيش تقول في الخضاري قلت عقلي طار



    والفول المدمس أكلة مصرية يحبها المصريون أغنياء وفقراء



    4- (البُلَيِّق) بضم الباء وكسر اللام وتشديد الياء مع كسرها وسكون القاف ويشمل التغزل أيضا ومنه :



    صل مدنفا يتقلي فوق حر الجمر
    سكران منك بكاس الهجر لا من خمر
    إن كان بأقوال من مالي عليهم أمر
    هجرتني بزيد لا تؤاخذ عمرو


    5- ( المُكَفِّرْ ) ويقصد به الشعر العامي الذي يشمل على المواعظ والزهد ويتفرع عنها الحكم والنصائح ... ويبدو أنه قد تأثر بالمكفر الذي ظهر في الأندلس في عصر ملوك الطوائف منبثقا عن الموشح ومن رواده " محي الدين بن عربي " ولنا مع الموشح وقفات نتحدث عن تاريخ نشأته وتطوره في حينه بإذن الله ... ومنه :



    يا مبتغي طرق أهل الله والتشكيك
    دع عنك أهل الهوى تسلم من التشكيك
    إن اذكروني لـَرُدْ المعترض يكفيك
    فاجعل سلاف الجلالة دائما في فيك


    *على مستوى الشكل :
    طور المصريون فيه من حيث التركيب الشكلي له فقد كان ينظم في بدايته من أربعة أقفال فقط زلكنهم انطلقوا به إلى أشكال جديدة منها :

    1-الخماسي : وسموه ( الأعرج ) حيث تسير ثلاثة أقفال على نمط قافية واحدة ثم " العرجا " القفل الرابع تأتي قافية جديدة ويعود في القفل الخامس إلى القافية الأصلية ومنه:




    يا واخد القرد اعوى يخدعك ماله
    تحتار في أمره وتتعذب بأفعاله
    حبل الوداد إن وصلته يقطع احباله
    تقضي عمرك حليف الفكر والأحزان
    ويذهب المال ويبقى القرد على حاله



    2- السباعي : وسموه ( النعماني ) وهو يتألف من سبعة أقفال الثلاثة الأولى بقافية واحدة وجناس واحد والثلاثة الثانية بثلاثة أقفال مغايرة للثلاثة الأولى من حيث الوزن والجناس ثم القفل السابع يأتي بوزن وجناس الأقفال الثلاثة الأولى ومنه :




    يا جاهل الحب تعالى أنا اديك أوصافه
    ده اللي انشبك أمس صبَّح اليوم أوصافه
    من شان غزال زين جرحْ القلب أوصافه
    جرح فؤادي وخلاني عليل بهواه
    وان أحسن المحب يداوي ميتو بهواه
    لانو كتير أصل سموه الملاح بهواه
    والعُنْق لولي وزان الاكتاف أوصافه



    وهناك نماذج كثيرة من المواليا المصرية في مختلف الأغراض والفنون فالمواليا كانت في مصر أطوع للغناء من الفنون الأخرى لذا فقد تقبلها الشعب المصري في كل مكان


    انتظروني في المرة القادمة
    حيث المواليا في الشام
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: فنون الشعر العربي/عبد الله جمعة

    ثانيا : إن العامية قديمة قدم الفصحى وهذا مرجعه عندي لأمور كثيرة أستند إليها ومنها :
    1- أن العرب قبل ظهور الإسلام كانوا يتحدثون الفصحى وهي اللغة الرسمية في التخاطب مع الوفود واللقاءات الرسمية وكانت لهجات التخاطب في الإطار المجتمعي هي لهجات عامية حسب لهجة كل قبيلة وقد أكد ذلك قول النبي " صلى الله عليه وسلم " نزل القرآن على سبعة أحرف " أحدها الحرف القرشي وهو الحرف الفصيح وسواه من أشهر اللهجات التي كانت سائدة في ذلك العصر وتمثل عامية العصر ... ومن ثم فالعامية ليست محقرة كما يحاول بعض الفصحاء ادعاء ذلك بل إن العامية قد ارتضاها القرآن الكريم جزءً من لغته الحوارية مع العرب [ ولنا في هذا الحديث حديث ] حيث أن بعض القابضين على الجمر دون وعي كاد أن يقتلني حين أعلنت رأيي هذا متهما إياي بأنني أقلل - والعياذ بالله - من شأن القرآن

