** اسم الكتاب: أثر التحديث الغربي في الهوية في مجتمع إسلامي: الإمارات العربية المتحدة حالة دراسة
** المؤلف: إبراهيم راشد الحوسني
** الناشر: دائر الثقافة والإعلام- الشارقة- الإمارات العربية المتحدة
الغرض من تقديم هذه الدراسة هو اختبار مختلف الفرضيات المطروحة حول أطروحة أزمة الهوية في المجتمع الإسلامي، وخصوصاً دراسة تأثير عملية العصرنة والتحديث الغربي من مختلف الأوجه الاجتماعية والشخصية والوطنية والثقافية والسياسية والاقتصادية في ذلك. ولتحقيق هذا الهدف فإن الباحث قد اعتمد على المفاهيم والمعايير الفيبرية (نسبة إلى العالم الاجتماعي الألماني ماكس فيبر) حول ما يمكن أن يؤسس لعملية عصرنة وتحديث، وآراء هذا العالم حول تطور المجتمع الإسلامي فيما يخص هذه العملية، وخصوصاً نقاط الضعف التي قال إن المجتمع الإسلامي قد اتصف بها في سعيه من أجل تطوير الظروف الضرورية لعملية التحديث التي قد حصلت فيما بعد في أوروبا. إضافة إلى ذلك فقد استخدمت نظريات أخرى حول أزمة الهوية في المجتمع الإسلامي، مثل نظرية عبدالله الأحسن حول التمييز بين مفهوم الأمة الإسلامية والمفهوم الغربي لاصطلاح "nation"، والرؤية التاريخية للأزمة في المجتمع العربي التي أطلقها برهان غليون في العديد من كتبه. كما يسعى هذا العمل البحثي إلى اختبار الافتراضات الشائعة حول تأثير التكنولوجيا وأجهزة الإعلام والتي هي مبتكرات غربية في الهويات العربية والإسلامية.
ولاختبار هذه الفرضيات سعى الباحث إلى استخدام عدة طرق بحثية منها:
أولاً: دراسة المجتمع الإماراتي كحالة دراسة، وتمم ذلك بمقابلات متعمقة، وملاحظات خاصة بالباحث كمراقب مباشر، بالإضافة إلى طرق بحث أخرى كمية مثل الاستبانة وتحليل المحتوى من أجل دعم الطرق النوعية من البحث.
ويهدف الباحث من هذا للتأكد مما إذا كانت آراء المثقفين والشخصيات التي تعد نخبة المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة تعكس آراء وتصورات الإنسان العادي، فيما يتعلق بالفرضيات التي جرت مناقشتها.
ثانياً: ولكون ملاحظات الباحث قد تتهم بكونها شخصية فقد كانت هناك ضرورة لوجود آراء أخرى من منطلق أوسع تعطي البحث مصداقية وصحة أكثر في نتائجه.
ثالثاً: سعى الباحث من خلال وحساب المادة العربية التي تحتويها الصحف العربية اليومية الصادرة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قياس تأثير الصحافة الغربية في الصحافة العربية، وكامتداد لذلك مدى تأثير الثقافة الغربية في التصور العربي المحلي للعالم من خلال الصحافة المطبوعة في الإمارات العربية المتحدة.
في الفصل الأول راجع الباحث الأدب المكتوب حول مختلف تعريفات ومفاهيم وتواريخ مصطلحات التحديث والهوية والدولة، سواءً من المنظور الغربي أم الإسلامي، لتبيان الفرق بين هذين العالمين. وتتبع في الفصل الثاني المفاهيم نفسها وكيفية انطباقها على الوضع في دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل تعريف ما هو وثيق الصلة بتلك المصطلحات والنماذج والتعريفات فيما يخص عملية التحديث التي بادرت به الدولة وكيف أثر ذلك، أو لم يؤثر في الإحساس بالهوية.
وفي الفصل الثالث ناقش الباحث مختلف النظريات حول وجود أزمة الهوية في المجتمع الإسلامي، مبتدئاً بنظرية فيبر عن التحديث ومظاهره والتي زعم فيها أن الإسلام يفتقدها، ومختلف الأدب المكتوب من دارسين غربيين ومسلمين كانوا قد انتقدوا هذه النظريات، كما اختبر الفصل كذلك الأدب فيما يتعلق بالحوادث والأحداث التاريخية والتي قد تكون قادت إلى أزمة الهوية في المجتمع الإسلامي.
بينما درس الفصل الرابع الفرضيات الموجودة حول أزمة الهوية في دولة الإمارات العربية المتحدة – كمجتمع مسلم معاصر، إلا أنه مجتمع يتميز بحالة خصوصية ضمن العالم الإسلامي، وتناول كذلك أهمية عناصر فيبر فيما يتعلق بتوليد وخلق الرأسمالية التي يعتقد إنها ذات أهمية لأي توجه نحو التحديث، وكيفية انطباق ذلك على دولة الإمارات العربية المتحدة.
أما الفصل الخامس فناقش مسألتي التكنولوجيا والعلوم كعناصر ذات تأثير في الهوية الإسلامية، خصوصاً فيما يتعلق باستيراد التكنولوجيا عالية التقنية من الغرب واليابان. وعرض هذا الفصل المفاهيم المختلفة الإسلامية والغربية فيما يتعلق بالعلم، والكيفية التي يتم التعامل بها وتطبيقها، وبأي شكل، وإذا ما كان يوجد هناك شكل ما قد أثر في هوية الشعوب التي تستورد التكنولوجيا والعلوم.
وأخيراً تم تناول أجهزة الإعلام نفسها، حيث اختبرت في الفصل السادس، خصوصاً فيما يتعلق بالسعي لاكتشاف تأثير أجهزة الإعلام الغربية في أجهزة الإعلام المحلية، ومن خلال ذلك في هوية المجتمعات الإسلامية، وكيفية انطباق ذلك الوضع في دولة الإمارات العربية المتحدة.