نعتذر.. لضيق الوقت
في القوانين الرياضية، يكون الوقت مساويا للمسافة مقسومة على السرعة، فإذا كانت المسافة بين مدينتين مائة وخمسون كيلومترا، والسرعة 100كم في الساعة فإن الوقت أو الزمن يكون ساعة ونصف.
أحيانا، تحدد السرعة وفقا للمسافة المُراد قطعها، فتكون سرعة المتسابقين في مسافة المائة متر غير السرعة التي يركض بها المتسابق في سباق الألف متر أو المراثون (42كم)، فهو حينها سيضطر لتقنين السرعة كي يحتفظ بلياقته لنهاية السباق، وهكذا يفعل المطربون، فأغاني كوكب الشرق كانت تطول ساعة أو ساعتين، فيكون أداءها مختلف عن أداء المغنين الأجانب الذين لا تطول أغنياتهم إلا دقائق معدودة، فيكون إيقاعها سريعا ونبرة الصوت تتلاءم مع قصر مدة الأغنية.
ما دفعني للكتابة في هذه المسألة، ما نشاهده على شاشة التلفزيون، فإن كان المراسل يتحدث من باكستان فإن سرعة حديثه تكون بأقصى ما يمكن، خوفا من أن يقاطعه من في (الأستوديو) المركزي، طالبا منه التوقف، وإن كان الحديث يصب في مصلحة سياسة القناة التلفزيونية، فإن المراسل سيأخذ راحته في تعداد مناقب من يتحدث عنه، سواء كان مسئولا مرغوبا في إعلاء شأنه أو حدثا يُراد تضخيمه.
بالمقابل، فإن من يتم مقاطعتهم من المتحدثين سواء كانوا مراسلين أو أشخاصا تم اللقاء بهم باعتذار المذيع أو المذيعة بالقول: سيد (فلان) نشكركم ونعتذر لضيق الوقت.
وبعدها مباشرة تنتقل القناة للإعلان عن مزيل شعر، أو حفاظات أطفال، أو التغني بطعام شركة الطيران (الفلانية) المقدم للمسافرين، أو درجات الحرارة المثالية داخل الطائرة والتي لا تقل عن 36 ْم ولا تزيد عن 38 ْم، ولا أدري أين المثالية في تلك الدرجة، فقد تذيع نفس القناة في نفس نشرة الأخبار أن أربعين فرنسيا توفوا لأن درجة حرارة الجو ارتفعت الى 34 ْم.
نعتذر لضيق الوقت