    2- ومن منظور آخر لو افترضنا أن ما سبق العصر العباسي كان كلاما فصيحا فليكن لنا منطلق جديد وهو أن العصر العباسي - عصر الانفتاح على الحضارات واللغات - كان منطلق عامية الشعر إذن فلنحسب عمر العامية إذ قامت الخلاقة العباسية عام 132هـ وبدأ الاختلاط بالأعاجم منذ بدايتها تقريبا ولو قلنا أن الانصهار بين العرب وغيرهم تم في خمسين عاما - على سبيل المثال لا الحصر - ومن ثم بدأت العامية في الظهور ... إذن فعمر العامية - حسب هذا المنظور - يقارب الألف و ثلاثمائة عام ...

    ولكن لي طرح هنا أستوحيه من سؤالك العبقري ( على الرغم من انتشار العاميات على ألسنة الشعوب العربية كافة كل حسب ما يلهج ... فما سر حظوة العامية المصرية بين العاميات العربية ؟ ) إن مصر بحكم موقعها المتوسط بين جناحي الحضارة العربية إبَّان نهضتها كانت ملتقى لكل وفود الشرق والغرب وبالتالي أضحت مصبا لكل اللهجات بدءً من العراق وفارس شرقا إلى الأندلس غربا ومن ثم انصهرت كل تلك اللهجات في بوتقة اللسان المصري لتخرج تلك العامية المصرية مزيجا من كل تلك العاميات فأصبحت ميسورة لكل الألسنة العربية على اختلاف لهجاتها ... ولم أعنِ ميسورة من حيث معجمها ومفرداتها ولكن كنت أعني من حيث المخارج الصوتية لحروفها أي أن الجهاز الصوتي المصري الناطق للعامية أصبح يتسع لجميع الأصوات العربية المتعددة " ونحن نعلم أن لكل أمة أفق صوتي تنطق من خلاله أحرف لغتها أو لهجتها " بمعنى آخر " إمكانات الجهاز الصوتي "
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: فنون الشعر العربي/عبد الله جمعة

    إن مصر حقيقة هي موطن كل الفنون العربية ولا نقول هذا لأننا مصريون فقد اتفقنا أن هويتنا الحقيقية هي الهوية الإسلامية ونحن لسنا من دعاة الشعوبية ولكن إرجاع الأمر إلى التاريخ والمنطق هو أساس قولنا وقد كان لمصر من المسببات التي أهلتها لذلك ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
    1- إذا اعتبرنا الفنون سلعة - وهي كذلك حيث أنها منتوج حضاري وكل منتوج حضاري سلعة - فإن تلك السلعة لا تلقى رواجها إلا في سوق يكثر فيه المتلقون لهذه السلعة ومن هنا كان التعداد السكاني الكبير في مصر - التي هي أكثر البلدان العربية تعدادا - هذا التعداد جعل من مصر سوقا رائجة لكل منتوج حضاري عربي ومن هنا كانت الفنون ومازالت تنزل مصر أولا قبل شيوعها وانتشارها في العالم العربي فإن لاقت نجاحا في السوق المصري تبدأ في البحث عن نجاحها في بقية السوق العربي
    2- الطبيعة المكانية والتركيب النفسي للشعب المصري المائل إلى الهدوء والسكينة نتيجة الاستقرار في وادي النيل دفعا المصريين إلى اتساع الأفق والرغبة في تلقي مختلف المنتوجات الحضارية والاعتكاف عليها وهضمها ثم تمصيرها ومن ثم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم العربي والغربي .
    وكان من نتيجة ذلك أن يتخذ المبدعون العرب - على مر العصور - من مصر محلا مختارا لهم ينطلقون منه لنشر إبداعاتهم ساعدها في ذلك موطنها الجغرافي وتوسطها قلب العالم العربي والإسلامي ...

