قصة تلحين النشيد الوطني السوري ...حماة الديار...
عزف لأول مرة كنشيد وطني رسمي لسوريا صبيحة السابع عشر من نيسان عام 1946م يوم الجلاء الكبير
الأخوان أحمد و محمد فليفل ملحنا النشيد
بدأت القصة باختيار القصيدة التي سوف تتحول الى نشيد وطني
قصيدة الشاعر خليل مردم (حماة الديار)
وخليل مردم شاعر سوري ولد في أواخر القرن التاسع عشر
وعايش مرحلتي الاستعمارين التركي والفرنسي لسوريا
وكتب الكثير من القصائد الوطنية …
1938م في عهد رئيس الجمهورية هاشم الاتاسي أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لتلحين قصيدة (حماة الديار)
وتقدم لتلحين القصيدة نحو ستين موسيقياً منهم ملحنيين مشهورين
وكان من جملة المتقدمين الأخوان أحمد ومحمد فليفل من بيروت
وشكلت لجنة لاختيار اللحن الأفضل ولما تقدم الاخوان فليفل
رفضت اللجنة حتى مجرد استقبالهما والاستماع إلى لحنهما
فذهب الأخوان إلى فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب آنذاك
وشكوا عدم استقبال اللجنة لهما فطلب سماع النشيد فوجد لحنه جميلاً
ولم يشأ التدخل في عمل اللجنة
فطلب من الاخوين فليفل تعليم النشيد لطلاب المدارس حتى يحين وقت اختيار النشيد
وعمل الاخوان بطلب فارس الخوري وانتشر النشيد انتشاراً واسعاً
ليس كنشيد رسمي , وإنما كنشيد وطني عادي إلى جانب أناشيد الأخوين فليفل الاخرى (بلاد العرب أوطاني) ( في سبيل المجد) (موطني) ( نحن الشباب )….الخ
ولم يتم البت في أمر النشيد السوري حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكو الذي بحث استقلال سوريا
ومثلنا فيه فارس الخوري وكان معه قسطنطين زريق الوزير المفوض لسورية في الولايات المتحدة ورفيق العشا الذي كان قنصلاً لسوريا هناك وفي ذاك الاجتماع تم اقرار حق سوريا في الاستقلال ومن هناك أعلن فارس الخوري أن النشيد الوطني الرسمي لسوريا سيكون (حماة الديار) للأخوين فليفل وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء عام 1946م كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني بلحن الأخوين فليفل
وهكذا تقرر النشيد الوطني السوري ان يكون من كلمات خليل مردم بيك و ألحان الأخوين فليفل….
حماة الديار – النشيد الوطني السوري
حُـماةَ الـدِّيارِ عليكمْ سـلامْ أبَتْ أنْ تـذِلَّ النفـوسُ الكِرامْ
عَـرينُ العروبةِ بيتٌ حَـرام وعرشُ الشّموسِ حِمَىً لا يُضَامْ
ربوعُ الشّـآمِ بـروجُ العَـلا تُحاكي السّـماءَ بعـالي السَّـنا
فأرضٌ زهتْ بالشّموسِ الوِضَا سَـماءٌ لَعَمـرُكَ أو كالسَّـما
رفيـفُ الأماني وخَفـقُ الفؤادْ عـلى عَـلَمٍ ضَمَّ شَـمْلَ البلادْ
أما فيهِ منْ كُـلِّ عـينٍ سَـوادْ ومِـن دمِ كـلِّ شَـهيدٍ مِـدادْ
نفـوسٌ أبـاةٌ ومـاضٍ مجيـدْ وروحُ الأضاحي رقيبٌ عَـتيدْ
فمِـنّا الوليـدُ ومِـنّا الرّشـيدْ فلـمْ لا نَسُـودُ ولِمْ لا نشـيد
منقول Syria Heritage صفحة التراث السوري
Maher Dannan