{من أشهر النساء في التاريخ اليمني القديم }{الملكه لميس أم الملك إفريقيس } بقلم :- زيد محمد حسين الفرح -بن ذي المنار الذي باسمه سميت إفريقي – يتألق اسم (لميس) في كتب التاريخ والتراث كاحد اوئل النساء المتوجات في عصور دولة تبابعة سباء وحمير .. كما يتألق اسم (لميس) في نقش مسند تم العثور عليه في محرم بلقيس (معبد اوام ) بمارب عاصمة دولة وملوك سباء التبابعه ، والذي يعود الى القرن الحادي عشر والقرن العا
شر قبل الميلاد ، حيث يذكر النقش المسند (( مصنعة لميس وقصر أحرم ))[نقوش سبائيه من محرم بلقيس – البرت جام564 ] أى قلعة أو (حصن لميس ) [نقوش مسندي وتليقات – مطر الارياني – ص51 ] وهو شاهد لا تخطئ دلالته على الاميرة الملكة لميس ام إفريقيس بن ذي منار بن الرائش الذ باسمه سميت إفريقيه ، قال المؤرخ العلامه نشوان الحميري في شمس العلوم ((لميس : من اسماء النساء .. قال اسعد تبع :- ولدتني من الملوك ملوك كل قيل متوج صنديد ونساء متوجات كبلقيس وشمس ، ومن لميس جدودي )) [منتخبات شمس العلوم – نشوان الحميرى – ص57 و 96 ] يعني بلقيس ملكة سباء التي عاصرت النبي سليمان ، وشمس ام ياسر ينعم ملك سباء وذي ريدان ، ولميس بنت نوف بن يريم ذي مرع والدة الملك إفريقيس وهي اقدم النساء المتوجات الثلاث المذكورات في شعر اسعد وشمس العلوم .. وقد ذكرا لسان اليمن الحسن المداني في الانساب بالاكليل عن علماء اليمن القدماء قائلاً (( اولد يريم ذي مرع : نوفاً . فأولد : وهباً ويريم ولميس الكبرى ام إفريقيس بن ذي المنار بن الرائش .. واولد بتع بن ذي المنار الرائش .. واولد بتع بن ذي مرع : موب ايل . فاولد موب ايل : ينوفاً ، ذا بتع القيل وهو اجل من وفد على النبي سليمان من قيول اليمن مع الملكة بلقيس ))[ الاكليل – المداني – ص42/ 10] ويؤكد ذا التدريج للنسب ايضاً ان لميس اقدم من بلقيس لانها زوجة ذي المنار الرائش الذي جاء في الاكليل (( ان الرائش كان في عصر النبي موسى علي السلام )) [الاكليل – المداني – ص219/8 ]وذلك في القرن الثاني عشر قبل الميلاد بينما كانت بلقيس في زمن النبي سليمان في القرن العاشر ق.م. فلميس هي اقدم واول النساء المنوجات في عصور دولة وملوك سباء التبابعة الحميريين .. مما يتيح ادراك معارف تاريخية هامة عن تلك الحقبة التي شهدتا وعاصرتها الملكه لميس وهي اوائل عصور ملوك سباء التبابعه .. يحاول البعض الاءيهام بان ارض ملكة سباء وحضارة ومملكة سباء ليست محددة ومعروفة بينما الحقيقة ان أرض مملكة سباء معروفة ومحددة قطعياً بانها اليمن جنوب الجزيرة العربيه . ففي بحث بعنوان ( هل كانت ملكة سباء حقيقة في التاريخ ) قال الباحث الاميركي كولن كامبل { ان علماء من الاثاريين الأركيولوجين (يقررون ) ان ارض سباء الواردة في التوراة هي جنوب الجزيرة العربيه ، والتي حددها قدماء الاغريق بلداً ومكاناً للسبئيين ، وتشهد بعض اثارهاالعظيمة على امجاد غابرة لهم ولهذا فطالما وطن ملكة سباء مازال موجوداً – ومعروفاً – فمن المفترض ان ملكة سباء كانت موجوده .. } [ هل كانت ملكة سباء حقيقة في التاريخ دليل جديد يؤكد ذلك – كولن كامبل – نيويورك تايمز -4/2/1986م ] في اواسط القرن العاشر ق.م. تسنمت سدة عرش تبابعة سباء في قصر سلحين بمدينة مارب أعظم واشهر ملكة في تاريخ الانسانيه وهي بلقيس ملكة سباء التي عاصرت وزارت النبي سليمان فقد اجمعت على ذكرها كتب التاريخ والتراث على امتداد الازمنة والعصور ، وخصها القران الكريم با لذكر فلم يذكر القران أي ملكة سواها .. قال الحافظ ابن كثير في تفسير الاية القرانيه ( وجئتك من سباء بنباء يقين إني وجدت إمراة تملكهم واوتيت من كل شى ولهاعرش عظيم ) قال ابن كثير ان الاية { .. تذكر ما كان عليه ملوك سباء التبابعة المتوجين ببلاد اليمن من المملكة العظيمة } [البداية والنهايه – ابن كثير – ص21ج2] وكذلك جاء ذكرها في التوراة بالتعظيم ، فقد استهلت التوراة ذكرها بالنص التالي {وسمعت ملكة سباء بخبر سليمان لمجد الرب ، فأتت لتمتحن سليمان بمسائل..