    ثم ؛ حديثنا بخصوص الجهاز الصوتي سوف يجرفنا إلى " علم اللغة " والحديث عن الصوتيات وأقترح أن نخصص له مجالا غير هذا المجال حيث نفتح له ملفا خاصا لأن علم اللغة بمكانٍ يدفعنا إلى فتح ملف أو بالأحرى ملفات له كي لا يضيع بين طيات هذه الدراسة التاريخية وإن كان في العمر بقية فسوف أفتح ملفا خاصا لعلم اللغة والحديث عن الجهاز الصوتي كأحد الموضوعات التي يتناولها علم اللغة

    أخي العالم الجليل إنني أتهلف لهفة شديدة أن أنشر كل معنى يشتعل في رأسي هنا في القناديل حيث وجدت العقول البناءة التي تدعم كل فكر جاد فلو أمعنت النظر في المنتدى الذي أشرف بالإشراف عليه وأنت تتردد عليه بين الحين والحين لوجدتني دائم الصراخ للشعراء كي يلتفتوا إلى تلك الموضوعات التي أنشرها ولكن أكثرهم - اللهم إلا القلة منهم - في شغل فلا يأمُلُون من الشعر سوى نشر ما يكتبون حتى وإن كان معيبا ولكنني هنا وللحق وجدت تلك العقول الشعرية التي تُقْبُل على كل فكر جاد وكأنكم هنا بالفعل تعلمون - وهذا مرجعه إلى رقيكم الفكري الشعري - أن تدارس الشعر خير من كتابته
    دمت أخي مشجعا نبيلا وأدعو الله أن يمد في عمري حتى أضع كل ما حباني الله به من فكر متواضع بين أيديكم وأنا أعلم علم اليقين أنه في أيد أمينة
    كل عام وأنتم بخير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    رد: فنون الشعر العربي/عبد الله جمعة

    المواليا
    الجزء الثالث


    المواليا في الشام





    يرى " مصطفى صادق الرافعي " في كتابه [ تاريخ آداب العرب ] أن بلاد الشام هي مصدر الشعر العامي فيقول " ولعلهم أصل الشعر العامي في العربية لأن الفصيح استبحر في بلادهم فكان لابد لعامتهم من هذا الشعر ويعود إلى رواية ( معبد ) المغني وهي أنه شَخَصَ إلى "الوليد بن يزيد " ثم كان " يوما في بعض حمامات الشام إذ دخل رجل له هيبته ومعه غلمان واشتغل به صاحب الحمام عن سائر الناس .. وترنَّمْتُ فالتفت إليَّ وقال للغلمان قدموا إليه ما ها هنا .. ثم سألني أن أسير معه إلى منزله فأجبته , فلم يدع من البر والإكرام شيئا إلا فعله ثم وضع النبيذ فجعلت لا آتي بحسن إلا خرجت إلى ما هو أحسن منه وهو لا يرتاح ولا يحفل لما يريحني فلما طال عليه أمري قال : يا غلام شيخنا فأتى شيخ فلما رآه هش إليه فأخذ الشيخ العود ثم اندفع يغني :

    سلور (*) في القدر ويلي علوه ... جاء القط أكله ويلي علوه

    والسلور " نوع من السمك "
    ثم غني :

