معبر الكرامة ويا هلا ....!! للشاعر : عبد الرحيم محمود
قفي وابك في جسر المذلّة والطمي
ومري على قبر العروبة وارجمي
يسمّونه جسر الكرامة مثلما
دعَوا للديغ الصلّ سلما لتفهمي
وقفنا على جسر المذلة يومنا
وسبع من الساعات مر بقمقم
حبسنا كما الخرفان في يوم ذبحها
يلملنا الشرطي في (الباص) نرتمي
وأطفالنا تبكي وتحتار مرضع
ويمنعها إطعامه كيف تحتمي
أتخرج ثديا والرجال أمامها
ومن خلفها أيضا عيون بلا دم
أقول لمن قد فاوض العمر لاهيا
عن الحزن في قلب الضعيف الميتم
وعن ذل أنثى والجنود تدعّها
إذا رجلها خانت وقيل تقدمي
فأنبها مَنْ خلفها وأمامها
وصاح عليه اللائمون كمجرم
تُفاوضُ عن شعب تذل نساؤه
ويقتل فيه العزّ من كل مبهم
فأنت إذا سافرت سافرت مكرما
وشعبك إن يعبر فليس بمكرم
يعابثه الشرطيّ في كل موقع
ويشعره أن البلاد بمأتم
ويشعره بالذل كل دقيقة
ويكسر فيه الحرف بالقهر في الفم
تذكّر بأن الناس طال مرارهم
وأصبح مأسورا يلوذ بمعدم
فليس الـ (في أي بي) بحل لشعبكم
هناك الذي لا يملك الخبز فاعلمِ
نُقِعْنا على نهر تعكّر ماؤه
ولكنّه بالحب يجري كمغرم
بأرض حباها الله قدسا وقبلة
ففرط من جاروا على كل مسلم
زعاماتنا بالقهر من عهد آدم
تسوس قطيعا إن ير التبن يبصمِ
وكل يرى في نفسه الرب رازقا
وكل يرى في نفسه خير منعم
ألا أيها الموت البطيء تعال قد
كرهت حياة الذل من قبل مهرمي