} [ التوراة – سفر الملوك الاؤل – 551 ] وجاء ذكرها في الانجيل بلفظ (ملكة التيمن ) .. والتيمن هو الجنوب جنوب الجزيرة العربيه وهو اليمن فلما اعرض اهل جيل المسيح عن الايمان به قال السيد المسيح عليه السلام في الانجيل (هذا الجيل شرير .. ان ملكة التين ستقوم في يوم الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم ،لانها اتت من أقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وها هو اعظم من سليمان هاهنا ) [الانجيل -لوقا - الاصحاح 11] وجاء في تفسير النص بالانجيل { ملكة التيمن هي ملكة سباء } ان ذلك الذكر والتخليد لملكه سباء في القران والتوراة والانجيل يدل على انها اشهر ملكة في التاريخ فلم تجمع الكتب السماوية الثلاثه على ذكر ملكة سواها في تاريخ الانسانيه .وكذلك فقد ذكرتها كتب تاريخ وتراث اليمن والمنطقة وماتزال حتى اليوم فاجمعت على ذكرها با لتعظيم والتمجيد السماء والارض ولذلك فان بلقيس ملكة سباء هي اعظم واشهر ملكة في تاريخ الحضارة الانسانيه
2-*{ الاميرة الاله.. (أثينا) }
وهي اميرة تم إعتبارها من الالهه وان ابيها الامير ذي ايس (زووس) من الالهه يقول د. سامي الاسعد {تذكر الاساطير اليونانيه ان الربة اثينا قد ولدت قرب بحيرة تريتونيس .. } ونرى ان اصل الرويه ان والدها (زوويس ) كان اميران قائد لتلك المنطقه تريتونيس وساحل تونس في عهد (امنفيس ذي المنار ) ثم اصيب بمرض شديد وتصادف مولد اثينس في ذات الوقت .. ومات ابوها ,وقامت بتربيتها ثلاث نساء فتيات في البراري وكانت ملابسها وكيسها مصنوعة من جلد الماعز .. ثم اشتهر وذاع خبرها إلى فينقيه والى مستوطنة قوم ذي رياش في كريت والى اليونان وكذلك في اليمن (ارض الاله إيس) وعادت اثيتا الى اليمن وتحولت فيما بعد إلى اسطورة إنتقلت وانتشرت القدسيه وتم اعتبارها ذات صفة إلهيه في فينقيه وفي اليونان .. ولكن المكتشفات الاثريه في اليمن تضعنا امام حقائق اهم واكبر من ذلك ,تدل على انها في الاصل من اليمن . فقد تم العثور على قطع نقدية يمانية سبائيه على احد وجهيها رسم (اثينا) ويعود زمنها الى عصر تبابعة سباء ويوجد عدد منها في متحف جامعة صنعاء وتم العثور في موقع جبل العود ناحية النادره على تمثال رائع من البرونز للاميرة الالهه اثينا وعليه نقش بخط المسند اليمني القديم وترتدى اثينا في التمثال خوذة راس تؤكد ايضان ان خوذات راس المعدنيه وذات الرياش كانت في الاصل يمانية منذ زمن الملك ذي رياش وان اثينا اميرة يمانية تم إحاطتها بقدسية فاعتبرها اليونان من الالهة وعبدوها ولم تكن تعبد في اليمن وانما كانت أميرة مقدسة فصارت في اليونان من الالهه, وذلك من التأثير الكبير للحضارة اليمنيه التليده على اليونان في عصور تبابعة سباء والعلاقات الواسعة بين سباء واليونان
3-*الاميره .. {ورعت }
من اقدم – وربما أول – الاميرات اللاتي لهن ذكر في التاريخ هي (روعت بنت عاد) اخت الملك (شداد بن عاد بن الماطاط السكسك بن وائل بن عبد شمس) وهو اول ملوك عاد الثانيه (عاد إرم) وكان ملكاً عظيماً إمتد حكمه ونفوذة في ارجاء اليمن وجزيرة العرب ... وقد ذكرته الواح حمورابي البابليه وجاء اسمه فيها في (1792-1749 ق.م . )بلفظ {شمس عاد ملك سباء – ا رتو - وجميع البلدان} فذلك الملك العظيم هو ولد (ورعت بنت عاد ) وقد ولى إبنه الملك ( شداد بن عاد بن المطاط ) جهات الشام وقيادة الجيوش .