    وترميني حبيبة بالدراقن (*) ... وتحسيني حبيبة لا أراها


    فكاد يخرج من جلده طربا وانسللت منهم فانصرفت ولم يعلم بي
    إن الاستشهاد بهذا المثل دلالة على أن اللغة العامية كانت في بلاد الشام قبل غيرها من الأقاليم العربية إذا ما عقدنا موازنة تاريخية بينه وبين المواليا التي نشأت في عصر هرون الرشيد إبان الخلافة العباسية فهذا الغناء الملحون في الشام وفق ما سقناه من مثل منذ عصر "الوليد بن يزيد " وهو أموي كما نعلم والعصر الأموي سابق العصر العباسي ... إذن كان طبيعيا لفن المواليا أن يجد مكانه بين أهل هذا القطر - الشام - قبل غيره لأن الشوام يميلون إلى الغناء في الشعر الملحون ولا يطربهم الشعر المعرب فيه وقد ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني شواهد أخرى كثيرة
    أما تاريخ وصول المواليا إلى بلاد الشام وذيوعه فيها فأمر ما زال مجهولا - على الأقل حسب علمي وما أوردته الكثير من المصادر المؤرِّخة وما أكثرها ولله الحمد والمنة - على أني أظن أن القرن السادس الهجري هو تاريخ وصول المواليا كفن ناضج إلى بلاد الشام وذيوعه انتشاره في القرن السابع الهجري وإن كان الأستاذ " نسيب اختيار " في كتابه [ الفولكلور الغنائي] فيقول أن تاريخ دخول المواليا الشام من العصور السحيقة دون تحديد لتاريخ وهذا قد يحيل القارئ إلى أن يظن أنه في العصر الجاهلي مثلا أو ما قبله وهو ما لا يمكن أن يكون ... وغاية الأمر فإننا لم نجد لهذا الفن معرفة في تلك البلاد ونظمه الشعراء ولحنه المغنون وتداولته العامة وقسم من شعراء الفصحى إلا في النصف الثاني من القرن السابع الهجري وربما يعود ذلك إلى أن بلاد الشام مجاورة للعراق وأن طريق القوافل نشط بين بغداد ودمشق فقد كانت تمر في الموصل ثم حلب وحمص وحماة ثم دمشق ومن هناك إلى مصر وبالعكس فلابد للأدب البغدادي والفنون البغدادية من أن ترحل عنها بعد سقوطها على يد التتار سنة 656 هـ لتحط رحالها في هذه المدن قبل أن تصل إلى البلاد الأخرى وبالفعل اشتهرت هذه المدن بهذا الفن كما أن الصلات كانت وشيجة بين هذين القطرين منذ الأزل وحتى الوقت الحاضر

    وكان من أوائل الموَّالة في بلاد الشام الذي وقفنا على على المواليا التي نظموها وهي كاملة الشكل العروضي الشيخ " أمين الدين بن مسعود الدنيسري " المتوفى سنة 680هـ قال مواليا :

    تِغَيَّبْ وتُبْطِي أقول الساتجي (*)واقوم
    أجْرّدْ عليها ومسيها مسا ميشوم
    تجي ومعها الشوا والنقل (*)والمشموم
    أشكت ومن هون قال الناس ذا مطعوم


    (*)الساتجي : الساعي
    (*)النقل : هنا معناه الطعام والشراب


    وقال " ابن جويان " أيضا :

    أفارقه واقول إني قد تسلِّيتْ
    وَرِحتْ قلبي وزال الهم وانخليت
    واذْكر مساويه في حقي إذا وليت
    واذا رجع جانسيت الكل وانحليت


    ثم نظم " عز الدين أبو إسحق إبراهيم محمد بن طرخان " الحكيم المعروف بابن السويدي شيخ أحياء دمشق ( 600 - 690 هـ ) مواليا استعمل فيها الجناس والطباق والوصف الرائع لمحبوبته يقول فيه :

    البدر والسعد ذا شبهك وذا نجمك
    والقد واللحظ ذا رمحك وذا نجمك
    والبغض والحب ذا قسمي وذا قسمك
    والمسك والحب ذا خالك وذا عمك



    ثم يعارضه " موفق الدين أحمد بن إبراهيم بن محمد الطرابلسي الشافعي " المعروف بأبي ذر الحلبي ( 818 - 884 هـ ) ويحاول أن يأتي بنفس المعنى يقول :


    عارضك والخال ذا وصلي وذا ندي
    والقد واللحظ ذا حظي وذا هندي
    والشَّعر والفرق ذا وصلي وذا ضدي
    والخد والثغر ذا حري وذا بردي



