نوم الطيور آخر تحديث:الثلاثاء ,08/07/2008
صالح الخريبي
الطيور، كما الأشجار، تنام واقفة، يغمض الطائر عينيه ويستسلم لنوم عميق، ويصل إلى مرحلة النوم العميق خلال دقائق على عكس البشر الذين يمر نومهم بمراحل، وعندما يستيقظ الطائر يبدأ بالزقزقة، بينما نعقد نحن حاجبينا. ومرحلة النوم العميق لدى البشر لا تستغرق أكثر من ساعتين، بينما هي لدى الطائر تستغرق فترة النوم كلها، وسبب ذلك ان الجزء الذي ينظم عملية النوم لدى البشر غير موجود في دماغ الطائر.
وغياب ذلك الجزء من دماغ الطيور خلق مشكلة كبيرة للعلماء الذين يرغبون في دراسة أسلوب النوم لدى الطيور، وفي الوقت الذي يستطيع العلماء فيه استخدام الأجهزة الحديثة لالتقاط الإشارات الكهربية التي يصدرها دماغ البشر أثناء النوم، ومعرفة المرحلة التي وصل إليها النائم، بل وربما الأحلام التي يراها أثناء النوم، فإن هذه العملية غير ممكنة بالنسبة للطيور، ولكن الدكتور فيليب ستيفن لو نشر مقالاً في العدد الأخير من مجلة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم قال فيه إنه صمم جهازا لالتقاط الإشارات التي يصدرها دماغ الطائر أثناء النوم، واكتشف أن هنالك طائرا واحدا ينام بالطريقة التي ينام عليها البشر، أي على مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بازدياد حركة بؤبؤ العين، وتنتهي بالنوم العميق، هو “الحسون”، ولكن جهاز الدكتور فيليب لو لا يستطيع التقاط الإشارات بانتظام، وإنما على مراحل متقطعة، ولذلك اضطر للاستعانة بمعادلة حسابية لمتابعة نشاط الدماغ خلال الفترة التي يتوقف فيها الدماغ عن بث الإشارات.
وحتى وقت قريب كان العلماء يعتقدون أن العالم مقسم إلى ممالك، كل مملكة تختلف عن الأخرى، فهنالك مملكة الحيوان، ومملكة الطيور، ومملكة الحيوانات البحرية والأسماك التي تنام مفتوحة العينين، ولكن الاكتشاف الذي توصل إليه الدكتور لو خفف إلى حد كبير من حدة هذا التقسيم، كما كشف أن الجزء التي يتحكم بالنوم ومراحله في دماغ البشر ليس ضروريا لهذه العملية، بدليل أن الحسون ينام دون وجود هذا الجزء في دماغه.
والحياة مليئة بالألغاز التي لا تزال تنتظر إجابات، والعلماء لم يؤتوا من العلم.. إلا قليلا.
أبو خلدون