قال ابن خلدون { وشداد بن عاد هو الذي سار في المالك واستولى على كثير من بلاد الشام .. }[ تاريخ ابن خلدون ص19/2] وقال الهمداني { بلغ شداد بن الملطاط أقصى المشرق لايقف له احد الا هلك ثم سار الى الشام حتى بلغ البحر المحيط وهو يبني المدن ويتخذ المصانع }[الاكليل –الهمداني- ص183/8] .. وكان ذلك بتوجيه ابيه الملك عاد فلما رجع الى اليمن قام بتشييد مدينة ارم ذات العماد قال ابن خلدون {وقد ذكر الطبري والثعالبي والزمخشري وغيرهم ان شداد بن عاد بنى مدينة ارم في صحارى عدن } وجاء في شمس العلوم {ارم مدينة عظيمة بتيه ابين با ليمن} [ شمس العلوم – نشوان الحميري –ص77/1 ] وجاء في تاريخ ثغر عدن {ان شداد بن عاد بنى مدينة ارم ذات العماد في صحاري عدن كما ذكر السهيلي وغيرهم} [تاريخ ثغر عدن – ابو مخرمه –ص15] ..وصارت مدينة ارم – التي في تيه ابين عدن – المدينه والعاصمه الرئيسيه للدولة في ذلك الزمن وتولت ( ورعت بنت عاد ) حكم حضرموت ومشارق اليمن اميره على ذلك الاقليم الوسع من اليمن وكان مركزها المدينة قريب من البحر ..ولما مات الملك عاد بن المطاط تم حمله الى عاصمة ولاية ابنته ( ورعت) وقامت بدفنه في مغارة هناك قريبة من البحر وتم تحنطاه هناك في ابهيه عظيمة .. ثم تولى العرش شداد بن عاد واتم تشييد مدينه ارم ولم يكن في الارض مثلها .. واستمرت اخته الاميره (ورعت بنت عاد ) اميره للساحل الشرقي حتى وفاتها وتم دفنها في المغارةالتي كان فيها قبر ابيها وبعض افراد الاسرة . وكانت ( ورعت بنت عاد ) هي التي اتخذت تلك المغارة مدفناً واهتمت بتزيينها با لتماثيل وغير ذلك مما في مدافن الغار وقامت بتمويه مدخلها فبقيت مجهولة عبر الازمنة والعصور.... ثم في وقت ما بعد الاسلام تم اكتشاف القبر فقد جاء في كتاب الاكليل { .. فسرنا حتى بلغنا المغارة وقدهيأ شمعة واخذنا ادواة ماء واسرجنا الشمعة وسمينا ثم دخلنا المغارة نهتدي بضؤ الشمعة فمضينا طويلاً في طريق ملساء ثم أضينا الى جرن من الرخام وانتهى اليه صاحبي فعالج قلبه فلم يقدر على ذلك وقال ضع الشمعة قليلاً واعني على قلب الغطاء ففعلت فقلبناه بعد طول معالجة فاذ فيه امراة عليها من الحلي مالم يكن يظن انه في الدنيا امراة عليها ذلك ، واشرق لنا حسنها من نور الجوهر الذي عليها . واذا عند راسها لوح من رخام مكتوب فيه كتاب بالمسند {انا ورعة بنت عاد - ارم - }- واعدنا الغطاء على الجرن كما كان ومضينا غير بعيد فافضى بنا المسك الى درج صعبة..فنزلنا من تلك الدرج بعد جهد شديد وامر صعب فلما افضينا الى ضوء ليس بضؤ الشمس الا انا نرى البحر من منفذ البه صعب واذا بيت (اى غرفة) مقابلنا فدخلناه فاذا فيه ثلاثة اسرة من ذهب واذا على السرير الاول شيخ كبير اصلع ادرد عليه حلتان عدنيتان مرصعتان بالجواهر وعند راسه كتاب بلمسند (انا عاد ارم دوخت البلاد وملكت العباد ) وعلى السرير الثاني شيخ طويل الادمة عليه حلتان مخرووصتان بالجوهر .. وعلى السرير الثالث.. واسفل من ذلك السرير اربعة عشر تمثالاشباباً..ثم فتحنا الباب الثالث فاذا فيه سلاح كثير ثم فتحنا الباب الربع فاذا فيه من الذهب والجواهر والفضة مالم ير احد مثله قط وفي جانب البيت (رسم) حية كانها الجراب المحشو فسمعناصوتاً حفياً ..فاخذنا اوقاراَمن تلك الجواهر وخرجنا.. وقد كنا اشرفنا على الهلكة } [140/8].يقول المؤرخ محمد حسين الفرح .. {وقد ادى تشييد مدينتى مارب وظفار اللى صيرورتهما عاصمتى ملوك سباء التبابعة فانتهت مدينة ارم (في ابين) كعاصمة وانصرف الناس عنها ثم زحفت عليها كثبان الرمال تدريجياً خلال عدة قرون وربما ما تزال كثير من اثارها باقية حتى اليوم تحت كثبان رمال تيه أبين وصحاري عدن حيث كانت مدينة ارم ذات العماد } [الجديد في تاريخ دولة وحضارة سباء وحمير – محمد حسين الفرح ص 127 ]