    ويكاد يكون الأدب والفن في مصر وبلاد الشام ينهل من معين واحد فما كان ينظم في القاهرة يحكى مثله في دمشق وحماة وحلب . فالشعراء يتجولون بين البلدين يمدحون ملوك الشام والقاهرة على حد سواء وفي أوقات متقاربة ثم أن عددا من شعراء الشوام عاشوا وماتوا في مصر كــ " شهاب الدين العزازي " المتوفى سنة (710هـ) و " الصلاح الصفدي " المتوفى سنة (764هـ) و " ابن حجة الحموي " المتوفى (837هـ) وشعراء مصريين ولدوا في مصر وتعلموا فيها ثم هجروها إلى بلاد الشام حيث اتخذوها سكنا لهم وماتوا فيها أمثال " ابن النبيه " المتوفى سنة (619هـ) في نصيبين و " الشاب الظريف " الذي ولد في القاهرة وتوفي في دمشق سنة (688هـ) و " ابن نباتة " المتوفى (686هـ) و " ابن الوكيل " المتوفى سنة (710هـ)
    ولعل خضوع مصر والشام إلى ملك واحد في فترات معينة من الزمن هو الذي أدى إلى هذا التشابه بين المواليا في القطرين من حيث المعاني والألفاظ والصناعة اللفظية والبديعية التي تخللت المواليا وهي تذاع على لسان الموَّالة المصريين والشوام معا


    فما أعجبنا اليوم فالتاريخ يعلن على الملأ أننا شعوب واحدة واليوم يأتي منحرفو الانتماء ويحاولون الإيقاع بين شعبين شقيقين من أجل مبارة كرة قدم ...


    انتظروني في الحلقة الرابعة حيث " المواليا " في الأمصار العربية











    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: فنون الشعر العربي/عبد الله جمعة



    فنون الشعر العربي



    الجزء الرابع





    المواليا في السودان



    وأما المواليا في القطر السوداني فقد غيروا اسمها إلى ( الدوبيت ) و ( الحار دِلُّو ) وهما المواليا من حيث التركيب الفني ويقربان من المواليا الرباعي إلا أنهما يختلفان عنه من حيث التسمية
    و( الدوبيت ) – على ما هو معلوم – عندنا من فنون الشعر المعربة هو ثالثها بعد ( القريض ) و( الموشح ) ولا يجوز فيه اللحن " الخروج عن الإعراب " إلا أن السودانيين يسمونه النظم الملحون والذي يشبه المواليا الرباعية التي تتكون من أربعة أغصان بالدوبيت في حين أن ( الدوبيت ) يختلف عن المواليا في تركيبه أحيانا ولغته وعروضه فهو لا ينظم إلا بالفصحى والمواليا تنظم بالفصحى والعامية ولكنها اختصت بالعامية أخيرا ولها عروض واحد هو ( البسيط ) بينما ( الدوبيت ) ينظم بأعاريض مختلفة منها قول " أبي الفرج الواسطي السوداني " المتوفى سنة 556 هـ من دوبيت :




    يا غصن نقا قوامه مياد ... أيام رضاك كلها أعياد
    ما أكتم حزني تهجرني ...إلا حذرا تشمت الحساد





    والدوبيت السوداني في هذا العصر يتألف من أربعة أغصان تنتهي بروي واحد وهي كالرباعية في تركيبها ومن ذلك قول بعضهم :



    الحال العلي حال العد و المسكين
    وحال من كنه ده وسالين ع السكين
    وحال من في البحر حاوشنه تساحين
    وحال أم الفتى وكتين جناها بين




    ومنه أيضا :




    الليلة الصعيد جاب الهبوب مجلوبة
    وطران اللي هل ولجلسه في الراكوبة
    وشوف بنت الحرام زينوبا
    والجمل أب بربعين خايل على مركوبا




