لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / أبو معاذ الناظر
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄
قال تعالى فى سوره طه :◄
• ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى )
قال تعالى فى سوره القصص :◄
• ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ .. )
قال تعالى فى سوره النمل :◄
• ( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
فى ( طه و القصص ) قال :•: أتاها
فى ( النمل ) قال :•: جاءها
ما اللمسه البيانيه فى الفرق بين ( أتاها .. جاءها )
♦ الجواب :◄
المجيء و الإتيان معناه :◄ أنه وصل للمكان ،
ولكن لا بد أن ننظر في السياق
• ( فَلَمَّا جَاءَهَا ) فى سورة النمل تتناسب مع جو القوة .
الكلمات في القرآن تأتي حسب سياق الآيات قال تعالى فى سورة طه:◄
• ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى ) تكرر لفظ الإتيان أكثر من ( 15 ) مرة والمجيء ( 4 ) مرات.
البناء للمجهول هو نوع من التعظيم والتفخيم لله سبحانه وتعالى الذي نادى
في سورة النمل :◄ ( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ )
في سورة القصص :◄ ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي )
• ذلك أن ما قطعه موسى على نفسه في النمل أصعب مما في القصص ،
• فقد قطع في النمل على نفسه أن يأتيهم بخبر أو شهاب قبس ،
• في حين ترجى ذلك في القصص .
• والقطع أشق و أصعب من الترجي .
وأنه قطع في النمل .←. أن يأتيهم بشهاب قبس ،
• أي :◄ بشعلة من النار ساطعة مقبوسة من النار التي رآها
في حين أنه ترجّى في القصص .←. أن ياتيهم بجمرة من النار ،
• لاحظ :◄
والأولى أصعب .
ثم إن المهمة التي ستوكل إليه في النمل أصعب و أشق مما في القصص
• المهمة التي ستوكل إليه في النمل أصعب وأشق مما في القصص،
1 • ( فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) النمل .←. إلى فرعون وقومه قال ( جاءها )
فإنه طلب إليه في القصص أن يبلغ فرعون وملئه.
2 • ( فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) القصص .←. إلى فرعون وملأه قال ( أتاها )
3 • (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) طه .←. إلى فرعون فقط قال ( أتاها )
• لاحظ :◄
تبليغ القوم أوسع وأصعب من تبليغ الملأ ،
ذلك أن دائرة الملأ ضيقة ، وهم المحيطون بفرعون .. ( الخاصه أو الحاشيه حوله )
في حين أن دائرة القوم واسعة، لأنهم منتشرون في المدن والقرى،
• وأن التعامل مع هذه الدائرة الواسعة من الناس صعب شاق،
فإنهم مختلفون في الأمزجة والاستجابة والتصرف،
• فما في النمل :◄ أشق وأصعب، فجاء بالفعل .←. ( جاء ) دون ( أتى ) الذي هو أخف .
ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة طه :◄
• ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى ) ذلك لأنه أمره بالذهاب إلى فرعون ولم يذكر معه أحدا آخر:
• ( اذهب إلى فرعون إنه طغى * قال رب اشرَحْ لي صَدْري * ويسّر لي أمري )
فانظر كيف لما أرسله إلى فرعون قال :◄ ( أتاها )
• ولما أرسله إلى فرعون وملئه قال :◄ ( أتاها ) أيضا
• في حين لما أرسله إلى فرعون وقومه قال :◄ ( جاءها )
وأنت ترى الفرق بين الموطنين ظاهراً .
• ( يقول الدكتور / فاضل )
والذي استبان لي أن القرآن الكريم يستعمل ( المجيء ) لما فيه صعوبة ومشقة ،
• أو لما هو أصعب وأشق مما تستعمل له ( أتى ) .
• ويستعمل ( أتى ) لما هو أخف وأيسر .
ولعل من أسباب ذلك :◄
• أن الفعل ( جاء ) أثقل من ( أتى ) في اللفظ
• بدليل أنه لم يرد في القرآن الكريم فعل مضارع لـ ( جاء ) .. ولا أمر .. ولا اسم فاعل ..
ولا اسم مفعول .. ولم يرد إلا الماضي وحده
• بخلاف ( أتى ) الذي وردت كل تصريفاته ،
• فقد ورد منه الماضي .. والمضارع .. والأمر .. واسم الفاعل .. واسم المفعول .
• فناسب بين ثقل اللفظ و ثقل الموقف في ( جاء )
• وخفة اللفظ وخفة الموقف في ( أتى ) .. والله تعالى أعلم
• بعض أمثله للتوضيح :◄
1 ــ قال تعالى :◄
• ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .. النحل .
• ( فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ) .. غافر .
• قال في النحل :◄ ( أَتَى أَمْرُ اللهِ )
• قال في غافر :◄ ( جاءَ أَمْرُ اللهِ )
• وبأدنى نظر يتضح الفرق بين التعبيرين ،
• فإن المجيء الثاني أشق وأصعب لما فيه من قضاء وخسران،
• في حين لم يزد في الآية الأولى على الإتيان .
• فاختار لما هو أصعب وأشق ( جاء ) ولما هو أيسر ( أتى ) .
2 ــ قوله تعالى :◄
• ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا
فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) .. يوسف
• ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا
وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ ) .. الأنعام
• قال في آية يوسف :◄ ( جاءَهُمْ نَصْرُنا )
• قال في آية الأنعام :◄ ( أتاهُمْ نَصْرُنا )
• ومن الواضح ان الحالة الأولى ( يوسف ) أشق وأصعب ،
• وذلك أن الرسل بلغوا درجة الاستيئاس وهي أبعد وأبلغ ،
وذهب به الظن إلى أنهم كُذبوا ،
• عند ذاك جاءهم نصره سبحانه فنجّي من شاء وعوقب المجرمون.
• في يحن ذكر في الآية الأخرى ( الأنعام ) أنهم كُذّبوا ،
• أي :◄ كذّبهم الكافرون ، وأوذوا فصبروا .
• وفرق بعيد بعيد بين الحالتين ،
فلقد يُكذّب الرسل وأتباعهم ويُؤذَون ،
ولكن الوصول إلى درجة اليأس والظن بالله الظنون البعيدة أمرٌ كبير.
• ثم انظر إلى خاتمة الآيتين ترى الفرق واضحا،
فما ذكره من نجاة المؤمنين ونزول اليأس على الكافرين في آية يوسف
مما لا تجده في آية الأنعام يدلك على الفرق بينهما .
• والله تعالى أعلى وأعلم
• نقلاً ( Jamila Elalaily )