مواطن مستهلِك أم مواطن مستهلَك
كان الدوار( البائع المتجول على ظهر دابة) يحمل بضاعته الى القرى والأحياء البعيدة ليبيعهم ما يحتاجون من بضائع يستهلكونها فالمواطن المستهلِك (بكسر اللام) يعتبر كالدجاجة التي تبيض ذهبا بالنسبة الى الباعة. وقد تعتبرهم بعض الدول كذلك طالما يدفعون ضرائبهم، فلذلك تطلق كثير من الدول في العالم عبارة (المواطن أغلى ما نملك).
ولكن الدوار عندما يزور حيا أو قرية نائية عدة مرات، ولكنه لم يبع شيئا فيها فإنه سيشطبها من قائمة المناطق المشمولة ببركات جولاته، والشطب عادة يتم للبضائع التالفة أي (المستهلَكَة) بفتح اللام، وكذلك قد تفعل دولهم بهم، إذ سيتجمعون حول دوائر التوظيف أو الجمعيات الخيرية يطلبون المساعدة، ولأنهم كذلك فستنهرهم تلك الدوائر رغم أن الله نهى عن نهر السائل (وأما السائل فلا تنهر) الضحى 10.
وإذا أصبح المواطن سائلا، فإنه سيندلق في قنوات التصريف، وتصبح الخدمات المقدمة له عبئا كبيرا، فقد يتكرم المحسنون على السائلين مرة أو اثنتين لكنهم سيتوقفون عن تحمل مصاريفهم مدى الحياة، فهل أصبح المواطن مستهلكا (بفتح اللام) ينتظر قرار شطبه؟