    إن هذين النصين من الدوبيت السوداني ملحونان ولعل المواليا والدوبيت وصلا السودان في وقت واحد واختلف في تسميتهما وكان من نصيب المواليا أن تتسربل باسم جديد في السودان وهو ( الدوبيت )
    والدوبيت في السودان فن عامي واسع الانتشار وموقعه في نفس كل سوداني لا يكاد يضارعه في تأثيره أي فن آخر من فنون هذا الشعر وهو في الوقت نفسه فن بلغ حدا كبيرا في الاستواء والنضوج من حيث الشكل الفني أما من حيث الموضوع فقد استوعبت كل الأغراض التي احتاجها الإنسان السوداني في إطار حياته العامة والخاصة ورغم أن هذا الفن القولي لا ينتشر في كل القبائل السودانية فإنه معروف لدى الجميع حتى تلك القبائل التي لها فن شعري خاص
    أضف إلى هذا أن هذا الفن من أقدم الفنون القولية الشعرية في السودان وما زال يعيش في البوادي ولكنه استطاع كذلك أن يغزو المدينة وأن يفرض لنفسه وجودا فيها وكان له من المرونة ما جعله يتقبل شكل الحياة المدنية ويعبر عنها فلقي بذلك في المدينة نفس الشغف والاهتمام اللذين يلقاهما في البادية
    والدوبيت السوداني يمكن تجميع أبياته ( رباعياته ) فيكون قصيدة ولكن دون قافية يلتزم بها وإن كل رباعية منه تمثل في روي واحد وقافية واحدة مستقلة عن الأخرى فهي لا تشبه الفنون الشعرية غير المعربة المعروفة لدينا
    ومن ذلك قول ( دوبيت ) غزلي لـــ " الصادق حمد علي الحلال الشكري " وهو يتحدث في الشطر الأكبر منه عن جمال محبوبته :






    ساقك شمعدان عرافة مو مطَّقق
    مشيك سنيد وحاة الله وعليه محقق
    سلاحك جوه في ريشات قلوبنا يشقق
    نويح الليل عليك صبح لساني ميقق
    ***
    قلبي مفشل المدره أم سحابتن عاتمة
    ودوقي مبرجة الدرعة أم سماحتن خاتمة
    فرت باسمه تحل الضماير الكاتمة
    ضراب اب سنونا هاتمة



    وهكذا يستمر في هذه الرباعيات الدوبيتية حتى نهاية الدوبيت ونظم السودانيون في هذا اللون من الشعر في كل الأغراض التي طرقها الشعر القريض



    وفي القطر السوداني أيضا لون آخر من الشعر الشعبي وهو ( الحاردلو ) الذي يشبه المواليا إلى حد كبير في تركيبه ولغته وينسب إلى شاعر سوداني اسمه " محمد بن أحمد أبو سن " من قبيلة [ شكرية ] وهي قبيلة عربية عريقة ... إن هذه القبيلة [ الشكرية ] التي ينتمي إليها الشاعر هاجرت إلى السودان في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي كتلك القبائل العربية التي هجرت الجزيرة العربية إلى الأمصار العربية الأخرى


    فمن قول بعضهم :




    ما أكل حلو بيتو الميعاه جيعان
    وما ألبس الرفيع والميعاه عريان
    مامون السجايا اليستودع النسوان
    ضباح الخلايا لي عشا الضيفان




    ومن قول ( الحار دلو ) :




    الليلة المعيز ما ظني أنا ملاقيهن
    ناطحات البطَّين أدن قليلة قفيهن
    سمعن طنت الشادي وكتر صفيهن
    وعند الأصفرار جِفْلَن بشوف لصفيهن




    ومهما تعددت أسماء هذه النصوص واتخذت هويات في الأقطار التي تنظم بها فإنها تعود من حيث الأساس إلى فن المواليا لأنه هو الأصل والفروع كلها تعود إلى أصولها





    انتظروني في الجزء الخامس
    المواليا في المغرب












    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7

    رد: فنون الشعر العربي/عبد الله جمعة

    لمتابعة المناقشات للموضوع
    http://kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=12638&page=9
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. حفيدي محمد - جمعة العربي - تعالي لي
    بواسطة نبيل القدس في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-21-2015, 07:35 PM
  2. جمعة حماية الثورة/جمعة أتى امر الله فلاتستعجلوه
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-01-2012, 02:19 AM
  3. جمعة وما النصر إلا من عند الله
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-07-2012, 12:10 PM
  4. دمعة الشعر (تخميس لقصيدة والد الشاعر /سالم الرميصي )حفظه الله
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-25-2011, 05:20 PM
  5. أثر الشعر العربي في الشعر الفارسي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-22-2009, 07:51 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •