في بلدنا النائي أعلن المجلس المحلي عن شراء المحافظة لعدد من الاتوبيسات المكيفة بدلا من القديمة .. وأن ابناء المحافظة كلهم سواسية كأسنان المشط ، وسيركبون الاتوبيس المكيف ويتمتعون بجوه الراقي ، ويستطيع الركاب من ابناء محافظتنا التعيسة بأتوبيساتها القديمة أن يغطون في احلام وادعة أو يشاهدوا افلام الفيديو التي تتراقص فيها البنات دون ملابس تقريبا .. لقد أكد رئيس المجلس علي هذا كما أكده رئيس شركة النقل و أكده المحافظ بذاته و أكده عم حسين الذي يزعم أنه أول من ركب الاتوبيس القديم وفي الكرسي رقم واحد المخصص للكبار فقط .. ولا أعلم سر تخصيصه رغم أنه كرسي كباقي الكراسي في الاتوبيس يناله الاهمال كما ينالهم .. لكنه (شغل كبارات) ، وفي احدي السفاريات غاب صاحب الكرسي رقم واحد عن اللحاق بالاتوبيس القديم لظروف قيل أنها سرية وعلمنا بعدها أنه كان مع امراة والعياذ بالله .. المهم أن عم حسين رفض إكمال القصة رغم إلحاحنا عليه لمعرفة كيف عرف بالفضيحة لكنه اوعز إلينا بأنه علي معرفة بالمرأة .. المهم أن عم حسين استطاع اقناع سائق الأتوبيس والكمسري بالسماح له بالجلوس في الكرسي رقم واحد .. لانها أوامر الطبيب .. وبعد مداولات ومماحكات و تدخل ركاب الاتوبيس ـالمهدودين من وعورة الطريق و سخونة الجو وابتلال ملابسهم بعرقهم ـ ليقنعوا سائق الاتوبيس أن جلوس عم حسين اصبح ضرورة طبية له وفضول بالنسبة لهم .. جلس عم حسين على الكرسى رقم واحد .. وبدأت مظاهر العظمة تظهر عليه ؛ استقام ظهره ، وانتفخت أوداجه ، واصبح لصوته وتصرفاته قيمة في المحافظة ؛ فمن يقيم فرح لاتكتمل فرحته حتي يحضر الفرح عم حسن ، ومن يموت لايخفف عنه فراق الأحبة إلا حضور عم حسن ، وجلوسه بجوار أهل الميت لأخذ العزاء .. لقد أصبح الكرسي رقم واحد مثار حديثنا جميعا وزادت الاثارة عندما وصل الاتوبيس المكيف .
قرر عم حسين بما أنه ركب رقم واحد في الاتوبيس القديم سيجلس علي رقم واحد في الاتوبيس المكيف ، ولو باع نصف ثروته ، وسألناه إن كان يملك سوي ملابسه .. قرر أن لديه ثروة سرية لايعلم بها احد .. وبالفعل جلس عم حسين علي الكرسي رقم واحد وجلست زوجته الجديدة علي الكرسي رقم اثنين .. وعندما سألناه عن سر الكرسي رقم واحد ، قال بعد ان قضي نصف الليل يبحث عن اجابة : الكرسي رقم واحد تكون في مقدمة الاتوبيس تري العالم من خلف زجاج الاتوبيس الامامي كما هو دون ان يزعجك احد .. تري افلام الفيديو كاملة دون قطع .. تشرب سجائرك ولا يعترضك احد .. الكل يعاملك معاملة الكرسي رقم واحد في الاتوبيس
وانهي حديثه بحكمة الرجل الذي جلس علي الكرسي رقم واحد : ( اذا كنت رقم واحد في الاتوبيس ، فأنت رقم واحد في كل شيء .. تفهمونني طبعا )